تاريخ التجارة والعلاقات التجارية في دولة البحرين

اقرأ في هذا المقال


لقد عرفت دولة البحرين منذ القدم النشاط التجاري، بحيث أدى ازدهار النشاط التجاري إلى العديد من العوامل التي كان لها الأثر الأكبر في ازدهار التجارة في دولة البحرين في ذلك الوقت وأبرز تلك العوامل ما يلي:

الموقع الجغرافي لدولة البحرين:

 إنّ الموقع الجغرافي لدولة البحرين يعد من أبرز العومل التي ساعدة على ازدهار التجارة، حيث تقع البحرين في الساحل الغربي للخليج العربي، ويبدأ امتداد سواحلها من رأس الخليج العربي إلى عُمان، وقد تميز هذا الساحل بكثرة تعاريجه مما أتاح الفرصة لنشوء الموانئ التي تُعتبر المكان الأساسي الذي ترسوا به السفن القادمة من الأقطار الأخرى، وفي ذلك الوقت شكل ذلك الموقع المتميز لدولة البحرين وسيلة اتصال سهلة مع العالم الأخر من خلال الطرق البحرية.

تتميز دولة البحرين بالسواحل الكثيرة، بالإضافة إلى كثرة مياهها وثرواتها البحرية مثل اللؤلؤ ووجود الأسماك الكثيرة شاملة الأنواع.

وفرة الإنتاج المحلي في دولة البحرين:

لقد عرفت دولة البحرين الزراعة وبالأخص زراعة النخيل المتوافر بها بكميات كبيرة، فقد أدى جميع ذلك إلى زيادة في إنتاج التمور مما جعل دولة البحرين تصدر وتبيع تلك السلعة للدول المختلفة، وكذلك عرفت البحرين بالصناعة وبالأخص صناعة المنسوجات والعديد من الصناعات الغذائية، فقد كانت تقوم في تصدرها إلى الدول الأخرى، وكانت تقوم في استيراد ما تحتاج إليه من مستلزمات.

الاستقرار والرخاء في دولة البحرين:

إنّ دخول دولة البحرين في الإسلام في وقت مبكر ودون الدخول في أي عِداء يؤدي إلى القتال ذلك أدى إلى انتشار الأمن والأمان بها، مما أدى إلى مساعدة السكان على الطمأنينة على أنفسهم وأموالهم وما يملكون. وفي تلك الفترة، حدثت العديد من الفتوحات في مختلف البلاد مثل بلاد فارس والعراق، وإنّ تلك الفتوحات أدت إلى توافر الكثير من الأموال لدى المسلمين وهذا أدى إلى ارتفاع مستوى الدخل للأفراد.

لقد قام الإسلام بالتشجيع على العمل بالتجارة، حيث أحل الله البيع والشراء وحرم الربا ونظم المعاملات التجارية وجعل التجارة وسيلة للكسب الحلال، إنّ جميع تلك العوامل عملت على ازدهار التجارة في فترة الفتوحات الإسلامية وفي ظلّ الإسلام، فقد ازدهرت بالشكل الخاص التجارة في دولة البحرين منذ العصر الجاهلي وارتبطت دولة البحرين بعلاقات تجارية مع جميع أرجاء الجزيرة العربية ومع فارس والهند منذ فترة مبكرة.

وإنّ تلك الفترة تدل على الاستقرار الذي حظيت به دولة البحرين بعد الفتح الإسلامي، مما زاد من استقرارها وزيادة الأموال التي حصلت عليها من تلك الفتوحات فقد ازدادت من ثمانين ألف درهم في عهد الرسول صلّ الله عليه وسلم إلى خمسمئة ألف درهم في أخر عهد الخليفة عمر بن الخطاب.

ويتوضح مما أشرنا إليه في السابق أنّ تلك العوامل قد ساعدت على تنشيط الحركة التجارية بين دولة البحرين وبين الدول المجاورة لها، فقد اعتبرت التجارة من أبرز العوامل الأساسية التي تقوم عليها الحياة الاقتصادية في دولة البحرين.

التجارة الداخلية في دولة البحرين:

لقد كانت التجارة الداخلية في دولة البحرين تتميز بنشاط كبير؛ وكان ذلك بسبب ما توفره الأسواق من سلع متعددة، فقد كان ذلك بسبب الوفرة في الإنتاج الزراعي والصناعي، وقد كانت البحرين مركزًا تجاريًا ذا مكانة مهمة، يأتي إلية شعوب القبائل العربية القادمة من بوادي البحرين؛ للتزود بما يحتاجونه من الأطعمة والملبوسات والأدوات وكل ما يحتاجه هؤلاء السكان، كما جاء إلى البحرين التجار من جميع أرجاء الجزيرة العربية وفارس، ولهذا نجد أنّ وفرة الإنتاج الزراعي والصناعي شجع على قيام التجارة الخارجية حيث صدرت البحرين التمور والمنسوجات للدول المجاورة.

أبرز الأسواق في دولة البحرين:

وفي تلك الفترة ظهرت في دولة البحرين الكثير من الأسواق المعروفة كان من أبرزها ما يلي:

سوق هجر:

تعتبر من أبرز أسواق العرب المعروفة قبل الإسلام، فقد كانت تقام تلك الأسواق في شهر ربيع الآخرة من كل سنة، بحيث يؤخذ من التجار ضريبة تقدر بالعشر ويتولى ذلك حاكم البحرين في ذلك الوقت. وكانت هذه السوق معروفة ويأتي إليها التجار والناس من جميع القبائل العربية، بحيث كانوا يذهبون أولاً إلى سوق دومة الجندل ثم يأتون إلى سوق هجر، ثم يغادرون من سوق هجر إلى سوق صحار بعُمان.

سوق المشقر:

وهو أحد أسواق العرب المعروفة، فقد كان يقام في كل عام في أول يوم من جمادى الآخرة ويستمر حتى نهاية الشهر، وكانت مهمة الإشراف عليها مطلوبة من رؤساء بنی تميم وكانوا يأخذون من التجار العشر أيضاً، وكان التجار الفرس يقومون في عرض بضائعهم فيها، حيث كانوا يأتون من بلادهم قاطعين البحر ليقوموا في مشاركتها في تلك الأسواق.


شارك المقالة: