كيف جهز المسلمون لمعركة القادسية؟
بدأ الخليفة عمربن الخطاب رضي الله عنه ثاني الخلفاء الراشدين بجمع جيوش جديدة من جميع أنحاء شبه الجزيرة العربية، بهدف إعادة فتح العراق عين عمر سعد بن أبي وقاص، ويعتبر سعد شخصية مهمة في قبيلة قريش كقائد لهذا الجيش.
في مايو(636)، أُمر سعد بن أبي وقاص بالسير إلى شمال شبه الجزيرة العربيّة مع فرقة من(4000) رجل من معسكره في سيسرا (بالقرب من المدينة المنورة) وتولى قيادة الجيش الإسلامي، وقام بالتقدم على الفور إلى العراق.
بسبب قلة خبرته كقائد عسكري، أمره الخليفة عمر بن الخطاب بطلب مشورة القادة ذوي الخبرة قبل اتخاذ قرارات حاسمة أرسل له عمر أوامر بالتوقف في القادسيّة، وهي بلدة صغيرة على بعد 30 ميلاً من الكوفة.
استمر عمر بإصدار أوامر استراتيجيّة لجيشه عن بُعد طوال الحملة بسبب النقص في القوى البشرية، قرّر عمر رفع الحظر عن القبائل المرتدة السابقة في شبه الجزيرة العربية من المشاركة في شؤون الدولة.
لم يكن الجيش الذي تمّ ارساله محترفًا ولكنه كان عبارة عن قوة تطوعيّة مكونة من وحدات تمّ تجنيدها حديثًا من جميع أنحاء الجزيرة العربيّة بعد انتصار حاسم على الجيش البيزنطي في اليرموك، أرسل عمر أوامر فورية إلى أبو عبيدة بإرسال فرقة من المحاربين القدامى إلى العراق.
كما تمّ إرسال قوة من(5000) مقاتل من قدامى المحاربين في معركة اليرموك إلى القادسية، وقد وصلوا في اليوم الثاني من معركة القادسية وقد ثبت أنّ هذا يمثل نقطة تحول رئيسية، ومعززًا كبيرًا للمعنويات للجيش المسلم.
خيضت معركة القادسيّة في الغالب بين عمر بن الخطاب ورستم فرخزاد، وليس بين سعد ورستم. من قبيل الصدفة، كان الجزء الأكبر من الجيش الساساني مؤلفًا أيضًا من مجندين جدد منذ أنّ تمّ تدمير الجزء الأكبر من القوات الساسانيّة النظامية خلال معركة الولجة و ومعركة اليس.
أرض المعركة
القادسية كانت بلدة صغيرة على الضفة الغربية لنهر عتيق، وهو فرع من نهر الفرات كانت الحيرة، العاصمة القديمة لأسرة لخميد، على بعد ثلاثين ميلاً غربًا وبحسب الجغرافيا الحالية تقع في جنوب غرب الحلة والكوفة في العراق حالياً.