أين تقع مدينة نيقية:
نيقية أو نيقية (/ naɪˈsiːə / اليونانية: Νίκαια ، Níkaia) كانت مدينة يونانية قديمة في شمال غرب الأناضول وهي معروفة كموقع للمجالس الأولى والثانية في نيقية (المجالس المسكونية في التاريخ المبكر لللكنيسة المسيحية)، وكعاصمة إمبراطورية نيقيّة بعد الحملة الصليبية الرابعة في عام (1204)، حتى استعادة القسطنطينيّة من قبل البيزنطيّين في عام (1261).
التاريخ القديم لمدينة نيقية:
كانت نيقية (Νίκαια ، إزنيك الحديثة)، مدينة بيثينية تقع على بحيرة أسكانيوس، واحدة من أهم المدن البيزنطية. كانت بمثابة عاصمة الإمبراطورية البيزنطيّة، وكانت مقرًا لمجلسين مسكونيين، ازدهرت من موقعها على الطرق التجارية والعسكرية الرئيسية وسيطرتها على منطقة خصبة. في العصور القديمة المتأخرة.
كانت مدينة كبيرة محصنة مليئة بالمباني المدنية والخاصة التي بُنيت على مخطط منتظم. وكانت قاعدة عسكرية رئيسيّة، ومقرًا للخزينة الإمبراطوريّة حيث تمّ إيداع عائدات الضرائب.
أدت الزلازل التي حدثت في عامي (363) و (368) جنبًا إلى جنب مع نمو القسطنطينيّة إلى تدهور نيقية، ولكن أُعيد بناؤها لاحقًا من قبل جستنيان الأول، خلال هذه الفترة الزمنية، ازدهرت كنيسة نيقية، جعلها الإمبرطور فالنس مدينة مستقلة عن منافستها القديمة نيقوميديا، واندلعت الصراعات بين الاثنتين.
بعد فترة من الغموض، ظهرت نيقية بشكل متكرر في القرن الثامن ولاحقًا كحصن قوي، في عام (715) كانت ملجأ للإمبراطور أناستاسيوس الثاني، وفي عامي (716) و (727) قاومت الهجوم العربي وهو حصار قام به الأمويين استمر لمدة أربعين يوم بقيادة معاوية بن هشام وعبد الله البظال، كانت حصنًا رئيسيًا على الطريق السريع الذي أدى إلى القسطنطينيّة.
كانت نيقية مركزًا للإدارة والتجارة، مجتمع يهودي و (xenodocheion) زينودوتشيوم وهي مؤسسة كنسية ظهرت لأول مرة في العالم البيزنطي، سعى المتمردون للسيطرة عليها كنقطة قوية بالقرب من القسطنطينيّة: قاتل كل من (Bardas Skleros) و (Isaac I Komnenos) و (Nikephoros III Botaneiates) و (Nikephoros Melissenos) في نيقية وحولها، عندما انضم ميليسينوس إلى أليكسيوس الأول في الغرب عام 108، ترك نيقية إلى حلفائه الأتراك، الذين سيطروا عليها بعد فترة من الزمن.
وهكذا كانت نيقية عاصمة أول دولة تركية في آسيا الصغرى حتى استولت عليها الحملة الصليبية الأولى عام (1097) بعد حصار طويل، وانتصارهم الأول في آسيا والمرة الوحيدة في التاريخ التي استسلمت فيها نيقية للهجوم المباشر بدلاً من الحصار.
استرد أليكسيوس نيقية من الصليبيين المترددين ودافع عنها ضد الأتراك، في عام (1147)، كانت نيقية قاعدة الإمداد للحملة الصليبية الثانية الفاشلة وفي عام (1187) تمردت ضد أندرونيكوس الأول دون جدوى.
بعد سقوط القسطنطينيّة عام 1204، اتخذت نيقية في البداية موقعًا مستقلاً، لكنّها اعترفت بثيودور الأول لاسكاريس في عام 1206، وتوّج هناك في عام (1208)، من ذلك التاريخ وحتى عام (1261)، كانت نيقية عاصمة للإمبراطورية البيزنطيّة، على الرغم من أنّ جون الثالث فاتاتزيس أقام في Nymphaion و Magnesia، كانت أيضًا مقر البطريرك وموطن العديد من اللاجئين اللامعين.
كانت لاسكاريد نيقية (Laskarid Nicaea) مسرحًا للعديد من المجامع الكنسيّة والسفارات وحفلات الزفاف والجنازات الإمبراطوريّة، وأصبحت مركزًا للتعليم، ولا سيما في عهد ثيودور الثاني لاسكاريس، الذي أسس مدرسة إمبراطورية.
بعد استعادة القسطنطينيّة، تراجعت أهمية نيقية و قل ازدهارها، أثار إهمال الحدود الشرقيّة تمردًا خطيرًا في المنطقة عام (1262)، وفي عام (1265) أصيبت المدينة بأكملها بالذعر بسبب شائعة هجوم المغول.
في عام 1290 وصل أندرونيكوس الثاني في جولة تفقدية وقام بترميم الجدران، لكن المنطقة ظلت بلا حماية ضد عدو جديد وهم أبناء الغازي عثمان بن أرطغرل، صمدت نيقية حتى عام (1331)، عندما سقطت في يد العثمانيين بعد حصار طويل، عندما زار غريغوري بالاماس نيقية عام (1354)، كان سكانها المسيحيون قد هاجروا.
تظهر جدران نيقية المحفوظة جيدًا، والتي اكتملت في (270)، أنماطًا عديدة من البناء تمثل إعادة بناء مستمرة، لا سيما في القرن الثامن والتاسع والثاني عشر والثالث عشر، كانت في الأصل عبارة عن سور واحد بطول (5) كيلومترات مع أبراج، المبنية من الركام والطوب، تمّ رفع الجدران وتقويتها قبل أنّ يتم تحويلها بواسطة (John III)، الذي أضاف جدارًا خارجيًا وخندقًا.
من أشهر كنائس نيقية دير هياكينثوس، المعروف في العصر الحديث باسم كنيسة كويميسيس، هيكل مستطيل مع صحن صليبي تعلوه قبة على أعمدة ضخمة ويفصلها عن الممرات بواسطة أروقة، يظهر الصلات مع مجموعة من البازيليكا ذات القباب المتقاطعة ويبدو أنّه يعود إلى أواخر القرن السادس.
تمّ تزيين الكنيسة بالفسيفساء التي استبدلت صورها برسوم تحطيم الأيقونات، وأُعيد ترميمها بعد (843)، أُعيد بناؤها وزخرفتها بعد زلزال عام (1065) وظلت قائمة حتى عام (1924)، كانت كنيسة القديس تريفون الأكثر شهرة في القرن الثالث عشر ، والتي ربما تمّ اكتشافها مؤخرًا.
لم يتم التعرف على كنيستين أخريين من القرن الثالث عشر ، تعرفان بإسم “الكنيسة ب” و “الكنيسة ج”، لم يتم الحفاظ على المباني المدنية، باستثناء المسرح الروماني، التي تمّ التخلي عنه واستخدامه كمحجر ونفايات بعد القرن السابع. وتظهر أنّ الكنائس والأديرة والمؤسسات الخيريّة والقصور والمنازل تشترك في المنطقة داخل الأسوار مع مساحات مفتوحة واسعة.
وصف مدينة نيقية:
تقع المدينة القديمة داخل مدينة إزنيك التركية الحديثة (اشتق اسمها الحديث من نيقية)، وتقع في حوض خصب في الطرف الشرقي لبحيرة أسكانيوس، تحدها سلاسل من التلال إلى الشمال والجنوب، تقع مع جدارها الغربي المرتفع من البحيرة نفسها، ممّا يوفر الحماية من الحصار من هذا الاتجاه، فضلاً عن مصدر الإمدادات التي يصعب قطعها.
البحيرة كبيرة بما يكفي بحيث لا يمكن حصارها من الأرض بسهولة، وكانت المدينة كبيرة بما يكفي لجعل أي محاولة للوصول إلى الميناء من أسلحة الحصار على الشاطئ صعبة للغاية، المدينة القديمة محاطة من جميع الجوانب بـ (5) كيلومترات (3 ميل) من الجدران بارتفاع (10) أمتار (33 قدمًا).
هذه بدورها مُحاطة بخندق مزدوج على أجزاء الأرض، وتضم أيضًا أكثر من (100) برج في مواقع مختلفة، كانت البوابات الكبيرة على جوانب الأرض الثلاثة من الأسوار هي المدخل الوحيد للمدينة، اليوم تمّ ثقب الجدران في العديد من الأماكن من أجل الطرق، لكن الكثير من الأعمال المبكرة باقية، ونتيجة لذلك أصبحت وجهة سياحية.
متى استولى العثمانيون على مدينة نيقية:
في عام (1331)، استولى أورخان الأول على المدينة من البيزنطيين ولفترة قصيرة أصبحت المدينة عاصمة للإمارة العثمانيّة المتوسعة، تمّ تدمير العديد من المباني العامة، واستخدم العثمانيون المواد في تشييد مساجدهم وصروح أُخرى.
تمّ بناء مدرسة وحمامات في الجوار، في عام (1334)، بنى أورهان مسجدًا وإمارة (مطبخ فقراء) خارج بوابة يني شهير (Yenişehir Kapısı) على الجانب الجنوبي من المدينة.
مع سقوط القسطنطينيّة عام (1453)، فقدت المدينة درجة كبيرة من أهميتها، لكنّها أصبحت فيما بعد مركزًا رئيسيًا مع إنشاء صناعة الفخار المحلية في القرن السابع عشر.