مدينة إشبيلية
كانت إشبيلية واحدة من أهم المدن في شبه الجزيرة الأيبيرية منذ العصور القديمة. تم التعرف على المستوطنين الأوائل للموقع بالثقافة التارتسية، يُذكر أن القرطاجيون قاموا بتدمير مستوطنتهم، وبعد ذلك ظهرت مدينة هيسباليس، والتي تم بناءها قريبًا من مستعمرة إيتاليكا.
تاريخ مدينة إشبيلية
أرسل القائد موسى بن نصيرطارق بن زياد بفتح إسبانيا في عام (711) بجيش قوامه (9000) رجل، واجهت قوات الدولة الأموية جيش القوط الغربيين بقيادة رودريك ، الذي قُتل في معركة غواداليت، أحب موسى بن نصير أن يشارك هو وابنه عبد العزيز بن موسى بالفتوحات الجديدة.
قدم موسى إلى إسبانيا عام (712) مع جيشه الخاص المكون من (18000) من العرب واستطاع فتح العديد من المدن من أراضي القوط الغربيين، استطاع الأمويون السيطرة على مدينا – سيدونيا وكرمونا، ثم فتح الأمير عبد العزيز مدينة هيسباليس عام (712)، كانت مدينة هيسباليس عاصمة الأندلس التابعة للخلافة الأموية.
حوصرت المدينة لفترة طويلة ولكن بالنهاية تم فتحها وقاموا بتغيير اسمها الروماني، (Hispalis)، إلى العربية إشبيلية، أثناء فترة الحكم الأموي الإسلامي نشأت ثقافة غنية معقدة. فانتشر الإسلام ودخل المسيحيين إلى الإسلام، والذين حصلوا على الكثير من الامتيازات بعد إسلامهم، وأُطلق عليهم اسم (المستعربين)، تم تسمية المدينة الكثير من التسميات، إكسيليا باللغة المستعربة، وبعد ذلك أصبحت سيفيليا، حتى تم تسميتها في النهاية باسم “إشبيلية” كما هي معروفة اليوم.
بدأ الحكم الأموي في الأندلس وذلك عندما سيطر عبد الرحمن الداخل على إشبيلية في مارس (756)، ثم فتح قرطبة في معركة مسرة حيث هزم يوسف الفهري، حاكم الأندلس، الذي حكم بشكل مستقل منذ انهيار الخلافة الأموية عام (750)، بعد انتصاره نصب عبد الرحمن الأول نفسه أميرًا على الأندلس، أصبحت مدينة إشبيلية فيما بعد تابعة لخلافة قرطبة عام (929).
وأصبحت إشبيلية عاصمة لكارا (إقليم)، عين عبد الرحمن الداخل عبد الملك بن عمر بن مروان حاكماً لإشبيلية، واستطاع عبد الملك القضاء على المعارضة التي كانت ضد الأمويين سواء من العرب أو من السكان المحليين، استقر الأمويون في إشبيلية، وأثناء الحكم الأموي في إشبيلية تطورت المدينة في جميع النواحي.
عندما سقطت الخلافة الأموية استقلت إشبيلية وأصبحت عاصمة إحدى أقوى الطوائف لمدة سبعون عام تحت حكم العبادي، وهي سلالة مسلمة من أصل عربي، بدأ المسيحيون يشكلون تهديدًا في المنطقة بقيادة رديناند الأول ملك قشتالة خاصة بعد اكتشافهم الضعف العسكري لحاكمين هذه المدن، وبذلك تم عقد اتفاقية سلام بين الطرفين ودفع الجزية، وأصبحت إشبيلية تابعة لقشتالة.