تعريف الثقافة من منظور علم الاجتماع

اقرأ في هذا المقال


تعريف الثقافة من منظور علم الاجتماع:

لقد تم تعريف مصطلح الثقافة من ناحية علم الاجتماع عدة تعاريف، إذّ أن أول تعريف موحد بالمعنى الاجتماعي للثقافة جاء كما يلي، الثّقافة أو الحضارة، متعارفة في معناها الاجتماعي الأكثر موسوعة، إذّ أنها تعتبر المركب الّذي يشمل المعرفة والمعتقدات والفن والأخلاق والقانون والعادات، وجميع القدرات والعادات الأخرى الّتي يكتسبها الإنسان بوصفه عضواً في المجتمع.

وبالتالي تعبر الثّقافة بناء على هذا التعريف عن آداب الحياة الاجتماعية، إذّ تتميز ببعدها الجماعي، وهي مكتسبة ولا تتصل بالوراثة البيولوجية على أيّة وجه، كما أن اكتسابها غالباً ما يتصل ببعد لا واعي، وعلى ذلك فإن الثّقافة، أو الحضارة بالمعنى الاثني للكلمة، كما عرفها علم الاجتماع، هي كل ما يُفهم من العلم والعقيدة، والفن والأخلاق، والقانون والتقاليد، وكل الملكات الأخرى والعادات، أو كل ما حصّله الإنسان باعتباره عضواً في المجتمع.

هذا التعريف للثقافة، كان متعارفاً علية في القرن الثامن عشر، حيث صرح أحد العصور وهو عصر التنوير إلى تعريف مماثل دمج بين الطبيعة والثّقافة، لكن علم الأنثروبولوجيا الحديثة، منحت علاقات الإنتاج أهمية عظيمة، إذ ردّت كل مجتمع إلى درجة من درجات التطور التقني والاقتصادي، وفي مرحلة الثورة الصناعية، واصبح معيار التقدم، يقاس بدرجة التطور التقني.

كما رأى الكثير من علماء الاجتماع، أن الثقافة كان الأساس لها عالمية المعرفة، وهي بذاتها التي ساعدت البشر على ابتكار كافة وسائل التطور، وهذا ما يساعد الفرد أيضاً على اختراع الشبكات الاجتماعية نفسها، وتطويرها انطلاقاً من المفاهيم الأولية نفسها، هكذا يترك كل من النمو والتقدم،  بصماته على مختلف جوانب الحياة الاجتماعية.

أما عن بقية علماء الاجتماع، فقد وقفوا موقفاً متعارضاً مع نظرية التطورية الثقافية الّتي تنظر للثقافة باعتبارها نمو تطوري واحد يشمل البشري بأسرها، بعد هذه التناقضات تبنوا ما يسمى “النسبية الثقافية” مؤكداً على أنه ما من دافع للاعتقاد أن مختلف أنواع الشعوب تتبع الاتجاه ذاته، فمنها من يتخذ لنفسه سبل أكثر تنوعاً، وبالتالي علينا أن نرسم التطور الإنساني لا على شكل خط تتنضد على مساره المجتمعات بعضها خلف بعض كما لو كان الأكثر تقدماً ليس إلا تكملة للأكثر بدائية.

ولقد عرفها علماء آخرين على أنها على هيئة نبتة متكاثرة أغصانها ومتفرعة، ويرى أنه ما من دليل على أن حضارة الغد لن تكون إلا امتداداً للحضارة الّتي يُظن اليوم أنها الأرقى، فمن المحتمل، على العكس من ذلك، أن يكون بناتها شعوباً نعتبرها أدنى من غيرها، وبالتالي لا يوجد تصور موحد لثقافة واحدة، بل تنوعات ثقافية حضارية تفرضها النماذج الجمعية الخاصة بكل جماعة والمتعالية على الأفراد، وهو ما يسميه “الوعي الجمعي”.


شارك المقالة: