تاريخ الإمبراطورية الأخمينية

اقرأ في هذا المقال


الإمبراطورية الأخمينية: هي إمبراطورية إيرانية تم تأسيسها في غرب آسيا وتسمى الإمبراطورية الفارسية الأولى وشملت أراضيها أراضي أوروبا الشرقية والبلقان وامتدت حتى الشرق وشملت وادي السند.

الإمبراطورية الأخمينية

تعد الإمبراطورية الأخمينية من أكبر الإمبراطوريات قديماً وكانت تحتوي على ثقافات مختلفة واعتمدت لغة خاصة بها، ومن القواعد التي استخدمتها العمل على تنظيم الجيش وجعله أكثر قوة والعمل على تطوير نظام الخدمة المدنية وقد اتبعت الكثير من الإمبراطوريات حذوها في ذلك الوقت.

مع بداية القرن السابع قبل الميلاد بدأ الفُرس الاستقرار في المناطق الغربية والجنوبية من الهضبة الإيرانية ومن ثم بدأ الإمبراطور كورش الكبير بالتقدم بالسير وكان ينوي هزيمة الإمبراطورية البابلية الجديدة وليديا والميدنين ومن ثم قاموا بتأسيس الإمبراطورية الأخمينية، قام الإسكندر الأكبر في عام 330 ميلادي بغزو الإمبراطورية الأخمينية وعند وفاته سيطرت الإمبراطورية السلوقية والإمبراطورية البطلمية عليها.

مع بداية القرن الثاني قبل الميلاد أصبحت المناطق الإيرانية في الهضبة الوسطى تحت سيطرت الإمبراطورية الفرثية، حسب التاريخ الغربي فأنّ الإمبراطورية الأخمينية تعني المدن اليونانية التي كانت أثناء الحروب اليونانية الفارسية والتي قامت بتحرير اليهود وكانت تحتوي على مزيج من المجموعات الدينية والثقافية والتكنولوجية.

كان سكان أثينا يعتمدون في حياتهم على العادات الأخمينية وجرى تبادل ثقافي بينهم وكان يتم توظيف الملوك الفُرس معهم، وكان للإمبراطورية الأخمينية دور في نشر الديانة الزرادشتية في الصين وكما كن لها دور في التاريخ والسياسة الإيرانية.

تأسيس الإمبراطورية الأخمينية

في عام 550 قبل الميلاد قامت قبائل الفُرس البدوية بالتنقل واستقرت في المناطق الجنوبية وأسموها فارس، قام قوروش الأكبر بقيادة ثورة ضد الميديين وتمكن من إنهاء حكمهم ومن ثم سيطر على مملكة ميديا وذلك بعد أنّ كانت المملكة تعاني من الصراعات الداخلية ومن ثم غزا بابل والتي تعد مركز للحضارة القديمة واستمر بتوسعة مملكته حتى وصل إلى بلاد الشام.

استمر قوروش الأكبر بالسير حتى وصل إلى غرب الأناضول وإلى بحر إيجه وسار حتى وصل إلى جبال القوقاز، ومع استمرار حملاته نحو الشرق وصل إلى آسيا الوسطى وتولى ابنه الحملات من بعده ووصل إلى مصر وسيطر عليها وعند تولي أحفاده الجرب قادوا حروب ضد شعوب البحر الأسود واليونان.

في عام 530 قبل الميلاد توفى قورش الأكبر وتولى ابنه قمبيز الثاني الحكم من بعده وتمكن في عام 535 قبل الميلاد من السيطرة على مصر، لتصبح الإمبراطورية الأخمينية بذلك تمتد أراضيها من نهر السند وحتى وصلت إلى نهر النيل ووصلت إلى مقدونيا وعند وفاته تولى ابنه داريوس الحكم من بعده والذي تمكن خلال توليه الحكم من إنهاء الحروب وسيطر على الإمبراطورية الفارسية وأصبحت الدول التابعة لها تتمتع بالحكم المطلق.

قامت الإمبراطورية الأخمينية بإنشاء طرق عديدة ترتبط بمدينة سوس والتي كانت ترتبط ببحر إيجه والبحر الأبيض المتوسط وتمكن فيما بعد من السيطرة على المدن الإغريقية الموجودة في آسيا الصغرى.

تولى إجزركسيس الحكم بعد ذلك وعند توليه الحكم قامت الثورة المصرية ضد حكم الفُرس في مصر وتمكن من إخماد الثورة وقرر قيادة حرب ضد اليونان والانتقام منها؛ وذلك بسبب تمرد الأيونيين أثناء حكم والده، فأرسل جيش كبير حتى وصل إلى حدود أثينا وفي عام 497 قبل الميلاد خاض حرب ضد أثينا، إلا انه تمت هزيمته.

أدت تلك الحرب إلى إضعاف الإمبراطورية الأخمينية؛ ممّا جعلها سلهة للغزو وساعد ذلك الإسكندر الأكبر غزوها وقامت الحروب بينهم والتي كانت بدايتها في عام 334 قبل الميلاد واستمرت لمدة أربعة أعوام.

أصل السلالة الأخمينية

يعود أصل السلالة الأخمينية إلى الفُرس والذين هم أحد الشعوب الإيرانية وكانوا أخر الشعوب التي قدمت من الهند الشعوب الآرية والذين بدأوا بغزو إيران مع بداية القرن الأول قبل الميلاد، ومع بداية القرن السابع قبل الميلاد بدأت السلالة الأخمينية بالظهور والذين بدأوا بالتطور وأصبحوا قوة وذلك بعد أنّ تمكنوا من هزيمة العلاميين واستقروا في إمارة أنشان ومن ثم سيطروا على بلاد بارسا.

قامت السلالة الأخمينية بعد ذلك بتقسيم نفسها إلى قسمين، حيث قام قسم بحكم بلاد فارس والقسم الثاني حكم انشان وكانت تلك الفئة ذات عدد أكبر ويعود أصل قورووش الأكبر لهم والذي كان له الدور الأكبر في ظهور الإمبراطورية الأخمينية وسيطرتها على إيران.

قام قوروش الأكبر بعد ذلك بالعمل على توحيد السلالة الأخمينية وكان ينوي السيطرة على مدينة ميديا وبالفعل تمكن من السيطرة على الأراضي الإيرانية ومن ثم استمر بالسير حتى سيطر على المناطق الشرقية والتي كانت تعاني من الصراعات في ذلك الوقت، في عام 538 ميلادي تمكن قوروش من الدخول إلى بابل ومن ثم دخل الفُرس إلى مملكة ليديا وسيطروا على بلاد الشرق.

كانت الغزوات التي قادها الفُرس نحو الشرق إلى إنهاء حضارة الشرق القديم وتأسيس عالم جديد بسياسة جديدة والتي امتدت نحو أراضي الهند وبحر إيجه، ليتم بذلك تأسيس إمبراطورية جديدة في الشرق بعد أنّ تم إنهاء تواجد الإمبراطوريات القديمة وكانت الإمبراطورية الأخمينية تحتوي على عدد من الشعوب والثقافات واللغات المتنوعة.

استمر قوروش الأكبر بالسير وخوض الحروب ووصل إلى المناطق الشرقية والشمالية في آسيا الوسطى وأثناء خوضه حرب هناك تم قتله وكانت الإمبراطورية الأخمينية تعاني من الصراعات الداخلية وتولى ابنه قمبيز الثاني الحكم من بعده وتمكن من السيطرة على مصر وكان حكمه فيها ظالماً وقام بفرض الضرائب المرتفعة عليهم وأدى ذلك إلى غضب الشعب وقيادة ثورة ضده.

في عام 522 قبل الميلاد تولى داريوس الأول الحكم وبدأ في عملية توسعة الإمبراطورية نحو الشرق حتى وصل إلى نهر السند ومن ثم صار نحو الغرب ووصل إلى نهر الدانوب وتمكن خلال فترة حكمه من إكمال إنشاء وتقوية الأنظمة الإدارية في الإمبراطورية الأخمينية.

قام داريوس الأول بفرض الضرائب على الإغريق المتواجدين في الساحل الإيوني، الأمر الذي دفعهم إلى قيادة ثورة ضده والتي أدت إلى قيام الحروب الميدية في عام 499 قبل الميلاد والتي انتشرت حتى العالم الهليني وشملت تلك الحروب جميع الصراعات بين الإغريق والفُرس.

قامت بعد ذلك عدة حروب منها حرب سلاميس وحرب بلاتيا وفي عام 486 قبل الميلاد بدأت الثورات في مصر والتي كانت تطالب بالاستقلال وقد أدت تلك الصراعات إلى جعل الإمبراطورية الأخمينية تعيش في صراعات، كما بدأت الصراعات الداخلية في القصر الإمبراطوري الأخمينيي وأدت كل تلك الأمور إلى إضعاف الإمبراطورية الأخمينية.

تعد الإمبراطورية الأخمينية بأنّها أحد الإمبراطوريات الإيرانية التي تم تأسيسها في غرب آسيا وشملت أراضيها غرب وشرق العالم وخاضت الكثير من الحروب للسيطرة على دول العالم، إلا أنّها تعرضت للانهيار بسبب الصراعات الداخلية والخارجية فيها.


شارك المقالة: