تاريخ شعب الإيغور

اقرأ في هذا المقال


شعب الأويغور هم شعب ناطق بالتركية في آسيا الداخلية ويقيم معظم الأويغور في أراضي شمال غرب الصين، في أراضي مدينة شينجيانغ أويغور والتي تتمتع بالحكم الذاتي ويقيم عدد صغير في جمهوريات آسيا الوسطى، ويقيم النسبة الأكبر منهم في الصين وفي أراضي أوزبكستان وكازاخستان وقيرغيزستان وكان ذلك في بداية القرن الحادي والعشرين.

شعب الإيغور

تعد لغة الأويغور أحد اللغات التركية، ويعد شعب الأويغور من بين أقدم الشعوب المتكلم باللغة التركية في آسيا الوسطى والتي تم ذكرها في السجلات الصينية من القرن الثالث الميلادي وظهروا لأول مرة في القرن الثامن ميلادي، وذلك عندما قاموا بتأسيس مملكة على طول نهر أورهون والذي يسمى بشمال وسط منغوليا، في عام 840 ميلادي، قامت قبائل القرغيز بغزو الولاية، الأمر الذي دفع شعب الأويغور الهجرة إلى المناطق الجنوبية والغربية والإقامة في جبال تيان وجبال شان، قام شعب الأويغور بتأسيس مملكة مستقلة لهم في منطقة منخفض تورفان، إلا أنّ المغول أطاحوا بها وبدأوا التوسع مع بداية القرن الثالث عشر ميلادي.

شعب الأويغور هم في الأصل هم عبارة عن سكان قرويون يقيمون في شبكة من واحات في الوديان والمنحدرات السفلية لنهر تيان شان وبامير والأنظمة الجبلية ذات الصلة، وتعد تلك المنطقة واحدة من أكثر المناطق التي تعاني من الجفاف في العالم، وقاموا بالري لفترة طويلة؛ وذلك من أجل الحفاظ على إمدادات المياه للزراعة، وكانت المحاصيل الغذائية الأساسية فيها هي القمح والذرة والبطيخ، يعد القطن هو المحصول الصناعي الرئيسي، والذي بدأ في الظهور في تلك المنطقة منذ فترة طويلة، يعمل الكثير من شعب الأويغور في استخراج البترول والتعدين والتصنيع في المراكز الحضرية.

تاريخ شعب الإيغور

ومن أهم مدن الأويغور الرئيسية هي أورومكي والتي تعد هي عاصمة شينجيانغ ومدينة كاشغر والتي تعتبر مركز تجاري قديم على طريق الحرير التاريخي وتقع بين الحدود روسيا والصين، كان شعب الأويغور يفتقر إلى الوحدة السياسية في القرون الأخيرة، إلا أنّهم في القرن التاسع عشر بدأوا بالاتحاد السياسي وذلك عندما ثاروا على بكين، وكان تنظيمهم الاجتماعي يتركز في القرية، ويعد شعب الإيغور المتواجد في مدينة شينجيانغ هم من المسلمين السنة.

قام عدد كبير من شعب الهان الصيني بعد ذلك الانتقال إلى مدينة شينجيانغ، بعد أنّ تم تأسيس منطقة الحكم الذاتي في فترة الخمسينيات، وفي عام 1990 ميلادي زادت عملية الهجرة بشكل كبير، مع نهاية القرن العشرين أصبح شعب الهان الصيني يشكلون معظم  سكان مدينة شينجيانغ، ومع الوقت زادت الفوارق الاقتصادية والمشاكل العرقية بين سكان الأويغور وشعب الهان، وقد أدى ذلك في النهاية إلى قيام الصراعات والمشاكل الداخلية، في عام 2009 ميلادي زادت الصراعات وتم قتل عدد كبير من شعب الإيغور وكانت معظم الصراعات في مدينة أورومكي.

أعمال شعب الإيغور

وازدادت أعمال العنف بعد ذلك وكانت عبارة عن هجمات قادها المهاجمون بالسكاكين، كما شارك مجموعة من الانتحاريين في تلك الحملات، الأمر الذي دفع الحكومة الصينية إلى قمع شعب الأويغور والذين عرف عنهم أنّهم عبارة عن منشقين وانفصاليين، قامت الحكومة بعملية إطلاق النار والاعتقالات وأحكام طويلة بالسجن واستمرت الحملات حتى عام 2017 ميلادي، بدأت الحكومة الصينية حملة قمع شاملة ضد الأويغور في شينجيانغ بعد ذلك، وكان تقول انّها تريد من خلال ذلك نشر الأمان، قامت الحكومة الصينية بوضع نقاط التفتيش ودوريات الشرطة المستمرة في المناطق التي كانت تحت سيطرة الأويغور.

