تاريخ الصناعة في دولة البحرين

اقرأ في هذا المقال


صناعة المنسوجات في دولة البحرين:

لقد عرفت دولة البحرين منذ نشأتها بصناعة المنسوجات، حيث ذكر في المصادر التاريخية أنّه تم صناعة الثياب القطرية والثياب الهجرية وغيرها، فقد تنسب تلك الصناعات إلى المدن التي تصنع بها، أي أنّ أصل الثوب القطري من قطر وأصل الثوب الهجري من الهجر.

صناعة الثياب القطرية في دولة البحرين:

إنّ تلك الصناعة نوع من المنسوجات تعرف باسم الثياب القطرية نسبةً إلى قطر، وقيل أنّها عُرفت باللون الأحمر لها أعلام فيها بعض الخشونة، كما تمّت الإشارة في المصادر التاريخية أنّ الرسول صلى الله عليه وسلم كان يرتدي ثوبًا قطري، وأنّ أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها كانت تلبس درعًا قطريًا يقدر في خمس دراهم، وذكر ابن سعد في أحدى رواياته أنّ الخليفة عمر بن الخطاب شوهد وهو يرمي الجمرة وهو يرتدي ثوبًا قطريًا.

ويذكر كذلك انّ أحد الدهاقين حينما رأى القميص الذي يرتديه الخليفة عمر ومدى خشونته، قام بالأمر بتفصيل قميصين له من الثياب القطرية، حيث قام بنسجهما وقدمها له وقال: البس هذا فإنّه أجمل لك وألين، ولكنّ الخليفة عمر بن الخطاب لم يقبل هذه الهدية وذكر أيضًا أنّ الخليفة علي بن أبي طالب قد تمّ مشاهدته وهو يلقي خطبة له وكان يرتدي خلالها ثوبًا قطريًا، حيث يذكر الجاحظ أنّ أبا العتاهية قد أهدى إلى أمير المؤمنين المأمون هدايا كثيرة منها ثياب قطرية.

وفي ذلك إشارة إلى أنّ الثياب القطرية بقيت معروفة حتى العصر العباسي، بالإضافة إلى أنّ تلك الثياب تعتبر من أنواع الثياب التي تتمتع بجودة عالية، فقد قام بارتدائها الخلفاء وكذلك كانت تقدم كهدايا لكبار الشخصيات.

صناعة الثياب الهجرية في دولة البحرين:

تعد من أفضل الثياب التي تواجدت في تلك الفترة، بحيث سميت بذلك الاسم نسبة إلى هجر، وقد ذكرت في المصادر التاريخية أنّها أثواب هجر، فقد كانت أكثر الثياب تداولاً في تلك الفترة، فيذكر ابن سعد أنّه حينما أرسل الرسول صلی الله عليه وسلم سلیط بن عمر العامري إلى حاكم اليمامة هوذه بن علي الحنفی يقوم بدعوته إلى الإسلام، قام بمنحه الهدايا وكان من ضمنها أثوابًا من نسج هجر.

وذكر عن عمر بن سلمة أنّه كان يؤدي الصلاة، فكسوة معقد من معقد البحرين، كان يقدر ثمنه ستة دراهم، وكذلك تحدث ابن سيرين أنّ أبا موسی کسا في كفارة اليمين ثوبين ظهرانيًا ومقعدًا، والظهراني يعني هنا بأنّه منسوب إلى ظهران وهي إحدى قرى البحرين، حيث كانت تلك المنسوجات الهجرية مشهورة في مكة المكرمة عند ظهور الإسلام.

 صناعة الرماح والدروع في دولة البحرين:

لقد عرفت الجزيرة العربية الرماح الخطية والدروع، حيث كانت الرماح الخطية تنسب إلى مدينة الخط في دولة البحرين، فقد تم الحديث عنها في الكثير من أشعار العرب، وفي ذلك دليل على مدى انتشارها في الجزيرة العربية، بحيث كانت تُستورد بالسفن من الهند الى الخط في البحرين، حيث يتم تصنيعها وتعديلها، ثم تمّ بيعها في جميع أرجاء الجزيرة العربية.

فقد تواجدت هناك أنواع كثيرة من الرماح تباع بمدينة الخط، أطلق عليها اسم الشخص الذي يقوم بصناعتها، مثل الرماح السمهرية التي تنسب إلى رجل من أهل الخط اسمه سهر، بحيث تميزت تلك الرماح بأنّها ذات نوعية جيدة. كما عرفت دولة البحرين الرمح الرديني الذي قيل بأنّه منسوب إلى امرأة السمهري تعرف باسم ردينية.

 الصناعة الغذائية والحرفية في دولة البحرين:

عرفت دولة البحرين العديد من الصناعات الغذائية البسيطة التي تعتمد على الإنتاج المحلي الوفير من التمور والأسماك، وقامت هذه الصناعات على تخزين التمور وتجفيف الأسماك حتى تكون صالحة للاستعمال مدّة طويلة، حتى يتمكن من إرسالها للبيع في جميع أنحاء الجزيرة العربية وتصل للمستهلك بشكل أفضل.

وقد ذكرت بعض المصادر التاريخية طريقة تخزين التمور في دولة البحرين، بحيث يقومون بجمع التمور وتخزينها، ثمّ يتم وضع التمر وكنزه من خلال الرجلين حتى يدخل بعضه في بعض، ثم يوضع مرّة أخرى وهكذا حتى تمتلئ الوعاء، كما كان أهل البحرين يستخرجون الدبس من التمور المكنوزة ويسمونه الصقر.


شارك المقالة: