تاريخ التطور التعليمي في دولة قطر

اقرأ في هذا المقال


النهضة التعليمة في دولة قطر:

إنّ الجهل مشكلة من المشاكل الاجتماعية السائدة، ونلاحظ ذلك من خلال الدلائل التاريخية التي دلت بأنّ نسبة الأمية في الوطن العربي تعتبر نسبة عالية في مقارنة مع دول العالم وقلة العلم الذي واكب مجتمعنا العربي في مجال الثقافة، وإنّ العلم كان ولا شك يقلل من آفة الجهل التتي انتشرت في البلاد العربية، بحيث حل الوعي في جميع أرجاء الوطن العربي بعد أن تقلص ظل الاستعمار في أكثر أجزاء البلاد العربية.

إنّ الجهل دفع الأقطار العربية بأن تخطو خطوات تعتبر قليلة ولكنها بداية عهد تبشر بوادره بعهد جديد يأخذ بيد الجيل الجديد إلى محطة النور والعلم وتحرره من قيود الجهل والأمية، إنّ بوادر النهضة التعليمية في معظم إمارات الخليج التي منّ الله عليها نسبة الذهب الأسود منذ عهد قريب، وجد اهتماماً ملحوظاً من قبل الحكام المسؤولين لنشر الثقافة وتوسيع مجال العلم في مجتمعها.

فالتطور العلمي يسير الآن في خطوات بسيطة، إلا إنه يسير على قواعد ثابتة ومبادئ علمية صحيحة، ونشير هنا إلى البوادر الأولى للنهضة التعليمية في دولة قطر، ظهرت في الفترة الزمنية التي عم فيها الوعي في هذه الإمارة، فنلاحظ أنّ دولة قطر سارت بخطوات واسعة في تحقيق أبرز التطورات المتعلقة بهذا الشأن.

فسياسة التعليم التي تتبعها حكومة قطر تسمح بفرصة التعليم بجميع أنواعه ومراحله لكل سكان دولة قطر من بنين وبنات، وتشجيعهم على تلقي العلم والاستفادة منه بجميع الوسائل الممكنة، بحيث تمكنت وزارة المعارف أن تسير خطوات كبيرة في مجال تطبيق هذه السياسة، ونلاحظ ذلك من خلال التطور الشامل في المجال الثقافي.

التطور في أعمال وزارة المعارف في دولة قطر:

لقد كانت دولة قطر في القدم أكثر حظاً من باقي إمارات الخليج العربي من حيث كثرة عدد الكتاب والمدارس الموجودة فيها، ففي عهد الشيخ قاسم بن ثاني كانت في دولة قطر تحتوي على عشرة كتاتيب يدرس فيها القراءة والكتابة، والقرآن الكريم ومدرسة رشدية بتعليم متوسط نظامي قائمة على المنهج التركي في عام 1308/ 1890 ميلادي.

كانت تعداد إمارة قطر لا يتعدى 7900 نسمة وعدد دورها  3600 داراً، فذلك يشير إلى أنّ إمارة قطر كانت تحظى بنسبة كبيرة من التعليم، وفيما يتعلق بما جاورها من الإمارات العربية وبعد وفاة الشيخ قاسم بن ثاني في عام 1331 أُهمل التعليم في دولة قطر، فتم إلغاء المدرسة النظامية (الرشدية) وبقيت الكتاتيب مصدراً للتعليم فقط.

وبعد وفاة الشيخ قاسم بن ثاني في عام 1371 بأربعين سنة تأسست أول مدرسة ابتدائية نظامية للبنين في العاصمة الدوحة، بحيث كانت تضم 240 طالباً، يقوم بالتدريس فيها 6 معلمين وتأسست وزارة المعارف لأول مرة في دولة قطر في عام 1376/ 1956 ميلادي، وكان أول وزیر تسلم مهام الوزارة الشيخ بن حمد آل ثاني، ومنذ ذلك الوقت بدأ التعليم ينتظم ويحقق نجاح واسع في مجال التقدم والتطور.

تسلم وزارة المعارف الشيخ قاسم بن حمد آل ثاني وزير المعارف في الوقت الحاضر، الذي كرس جهده في عملية توسيع دائرة المعارف ورفع مستواها وكفاءتها على جميع الأصعدة، وإنّ التطور السريع في مجال النهضة الثقافية التي تظهر معالمها اليوم في دولة قطر، فهو دليل يظهر بشكل مباشر من خلال الجهد الذي يبذله الشيخ في رفع مستوى العلم بإیمان ووطنية صادقة ونابعة من القلب.

المدارس في دولة قطر:

  • في عام 1964/ 1965 ميلادي بلغ عدد المدارس في دولة 46 مدرسة ابتدائية للبنين منها 7 مدارس  في العاصمة والباقي يتوزع في القرى.
  • 27 مدرسة ابتدائية متخصصة لتعليم البنات، منها 9 مدارس في العاصمة والباقي يتوزع  في القرى.
  • مدرسة اعدادية للبنين.
  •  مدرسة الصناعة في الإمارة.
  • مدرسة دار المعلمين.
  • مدرسة المعهد الديني.

التعليم المجاني في دولة قطر:

التعليم في دولة قطر بجميع مراحله مجاني متاح للجميع، بالإضافة إلى قيام الحكومة بتزويد الطلاب بالكتب والأدوات المدرسية  اللازمة ووسائل النقل إلى المدارس وتوزيع الملابس الصيفية والشتوية على الطلاب دون استثناء ويمنح الطلاب رواتب شهرية تزداد لكل صف، بحيث تبدأ بمبلغ  40 روبية من الصف الرابع الابتدائي، وتصل إلى 150 روبية من الصف الثالث الثانوي (المتوسطة) أي بما يقدر بحوالي 250 دینار لكل طالب ويزداد بمقدار 20 روبية أي دینار ونصف لكل صف بعد ذلك.

لقد قامت وزارة المعارف القطرية بذلك دعماً منها وتشجيعاً على التعليم ومساعدة اجتماعية من الوزارة للطلاب الذي يريدون تلقي العلم، وذلك للنهوض في القطاع التعليمي في البلاد، وللسير في النهج العلمي المتطور الذي يواكب الدول المتقدمة في الوقت الحالي.


شارك المقالة: