التعليم الأهلي للإناث في عهد الملك سعود بن عبد العزيز آل سعود

اقرأ في هذا المقال


 التعليم الأهلي في عهد الملك سعود:

إنّ التعليم الأهلي كان النواة الأولى الحقيقية لبداية تعليم الإناث، وقد سبق التعليم الحكومي النظامي بفترة طويلة، حيث ظهرت في عام 1292 هجري/ 1942 ميلادي المدارس الأهلية التي تساعد الإناث، أولها مدرسة البنات الأهلية في مكة، فقد ظهرت ضمن صفوف المرحلة الاولى من التعليم، وكانت تستمد مناهجها من مناهج وزارة المعارف، بالإضافة إلى قيامها برعاية الأطفال.

قام العديد من الأهالي في تطوير مجموعة من الكتاتيب لتصبح مدارس أهلية، ثم استمر افتتاح المدارس الأهلية بعد ذلك. وهناك مدارس أسست منذ عهد الملك عبد العزيز ولكنها استمرت في عهد الملك سعود إلى جانب افتتاح مدارس جديدة في هذه المرحلة، إلى غير ذلك من المدارس التي افتتحت بناءً على طلب بعض السيدات اللواتي وجدن في أنفسهن الكفاءة لتعليم الإناث.

في عام 1380 هجري/ 1960 ميلادي تأسست الرئاسة العامة التي قامت في تظيم جهازها الإداري، قامت الرئاسة في الطلب من جميع المدارس الأهلية بالدولة أن تبعث إليها جميع ما لديها من مناهج دراسية وأنظمة داخلية وأوامر الترخيص بفتحها وبيانات بالجهاز التعليمي والإداري وكفاءتها التعليمية.

ثم شكلت هيئة لتقوم بدراسة أوضاع تلك المدارس وأخذ القرار بما يجب القيام به أثناء مساعدتها مادياً ومعنوياً، حيث سمحت في الإعداد للإشراف على المدارس الأهلية والقيام في توجيهها ودعمها بالعون النقدي والمعنوي، الأمر الذي وفر لها سبل التطور والتحديث، والتزمت هذه المدارس بالمنهج الدراسي الذي يدرس في المدارس الحكومية في جميع مراحلها التعليمية.

أشهر المدارس الأهلية في عهد الملك سعود:

مدرسة البنات الأهلية في مكة المكرمة:

أسست عام 1362 هجري/ 1942 ميلادي، وقد تم إنشائها من قبل المشرفين على دار العلوم في ذلك الوقت، وكان من أبرزهم فضيلة السيد محسن السادي الذي كان له ولأولاده وعائلته دور مهم في تعليم الإناث، وتعد من أقدم المدارس الأهلية، وكانت أول من تولت إدارة المدرسة السيدة صالحة.

على الرغم من أنّها لم تكن تتقن اللغة العربية، ولهذا كان زوجها يساعدها في تحضير الدروس، بعدها تولت السيدة خيرية هاشم جومباغ زوجة عبدالمهيمن الاسم، وقد كانت مديرة المدرسة وقت تأسيس الرئاسة السيدة أمينة، وهي زوجة المشرف على المدرسة، وكانت المدرسة تلقي من وزارة المعارف قبل تأسيسها مساعدة مالية وبعض الأثاث المدرسي.

تم افتتاح فرعاً لإعداد المعلمات في عام 1376 هجري/ 1956 ميلادي، وكان يُقبل فيه من أنهت دراستها الابتدائية، وكان يشرف على هيئة إدارتها الشيخ دحلان حسن قديري. كانت في بداية أمرها تسير وفق مناهج البنين الحكومية مع  إجراء العديد من التعديلات البسيطة، وأضيف إلى ذلك مناهج الثقافة المنزلية مثل الخياطة والتطريز ورعاية الطفل، وبعد تأسيس الرئاسة سارت على مناهجها.

مدرسة الفتاة الأهلية في مكة المكرمة:

أنشأت في عام 1947 ميلادي وكانت تعرف في القديم بمدرسة الفتاة للثقافة والتدبير المنزلي، برئاسة الشيخ حسن عبد الغني فلمبان، وتولت إدارتها زوجته، وفيما بعد سارت حسب مناهج وزارة المعارف مع بعض التعديلات البسيطة مثل استبدال الثقافة المنزلية ورعاية الطفل بالرياضة البدنية. وكانت المدرسة تحتوي على الصفوف في المرحلة الابتدائية من الصف الأول إلى الصف الخامس.

وافقت وزارة المعارف على قبول اختبار طالبات الصف السادس ضمن الطلاب المتقدمين للشهادة في المرحلة الاولية من السلم التعليمي وذلك في عام  1378/ 1958 ميلادي، فتم تكوين هيئة من أفاضل المدرسين ليقوموا بعملية الإشراف على سير الاختبار، ثم اتبعت بعد ذلك مناهج الرئاسة.

