ينتقل علماء الاجتماع إلى مناقشة مفهومين يؤثران على المعنى الثقافي بطريقة محددة وهي طريقة تحليل المناهج الدلالية وهو نوعًا ما من الدلالة، والدلالة هي مصطلح يستخدم لوصف المعاني الثقافية المرتبطة بمصطلح وبالتالي صورة أو شكل في نص أو حتى نص في المقابل يشير الدلالة إلى المعنى الحرفي لمصطلح أو شكل أو نص أو ما إلى ذلك، وتأتي الدلالة من الدلالة اللاتينية للاحتفال وهكذا فإن الدلالة تتعامل مع الأمور التاريخية والرمزية والعاطفية التي اقترحها أو التي تتماشى مع المصطلح.
تحليل المناهج الدلالية لمنظور الثقافة
إن شخصية سينمائية كمثال من وجهة نظر المناهج الدلالية فهي قد تكون بطلة عدد من روايات وأفلام التجسس الشعبية، لكن دلالات هذه الشخصية قد تمتد إلى مسائل مثل التمييز الجنسي والعنصرية والصور السخيفة التي يحتفظ بها الآخرون وخصوصيات الشخصية وطبيعة المؤسسة الاجتماعية والثقافية والسياسية، وما إلى ذلك، وفي كتابه الميثولوجيا عام 1972 يتعامل رولان بارت مع الأهمية الأسطورية أو ما يمكن تسميته الدلالات الثقافية لعدد من الظواهر اليومية.
مثل المصارعة وشرائح اللحم ورقائق البطاطس ولعب الأطفال، وهدفه هو أخذ عالم ما لا يقوله وإظهار الدلالات التي تكشف عن نفسها بشكل عام على أنها مسائل أيديولوجية مرتبطة بها، على سبيل المثال يلاحظ في مناقشة حول الألعاب أنها دائمًا ما تعني الألعاب شيئًا ما، وهذا الشيء دائمًا ما يكون اجتماعيًا بالكامل، ويتكون من الأساطير أو تقنيات حياة البالغين الحديثة كالجيش والإذاعة ومكتب البريد والطب والمدرسة وتصفيف الشعر وسلاح الجو والمظليين والنقل بالقطارات.
وهذه الأشياء هي دلالات هذه الأشياء التي يستكشفها العالم رولان بارت بشيء من التفصيل، ومع ازدهار هذه المناهج الدلالية بأسلوب لامع ووصول خيالي، حيث يمكن للمناهج الدلالية أن تفعل الشيء نفسه بالنسبة للثقافة، حيث يمكن هنا إجراء تشابه مع نظرية العالم دو سوسور السيميائية بمعنى ما يمكن أن يتم اقتراحه أن الدلالة هي الدال والدلالة هي المدلول.
ومع الاعتراف مع ذلك أن الدال الواحد يمكن أن يكون له دلالات كثيرة، ومن وجهة نظر العالم تشارلز بيرس فإن الدلالة ستشمل العالم الرمزي، حيث تكون الاتفاقيات حاسمة، ويجب تعلم معنى الرمز ويمكن أن يكون للرمز معان مختلفة، وعملية التكثيف ذات صلة هنا أيضًا، ويمكن أن تتكون الصورة في الحلم من العديد من الصور المختلفة أو أجزاء من الصور، وربط هذه الصور المختلفة بصورة واحدة تشبه في طبيعتها عملية الدلالة.
وتتضمن عملية تحليل المناهج الدلالية لمنظور الثقافة أخذ المصطلحات حرفيًا بما في ذلك الصور والأصوات والأشياء أو أشكال الاتصال الأخرى، وعلى عكس الدلالة التي تتضمن النظر إلى المعاني المختلفة التي يحملها المصطلح معه أو أعطاه لها، تتعامل المناهج الدلالية مع المعنى الحرفي الذي تنقله الإشارة.
وما هو موجود هو وصف حرفي للسياقات الثقافية وليس أكثر، وما تدل عليه المناهج الدلالية هو مسألة أخرى حولها العديد من العلماء إلى وجهات نظر مختلفة، فمثلاً اقترح بعض العلماء أن المقدمة الشعبية الكبيرة اللاحقة للمناهج الدلالية وأخرى مثلها تمثل منظور ثقافي لمختلف المجتمعات، وكدور مهيمن تعد المناهج الدلالية في علم السيميائية أحدى طرق التحليل الأكثر شعبية لمختلف الثقافات الموجودة في العالم، وينطوي قدر كبير من النقد على فحص دلالات الأشياء والشخصيات والصور وربط هذه المعاني بالمخاوف التاريخية والثقافية والأيديولوجية وغيرها.
مناقشة الاستعارة في علم السيميائية
وينتقل علماء الاجتماع إلى مناقشة الاستعارة والمجازية والتي أشار اللغوي رومان جاكوبسون إلى أنها طرق أساسية من أجل توليد المعنى، حيث أن الاستعارات هي أشكال للكلام تنقل المعنى بواسطة أو من خلال شرح أو تفسير شيء واحد من حيث شيء آخر، على سبيل المثال “حبي كوردة حمراء”، وتتواصل التشبيهات أيضًا عن طريق القياس ولكن في شكل أضعف.
على سبيل المثال حبي مثل وردة حمراء، ويتعلم الكثير عن الاستعارة في فصول الأدب، حيث توصف الاستعارة والتشبيه على أنها لغة مجازية، ويفترضون كذلك أن الاستعارات تستخدم فقط للأغراض الشعرية أو الأدبية، ويفترضون أن الاستعارة ظاهرة غير مهمة نسبيًا، وجادل العالم جورج لاكوف ومارك جونسون عام 1980 على عكس ذلك حيث يرون الاستعارات مركزية في التفكير.
ويعتقد معظم الناس إنه يمكنهم التعايش بشكل جيد دون استعارة، ولكن قد وجدوا على العكس من ذلك أن الاستعارة منتشرة في الحياة اليومية وليس فقط في اللغة ولكن في الفكر والفعل، ونظامهم المفاهيمي العادي من حيث أنهم يفكرون ويتصرفون على حد سواء، وهو في الأساس مجازي بطبيعته، والمفاهيم والمصطلحات التي تحكم فكرهم ليست مجرد مسائل للعقل، كما أنها تحكم عملهم اليومي وصولاً إلى أدق التفاصيل، وتبني مفاهيمهم ما يدركونه، وكيف يتجولون في العالم وكيف يتواصلون مع الآخرين، وبالتالي يعتبر أن نظامهم المفاهيمي يلعب دورًا مركزيًا في تحديد حقائقهم اليومية.
كما تلعب الاستعارة إذن دورًا مهمًا في الطريقة التي يتم التفكير بها وتعم التفكير، كما إنها ليست مجرد أداة أدبية يستخدمها الشعراء وغيرهم من الكتاب لتوليد أنواع معينة من الاستجابات العاطفية، حيث إنه جزء أساسي من طريقة تفكير البشر وتواصلهم، ويناقش العالم لاكوف جونسون عددًا من أنواع الاستعارات المختلفة، من بينها ما يلي:
1- الاستعارات الهيكلية التي تشكل طريقة تفكير البشر وإدراكهم وتصرفاتهم المختلفة.
2- الاستعارات التوجيهية التي تتعامل مع التوجه المكاني، كما تنعكس في التعارضات القطبية.
3- الاستعارات الوجودية التي تفسر الحياة من منظور الأشياء والمواد الشائعة.
وغالبًا ما يستخدمون الأفعال مجازًا كما في الآتي تقطيع السفينة بسكين أو شبيهة بالسكين عبر الأمواج، ويمكن أن يستبدلون أفعالًا أخرى متشابهة كمقطوعة أو ممزقة أو أي شيء آخر وفي كل حالة يتم نقل معنى مختلف، فالاستعارة إذن لا تقتصر على اللغة التصويرية التي يجدها المرء في الشعر، بل هو وسيلة أساسية لتوليد المعنى والأمر نفسه ينطبق على الكناية، ووفقًا للعالم لاكوف جاكوبسون، يمكن للمرء تحديد أسلوب الكاتب بناءً على كيفية استخدامه أو استخدامها لهذين الأسلوبين الخطابيين وأي من هذه الأقطاب يسود.
والتمييز له صلة بأي عملية رمزية، حيث تتجلى المنافسة بين الجهازين المجازي والاستعارة، وفي أي عملية رمزية سواء كانت شخصية أو اجتماعية، وبالتالي في التحقيق في بنية الأحلام، فإن السؤال الحاسم هو ما إذا كانت الرموز والتسلسلات الزمنية تستند إلى التواصل والإزاحة المجازية لجان فرويد والتكثيف المتزامن أو على التشابه، ويضيف العالم رومان جاكوبسون إنه من السهل نسبيًا تحليل الاستعارات، لكن التعامل مع المجازات أكثر صعوبة، والعملية التي يقول إنها تتحدى التفسير بسهولة تم إهمالها نسبيًا.