تشخيص الاضطراب النمائي الذاتوي:
تعتبر الذاتوية من الاضطرابات النمائية المحيرة والمربكة؛ وذلك لأنها تظهر بصور وأشكال متعددة عند الأفراد، فقد نلاحظ فرد ذاتوي يتحدث وآخر يعاني من مشكلة في الكلام، وثالث لديه تخلف عقلي، ورابع يعاني من الصرع، والبعض منهم يبدي تميز واضحة في العمليات الحسابية أو إمكانية عالية على التذكر أو التركيز، لكن جميعهم يفتقرون إلى مهارات التواصل.
لذلك فإن عمليات تشخيص اضطراب الذاتوية لديه صعوبة كبيرة للأسباب التالية، قد يتزامن مع الذاتوية تخلف عقلي، فيختلف اتجاه التشخيص إلى الجوانب العقلية على حساب مظاهر الذاتوية، إذا تم إجراء التشخيص للطفل قبل وصوله.
والثاني فلن تكون النتائج صحيحة؛ بسبب عدم اكتمال نموه وتواجد الأنماط السلوكية المميزة للذاتوية في هذا السن وفي العديد الحالات يكون النمو طبيعي ولا تظهر أي أعراض لكنها تتبين فجأة مع بداية العام الثالث، وربما يوضح البعض اضطراب الذاتوية على أنه مشكلة لغوية؛ بسبب التشابه بين القصور اللغوي والذاتوية.
مقاييس لقياس وتشخيص اضطراب الذاتوية:
يوجد العديد من المقاييس التي يتم استخدامها مع الأطفال الذاتويين، ومن هذه المقاييس مقياس دليل الجمعية الأمريكية للطب النفسي لتشخيص الاضطرابات العقلية (DSM3)، ومقياس تقدير الذاتوية الطفولي.
1-دليل الجمعية الأمريكية للطب النفسي لتشخيص الاضطرابات العقلية(DSM3):
ويتضمن دليل الجمعية الأمريكية للطب النفسي لتشخيص الاضطراب العقلي على ستة عشر معياراً تهتم بتشخيص الأفراد الذاتوية، مقسمة إلى ثلاث فئات هي، الفئة الأولى تتضمن تشخيص مشكلة التواصل اللفظي وغير اللفظي والنشاط التخيلى وهي تتضمن على خمسة معايير، عدم معرفة مشاعر الآخرين، وعدم القدرة على تقليد الأشياء والأشخاص، وعدم القدرة على المشاركة في الأنشطة الاجتماعية، وعدم الإحساس بالحاجة لمساعدة الآخرين، ومشكلة واضحة في التواصل وتكوين علاقات مع الأفراد في نفس عمرهم.
والفئة الثانية تبحث في الضعف في التفاعلات الاجتماعية المختلفة وتشتمل على ستة معايير هي مشاكل في النطق والكلام، وتنتج عنه أصوات غير مفهومة ولا تتناسب مع تعبيرات وجهه، وتصدر عنه أنماط سلوكية وغير مقبولة مع الآخرين، ولا يتمكن من تقليد الآخرين، والتكلم بطريقة شاذة، وعدم امتلاك النشاط التخيلي.
والفئة الثالث وظيفتها إظهار مدى محدودية نشاطات الذاتوي وإظهار اهتماماته، وتحتوي على خمسة معايير هي حركات جسمية بدون هدف، وقضاء وقت في شم ولمس أجزاء الأشياء بشكل متكرر دون محاولة فهمها، والتكرار المستمر لنفس السلوك وعدم التمكن عن تغييره في المواقف المتنوعة.
والانزعاج الشديد في حال حدوث تغير بسيط في البيئة المحيطة مثل تغيير مكان مقعده داخل الصف أو سماعه لصوت المنبه أو سماع صوت عالي من الراديو، والاهتمام بأشياء معينة باستمرار.
2- مقياس تقدير الذاتوية الطفولي:
تم إنشاء مقياس التقدير الذاتوي الطفولي حتى يستخدمه الأخصائي النفسي ومعلم التربية الخاصة، ليتمكن من التعرف على الطفل الذاتوي، وتمييزه عن الطلبة الطبيعيين الذين يعانون من اضطرابات نمائية مختلفة تتشابه في أعراضها مع الذاتوية، ومنها التخلف العقلي البسيط أو صعوبات التعلم.
كما يقوم هذا المقياس على التمييز بين درجات الذاتوية البسيطة والمتوسطة والشديدة، ويهتم المقياس بالمعلومات السلوكية والتجريبية بدلاً من الاهتمام بشكل كلي على الحكم الإكلينيکیي، وتحدث أحد العلماء على أهم ما يميز هذا المقياس أنه يتضمن جوانب مأخوذة من معايير تشخيصية متعددة، واحتواء أحكامه على الملاحظة السلوكية للأفراد واختيار السلوك في مواقف متعددة.
والقدرة على استخدامه مع الأطفال ذوي الفئات العمرية المتعددة كبار وصغار، ويعتبر مقياس مقنن ولكل جزء منه تعريفه الخاص، بالإضافة إلى وصف السلوك المستهدف بالملاحظة وتتضمن أيضاً على طريقة وضع التقديرات الملائمة، وتم تحقيق صدق المقياس وذلك عن طريق دلالات الصدق المعياري، ويتضمن هذا المقياس على خمسة عشر بنداً وهي نسبة الانتماء للناس ودرجة الإجابة الانفعالية وإمكانياته من التقليد والمحاكاة.
ومدى استخدام الأشياء، ونسبة استعماله لجسمه، والقدرة على التكيف في المواقف الاجتماعية والاستجابة البصرية والاستجابة السمعية، واستعماله لحاسة التذوق والشم واللمس، ونسبة الخوف والقلق وامتلاك مهارة التواصل اللفظي، وامتلاك مهارة التواصل غير اللفظي، ودرجة النشاط الحرکي، ودرجة الاستجابة العقلية ونسبة ثباتها.
والنظرة العامة للشخص الملاحظ لسلوك الفرد الذاتوي، وعند استخدام المقياس يعطي الفرد درجة يتراوح ما بين (1-4) درجات على كل فقرة، والمقصود أن (1) تدل أن السلوك الطفل ضمن المستوى الطبيعي، والمقصود بتقدير (4) أن السلوك الذي تم ملاحظته غير عادي بدرجة شديدة، فإن الطفل الذي تقل درجته عن (30) درجة يكون طفل عادي بينما الطفل الذي تكون درجته (30) فأكثر يكون طفل ذاتوي.