أدى التصرف الحكومي إلى إثارة للجدل وقام الرفض والاحتجاجات من خلال منظمات حقوق الإنسان، طالبت الأمم المتحدة من الصين إنهاء الحصار وطلبوا منهم غناء بناء المعسكرات، إلا أنّ الحكومة الصينية نفت تواجد معسكرات يتم فيها تعذيب الأسرى.

وكما يوجد شعب توفالار والذي يتحدث باللغة التركية ويقيمون في جنوب سيبيريا، كان موطنهم التقليدي هو المنحدرات الشمالية لجبال سايان الشرقية، حيث كانوا يعيشون عن طريق الصيد البدوي، وكانوا جزء من شعوب سيبيريا، لم يتمكن شعب توفالار من تطوير تقنية الفخاخ الآلية، وكانوا يعتمدون على المزالق للحيوانات الكبيرة ذات الحوافر، في منتصف القرن السابع عشر ميلادي بدأوا الوقوع تحت تأثير روسيا الثقافي والسياسي، ويعد أصل شعب التوفالار من أصل مختلط، حيث إنّهم يشبهون شعب التوفينيين من حيث اللغة والثقافة والتاريخ، كما كانت لغات كلا الشعبين في الأصل أورالية، وخلال القرون التالية فتحت المجال أمام اللغات التركية والروسية، ولم يعُرف إلا القليل عن تاريخ توفالار وذلك قبل اتصالهم مع روسيا.

كان تنظيمهم الاجتماعي التقليدي يعتمد على نظام العشائر الأبوية، لم يتزوج أعضاء نفس العشيرة من بعضهم البعض خلال تلك الفترة، وذلك من حيث التنظيم الاجتماعي والديني، وكانوا عبارة عن نموذج للشعوب السيبيرية الأصلية، قامت الحكومة السوفيتية بجمعهم واستقروا في القرى، وكان اقتصادهم يعتمد على زراعة الفراء، كانوا يستبدلون خيامهم التقليدية في الشتاء من الجلد وفي الصيف إلى منازل خشبية من النوع الروسي.

خلال فترة إقامة شعب الإيغور في الصين أقاموا عدد من المشاريع والتي ساعدت في تلك الفتر  على تطوير الاقتصاد الصيني في المناطق التي كانوا يقيمون فيها، كما قاموا ببناء عدد من المباني الدينية ومن بينها المساجد والتي تعد هي الأهم بالنسبة لشعب الإيغور وكانوا يقيمون بطقوسهم الدينية فيها، وكانوا يدعون إلى الديانة الإسلامية وبشكل سلمي، وعلى الرغم من السلمية التي اتصف فيها شعب الأيغور، إلا أنّ الحكومة الصينية كانت تقوم بنفيهم ومنعهم من إقامة طقوسهم الدينية.

كما قام شعب الأويغور بالعمل في المدن التي اسسوها بنفسهم، وعلى الرغم من ذلك إلا أنّ الحكومة الصينية قامت بقتل عدد كبير منهم، وقد دفع عدد كبير منهم الهجرة إلى خارج أوطانهم وابحث عن الأمان والحصول على أعمال لهم ولعائلتهم، وكانت أعمال العنف والقتل التي تقوم بها الحكومة الصينية ضد شعب الأويغور من أشد أعمال العنف التي قامت بها الدول ضد الشعوب التي تقيم في أراضيها واستمرت تلك الأعمال العنيفة لفترة طويلة حتى تدخلت دول أوروبا والولايات المتحدة الأمريكية لوقف أعمال العنف الصينية، وعلى الرغم من ذلك ما تزال الصين تمارس أعمال العنف ضد شعب الأويغور.

يعد شعب الأويغور أحد الشعوب الصينية والتي تتحدث باللغة التركية ويقيم في المناطق الشمالية والغربية من الصين، وعلى الرغم من السلام التي تتصف فيه تلك الشعوب والمشاريع التنموية التي أقامتها في الصين، إلا أنّ الحكومة الصينة كانت تقوم بجمعها بشكل عنيف وتدخلت الدول الغربية لوقف أعمال العنف الصينية ضدهم، إلا أنّها دون جدوى.


شارك المقالة: