اقرأ في هذا المقال
- تاريخ القسطنطينية القديم
- توسيع قسطنطين الأول للقسطنطينية
- أهم المعالم الموجودة في القسطنطينية – اسطنبول
- الحكم المسيحي والإسلامي في القسطنطينية
تاريخ القسطنطينية القديم:
كانت مدينة القسطنطينيّة في الأصل مدينة يونانية تدعى بيزنطة، اختار الإمبراطور الروماني قسطنطين الأول المدينة لتكون عاصمة الجزء الشرقي من الإمبراطوريّة الرومانيّة، والتي أصبحت فيما بعد الإمبراطورية البيزنطيّة، تمّ تغيير اسم المدينة نسبة إلى اسمه.
في عام (330) م، أصبحت موقع “روما الجديدة” للإمبراطور الروماني قسطنطين، وهي مدينة مسيحية ذات ثروة هائلة وعمارة رائعة، وقفت القسطنطينيّة كمقر للإمبراطورية البيزنطيّة على مدى (1100) عام قادمة، حيث عانت فترات ثروة كبيرة وحصارات مروعة، حتى اجتاحها محمد الثاني من الإمبراطوريّة العثمانيّة عام (1453).
احتلت الإمبراطوريّة العثمانيّة المدينة في نهاية المطاف في عام (1453)، وأُعيد تسمية المدينة رسميًا باسم “إسطنبول” وهي كلمة (مشتقة من الكلمات اليونانية “eis tin polin” التي تعني “إلى المدينة”) بعد حرب الاستقلال التركيّة في عام (1923)، تمّ نقل العاصمة إلى مدينة أنقرة في نفس العام. يتم تسمية المدينة بإسطنبول. بينما كان الكيان المعروف باسم الإمبراطوريّة العثمانيّة يسيطر على المدينة، كما لو أنّ هذا لم يكن محيرًا بما فيه الكفاية، فإنّ ما يُعرف اليوم باسم “الإمبراطوريّة البيزنطيّة” كان اسمًا أطلق على الإمبراطوريّة الرومانيّة الشرقيّة بعد سقوطها، أطلق المواطنون البيزنطيّون على أنفسهم اسم الرومان، وأطلقوا على أراضيهم الإمبراطوريّة الرومانيّة.
استقرار القسطنطينية:
استقرت القسطنطينيّة لأول مرة في القرن السابع قبل الميلاد، وتطورت إلى ميناء مزدهر بفضل موقعها الجغرافي المتميز بين أوروبا وآسيا ومينائها الطبيعي.في عام (657) قبل الميلاد، أسس الحاكم بيزاس من مدينة ميغارا اليونانيّة القديمة مستوطنة على الجانب الغربي من مضيق البوسفور، والتي كانت تربط البحر الأسود بالبحر الأبيض المتوسط، بفضل المرفأ الطبيعي البكر الذي أنشأه القرن الذهبي.
نمو مدينة البيزنطة:
نمت بيزنطة لتصبح مدينة ساحلية مزدهرة. على مدى القرون التالية كانت بيزنطة تحت سيطرة الفرس والأثينيين والإسبرطيين والمقدونيين بالتناوب أثناء تنافسهم على السلطة في المنطقة، دمر الإمبراطور الروماني سيبتيموس سيفيروس المدينة حوالي عام (196) قبل الميلاد، ولكن أُعيد بناؤها لاحقًا ببعض الهياكل التي بقيت في الإمبراطوريّة البيزنطيّة، بما في ذلك حمامات زيوكسيبوس، وميدان سباق الخيل، وجدار وقائي. بعد انتصاره على المنافس له ليسينيوس، بعد ذلك أصبح الإمبراطور الوحيد للإمبراطوريّة الرومانيّة في عام (324) م، قرر قسطنطين الأول إنشاء عاصمة جديدة في بيزنطة تسمّى “نوفا روما” – روما الجديدة.
توسيع قسطنطين الأول للقسطنطينية:
شرع قسطنطين الأول في توسيع أراضي بيزنطة القديمة، وتقسيمها إلى (14) قسمًا، وبناء جدار خارجي جديد، قام بإغراء النبلاء من خلال هدايا الأرض، ونقل الفن والحلي الأخرى من روما لعرضها في العاصمة الجديدة. واصطفت شوارعها الواسعة تماثيل حكام عظماء مثل الإسكندر الأكبر ويوليوس قيصر، بالإضافة إلى أحد قسطنطين نفسه مثل أبولو، سعى الإمبراطور أيضًا إلى إعمار المدينة من خلال تقديم حصص غذائية مجانية للسكان، مع وجود نظام من القنوات المائية بالفعل.
فقد ضمن الوصول إلى المياه عبر المدينة الآخذة في الاتساع من خلال بناء (Binbirdirek Cistern)وهذا البناء هو عبارة بناء بيزنطي، وهو خزان من صنع البيزنطيين تحت الأرض في مدينة إسطنبول بيزنطة سابقًا، يقع في منطقة السلطان أحمد، ومن الجدير بالذكر أنّه تم ترميمه، وهو منطقة سياحيّة تجذب السياح.
ماذا أنشأ قسطنطين عام 330 م ؟
في عام (330) م، أنشأ قسطنطين المدينة التي من شأنها أن تترك بصماتها في العالم القديم باسم القسطنطينيّة، ولكنّها أيضًا أصبحت معروفة بأسماء أخرى، بما في ذلك ملكة المدن، واستنبولين، وستامبول واسطنبول. كان يحكُمها القانون الروماني، وكانت ديانتها المسيحيّة ويتبنى اللغة اليونانية كلغة أساسيّة، وقد كانت بمثابة بوتقة تنصهر فيها الأجناس والثقافات بسبب موقعه الجغرافي الفريد الممتد بين أوروبا وآسيا.
حكم جستنيان الأول:
نجا جستنيان الأول، الذي حكم من (527) إلى (565)م، من ثورة نيكا في وقت مبكر من فترة ولايته واستخدم المناسبة لإجراء تجديدات واسعة النطاق للمدينة، أطلق حملات عسكرية ناجحة ساعدت البيزنطيين على استعادة الأراضي التي فقدوها مع انهيار الإمبراطورية الرومانية الغربية في القرن الخامس، ووسع حدودها لتطويق البحر الأبيض المتوسط، بالإضافة إلى ذلك أنشأ جستنيان نظامًا قانونيًا موحدًا مع قانون جستنيان، والذي سيكون بمثابة مخطط للحضارات القادمة.
إلى جانب تحفيز انتشار تحطيم المعتقدات التقليدية في الإمبراطورية، حارب ليو الثالث (الذي حكم من 717 إلى 741 م) حصارًا عربيًا للمدينة وأثبت العرش بعد سنوات من الاضطرابات الأخيرة. كان أول إمبراطور من سلالة (Isurian) وبالمثل، أطلق باسل الأول (الذي حكم من 867 إلى 886 م) ما أصبح سلالة مقدونية استمرت قرنين، على الرغم من أميته، فقد اتبع جستنيان من خلال إجراء تجديدات ومحاولة مزيد من تقنين القوانين، ونجح في دفع حدود الإمبراطورية جنوبًا.
عانت القسطنطينيّة لأكثر من (1100) عام كعاصمة بيزنطية في جزء كبير منها بسبب الجدار الواقي الذي اكتمل في عهد ثيودوسيوس الثاني في (413) بحر مرمرة إلى القرن الذهبي، تمت إضافة مجموعة مزدوجة من الجدران بعد سلسلة من الزلازل في منتصف القرن الخامس، وطبقة داخلية يبلغ ارتفاعها حوالي 40 قدمًا ومرصعة بأبراج وصلت إلى (20) قدمًا أخرى.
أهم المعالم الموجودة في القسطنطينية – اسطنبول:
ميدان سباق الخيل:
ميدان سباق الخيل، الذي بناه في الأصل سيفيروس في القرن الثالث ووسعه قسطنطين الأول، كان بمثابة ساحة لسباقات العربات وغيرها من الأحداث العامة مثل المسيرات وعرض أعداء الإمبراطور الأسرى، يبلغ طولها أكثر من (400) قدم، ويقدر أنّها تستوعب ما يصل إلى (100000) شخص.
آيا صوفيا:
القصر الإمبراطوري:
الحكم المسيحي والإسلامي في القسطنطينية:
في حين تزامن تأسيس قسطنطين لروما الجديدة مع الجهود المبذولة لتأسيس المسيحيّة كدين للدولة، فإنّ ذلك لم يحدث رسميًا إلّا بعد وصول ثيودوسيوس الأول إلى السلطة عام (379). عقد أول مجمع للقسطنطينيّة عام (381)، والذي دعم مجمع نيقية في (325)، وأعلن أنّ بطريرك المدينة هو الثاني في السلطة بعد روما، أصبحت القسطنطينيّة مركزًا للجدل حول تحطيم الأيقونات بعد أنّ حظر ليو الثالث عام (730) عبادة الأيقونات الدينيّة.
على الرغم من أنّ المجلس المسكوني السابع لعام (787) عكس هذا القرار، فقد استؤنفت تحطيم المعتقدات التقليدية كقاعدة قانونية بعد أقل من (30) عامًا واستمرت حتى (843)، مع الانشقاق الكبير عام (1054)، عندما انقسمت الكنيسة المسيحيّة إلى قسمين روماني و شرقي، أصبحت القسطنطينيّة مقرًا للكنيسة الأرثوذكسيّة الشرقيّة، وظلت كذلك حتى بعد سيطرة الإمبراطوريّة العثمانيّة الإسلاميّة على المدينة في القرن الخامس عشر.
اشتهرت القسطنطينية بثروتها الهائلة، وقد عانت ما لا يقل عن اثني عشر حصارًا على مدار أكثر من 1000 عام كعاصمة بيزنطية، وشملت هذه المحاولات التي قامت بها الجيوش العربية في القرنين السابع والثامن وكذلك محاولات البلغار والروس (أوائل الروس) في القرنين التاسع والعاشر.
في أوائل القرن الثالث عشر، قبل التوجه إلى القدس تمّ تحويل جيوش الحروب الصليبيّة إلى القسطنطينيّة بسبب صراع على السلطة. عندما أخفقت مدفوعاتهم الموعودة قاموا بنهب المدينة في عام 1204 وإنشاء دولة لاتينية، على الرغم من أنّ البيزنطيين استعادوا السيطرة على القسطنطينيّة في عام 1261، إلا أنّ المدينة ظلت المركز السكاني الرئيسي الوحيد لما أصبح الآن قذيفة من الإمبراطورية.
بعد فترة وجيزة من صعوده إلى العرش العثماني عام (1451)، بدأ السلطان محمد الفاتح في تجهيز خطط لهجوم كبير على القسطنطينيّة، مع الحجم الهائل لقواته المسلحة، والمزايا الإضافية التي اكتسبها من استخدام البارود، نجح حيث فشل أسلافه، جاعل القسطنطينيّة خاضعة للحكم الإسلامي في 29 مايو (1453). بينما تميزت العقود الأولى من حكم الإمبراطوريّة العثمانيّة في القسطنطينيّة بتحويل الكنائس إلى مساجد أبقى محمد الفاتح كنيسة الرسل المقدسين وسمح لمجموعة متنوعة من السكان بالبقاء.
سليمان القانوني:
بعد السلطان محمد الفاتح، كان سليمان القانوني أبرز حكام العثمانيين (الذي حكم من 1520 إلى 1566)، إلى جانب تطوير سلسلة من الأعمال العامة، قام السلطان سليمان القانوني بتحويل النظام القضائي، ودافع عن الفنون واستمر في توسيع الإمبراطوريّة العثمانيّة.
في القرن التاسع عشر، خضعت الدولة العثمانيّة المتدهورة لتغييرات كبيرة مع تنفيذ إصلاحات التنظيمات، التي ضمنت حقوق الملكية وحظرت الإعدام دون محاكمة. في أوائل القرن التالي، قضت حروب البلقان والحرب العالميّة الأولى والحرب اليونانيّة التركيّة على بقايا الإمبراطورية العثمانيّة، أنشأت معاهدة لوزان لعام (1923) رسميًا جمهورية تركيا، التي نقلت عاصمتها إلى أنقرة، تبنت القسطنطينيّة القديمة، المعروفة بشكل غير رسمي باسم اسطنبول، الاسم رسميًا في عام (1930).