 مدرسة النجاح الأهلية في جدة:

تأسست هذه المدرسة عام 1374 هجري/ 1954 ميلادي وصاحب هذه المدرسة هو شاكر مصطفى، حيث بدأت بقسم ليلي للبنين فقط، قام شاكر مصطفى بشراء مدرسة خاصة للبنات أطلق عليها اسم المعهد اللبناني للبكالوريا وضمها للمدرسة الليلية السابقة، فأصبح اسمها مدرسة النجاح الأهلية، وفتحت أبوابها لتعليم البنات في الصباح، وللبنين في المساء، بالإضافة إلى إعطاء الدروس الخاصة لطلاب مدارس الفلاح.

بدأت هذه المدرسة بالمرحلة الأولى من عملية التدريس بأربعة فصول ضمّت 15 طالبة، وتلقينَ التدريس من قبل 5 معلمات، أربع معلمات فلسطينيات، ومعلمة لبنانية واحدة بالإضافة إلى إداريتين إحداهما سعودية والثانية فلسطينية. وتم إنشاء مرحلة رياض الأطفال في عام 1990 ميلادي، وتولت إدارة تلك المدرسة السيدة يسرى إبراهيم وهي فلسطينية الأصل وتحمل مؤهل الثانوية العامة.

وافتتحت المدرسة قسماً خاص في المرحلة المتوسطة وذلك في عام 1962 ميلادي، وواصل ذلك القسم  عملية استقبال الطالبات لمدة ثلاث سنوات، ثم أُلغي ذلك القسم عندما تم افتتاح الرئاسة العامة لتعليم البنات بمدارس الحكومية المتوسطة.

مدرسة دار الحنان الأمية:

تم تأسيسها في مدينة جدة على نفقة ولي العهد الأمير فيصل الخاصة في عام  1955 ميلادي، وقد وضعت هذه المدرسة تحت رعاية حرم سمو الأمير فيصل، حيث ضمّت المدرسة حضانة وابتدائية ومتوسطة وثانوية. ولاقت تلك المدرسة المساعدة المادي من حكومة الدولة السعودية والمساعدة والدعم المعنوي من حرم صاحب السمو الأمير فيصل، وكان لذلك أثر في تشجيع وتحفيز تعليم البنات بالشكل العام.

وقد كان الهدف من تأسيس تلك المدرسة أن تصبح دار لرعاية الإناث المحتاجات واليتيمات وتعليمهن التعليم المناسب دون مقابل، فكانت أقرب إلى دار رعاية منها إلى مدرسة. ثم بعد ذلك افتتح فرع أطلق علية اسم القسم الخارجي، حيث التحق به طالبات من العديد من المستويات.

وقد بلغ عدد الطالبات عندما تم تأسيسها 30 طالبة ثم ارتفع العدد فيما بعد إلى قرابة الألف وتضم جميع المراحل.  وفي عام  1957 ميلادي تطورت الدار بافتتاح القسم الخارجي وأصبح يطلق على فتيات دار الرعاية اسم طالبات القسم الخارجي، وتوسعت مسؤوليات المدرسة وأصبحت تضم الأقسام الآتية: القسم الداخلي دار الرعاية، قسم رياض الأطفال والحضانة، القسم الابتدائي، القسم المتوسط، القسم الثانوي.

وكانت أول مديرة تسلمت إدارة المدرسة الأستاذة مفيدة الدباغ، ثم تلتها في تسلم الإدارة السيدة سيسيل رشدي. وتخرجت أول دفعة من القسم الابتدائي، ومن المرحلة المتوسطة، ومن المرحلة الثانوية بقسميها العلمي والأدبي. أما المناهج فكانت المدرسة تطبق مناهج وزارة المعارف، وكذلك الحال بالنسبة للإشراف على الاختبارات حتى قيام الرئاسة بالإشراف على مدارس البنات الأهلية.

اعتمدت الدار في دعمها على التبرعات والمساعدات من أهل الخير، إضافة إلى الأسواق الخيرية التي تأسسها الدار باستمرار، بالإضافة إلى التبرعات الخاصة من الأمير فيصل وحرمه سواء كان بالأرض التي أسست عليها الدار أو بناء الدار وحتى تأثيثها الذي كان على نفقة سمو الأميرة عفت، ثم أصبحت الرسوم التي تؤخذ من الطالبات غير اليتيمات دخلاً جيداً للدار على أساس أنها أصبحت مدرسة داخلية وتأخذ رسوماً تعليمية عليهم.


شارك المقالة: