تعريف السلوك المستهدف في خطة تعديل السلوك لذوي الاحتياجات الخاصة

اقرأ في هذا المقال


تعريف السلوك المستهدف في خطة تعديل السلوك لذوي الاحتياجات الخاصة:

بعد اختيار السلوك المستهدف، يقوم المعالج بتعريفه بكل دقة ووضوح، وهذه المهمة هي الأخرى ليست سهلة كما قد تبدو لأول وهلة، إن الهدف من هذا الجزء هو لفت نظر التاريخ إلى أهمية تعريف السلوك تعريفاً موضوعياً.

فحتى نستطيع التحقق من نجاح برنامج تعديل السلوك، لا بد من قياس السلوك المستهدف، وحتى نستطيع قياس السلوك بدقة لا بد من تعريفه، ولعل إحدى أهم الخصائص الأساسية لتعديل السلوك في تعريف السلوك المستهدف إجرائياً.

والمعيار المستعمل في تعديل السلوك، الحكم على وضوح التعريف، هو مصداقية أو دقة المعلومات التي يسمح لنا التعريف بجمعها، ويتم تقدير المعلومات من خلال إيجاد دلالة الثبات، فالمقصود بدلالة الثبات هنا هو نسبة الاتفاق بين شخصين يقومان بالملاحظة في الفترة الزمنية نفسها.

فإذا كانت نسبة الاتفاق بينهما عالية، فيما يتعلق بحدوث أو عدم حدوث السلوك المستهدف في فترة الملاحظة، نقول إن ذلك يدل على أن تعريف السلوك كان واضحاً بمعنى آخر، فالتعريف الجيد للسلوك لا يسمح بالتفسيرات والتحيزات الشخصية من الملاحظ.

ويكون التعريف جيداً إذا كان قابلاً للملاحظة المباشرة والقياس، أي نستطيع أن نحسب عدد مرات حدوثه أو مدته أو شدته، وقد يتساءل القارئ قائلاً لماذا هذا التركيز على أن يكون التعريف واضحاً وموضوعياً؟ الجواب هو أننا لا نستطيع الحكم بدقة على نتائج ما فعلناه، إلا إذا كان السلوك واضحاً لا غموض فيه.

فالأهداف الغامضة غالباً ما تعني الارتباك والإجراءات غير المنظمة، ففي غياب التعريف الواضح للسلوك المستهدف، قد يعتقد المعالج أن طريقة العلاج التي استخدمها قد أدت إلى تغيير السلوك، بينما قد تكون الحقيقة هي أن ما تغير فعلاً ليس السلوك بل تعريفه لذلك السلوك، أو المعايير التي استخدمها للحكم على السلوك.

كذلك فالتعريف الموضوعي للسلوك له فوائد أخرى ومنها، مساعدة المعالج على التركيز على السلوكيات المهمة أي السلوك المستهدفة، وتجاهل السلوكيات غير المهمة أي عدم التركيز على السلوكيات غير المهمة.

وأيضاً ازدياد فرص اختيار طريقة العلاج الملائمة، وبعد التعرف على الاضطراب السلوكية، وتوضيحها يحتاج المعالج السلوكي إلى تحديد الغاية المراد بكل دقة ووضوح.

وعندما نتحدث عن الأهداف، فنحن نعني التغيرات المتوخاة في سلوك الفرد، وليس الوسائل والطرق العلاجية التي يتم استخدامها لتحقيق ذلك، وتخدم الأهداف وظائف كثيرة.

الأهداف التي تخدم تحديد السلوك المستهدف في خطة تعديل السلوك:

1- إنها تعمل بمثابة منظم لاختيار الإجراءات العلاجية، ودون توضيح الأهداف بوضوح، فليس هناك أي أساس ينطلق منه تعديل السلوك في تعيين أساليب تعديل السلوك الملائمة، فإذا لم نكن نعرف إلى أين نريد الوصول، فمن الصعب أن نختار الطريقة والوسيلة المناسبة التي ننتقل بها.

2- كذلك فالأهداف تعمل بمثابة معايير لتقويم التغير في السلوك، فدون تحديد الهدف المنشود لن نستطيع أن نقرر بموضوعية ما إذا كان الفرد قد حقق الأهداف كما يجب أم لا. ودون أن تكون الأهداف واضحة لكل من المعالج والمتعالج، تكون عملية تعديل السلوك غامضة وغير منظمة.

3- تساعد الأهداف الواضحة والمبينة المتعالج نفسه على تنظيم ذاته، على نحو يؤدي إلى تحقيق تلك الأهداف، فالخبرة والبحوث العلمية تدعم هذا الافتراض، فمن يعرفه إلى أين يريد الوصول أكثر قدرة على اتباع الخطوات المناسب للوصول إذ لا تعود هناك حاجة للتخمين.

4- وأخيراً، فالأهداف تعمل على أساس معايير لتقويم فاعلية أساليب تعديل السلوك التي يتم استعمالها، فتحديد الأهداف يخص معدل السلوك على التفكير بوضوح، وجهوده حول الأهداف القيمة التي تتطلب الجهد والوقت.

إن ذلك كله ببساطة يؤدي إلى تقويم فاعلية عملية تعديل السلوك، وبالتالي تحسين الطرائق المستخدمة، وتصنف الأهداف في نوعين وهما الأهداف طويلة المدى، والأهداف قصيرة المدى (الأهداف السلوكية).

الأهداف طويلة المدى هي توضيح عام لا يتوقع أن يكتسبه الفرد الذي لديه مشكلة من مهارات وقدرات بعد تطبيق برنامج تعديل السلوك، أما الأهداف قصيرة المدى فتصف خطوات إجرائية لها قابلية القياس والملاحظة بشكل مباشر.

والغاية من تحديد الأهداف طويلة المدى والأهداف قصيرة المدى، هو تقديم المساعدة للفرد الذي لديه مشكلة على الانتقال تدريجياً من مستوى الأداء الحالي إلى تحقيق الأهداف طويلة المدى، فالأهداف قصيرة المدى يتم تحديدها من خلال تجزئة الأهداف طويلة المدى إلى العناصر المكونة لها.


شارك المقالة: