التعليق والتقويم في السوسيولوجيا عند باريتو في علم الاجتماع

اقرأ في هذا المقال


التعليق والتقويم في السوسيولوجيا عند باريتو في علم الاجتماع:

عند باريتو نقاط بنّاءه في مجالي علم الاجتماع والاقتصاد، وهو من المنشئيين الحقيقين للسوسيولوجيا الاقتصادية، وعلم الاجتماع السياسي، وسوسيولوجيا النخبة، وقد زاوج بين الطرح الفيبيري بدراسة الفعل الهادف وغير الهادف، واستعمال المنهج التجريبي الاستقرائي في دراسة الظواهر الاجتماعية من جهة، والأفعال المنطقية من جهة أخرى.

ويظهر معنا أن إسهامات باريتو كثيرة ومختلفة في مجال علم الاقتصاد والاجتماع بشكل عام، فلقد كشف عن الكثير من القضايا الاقتصادية والاجتماعية، فحلل نظرية التوازن التي تؤكد على أن الأنساق الاجتماعية تستعيد توازنها إذا ما طرأ عليها اختلال واضطراب، ونظرية المنفعة الاجتماعية من خلال دراسته للفعل المنطقي وغير المنطقي، وتأكيده على أهمية السلوك غير المنطقي في الحياة الاجتماعية، ونظرية الإنتاج وتحليله للعلاقة بين عمليات الإنتاج والاستهلاك، والتوزيع وتحليله للاتجاهات نحو الملكية والطابع الدوري للتغير الاجتماعي.

كل هذه المسائل يمكن اعتبارها صياغات حديثة ورائدة تسير وفق الظروف الاجتماعية الطبيعية، لكن معالجته للرواسب والمشتقات كانت تتميز بالتعقيد الشديد، حيث لم يبيّن لنا تماماً كيف تعين الرواسب أنماط السلوك المتنوعة على نحو معين.

وعلى الرغم من النقاط الإيجابية والمهمة في الفكر الاجتماعي والاقتصادي عند باريتو، فإن هناك بعض انتقادات وجهت إليه، مثل ولائه للفاشي موسوليني، ودفاعه عن سياسته الاستعمارية، وفي هذا النطاق يقول زايتلي، إننا لا نعرف في الحقيقة الأثر المباشر الذي تركه باريتو في موسوليني، كما لا ندرك إذا كان يوجد علاقة شخصية مع بعضهما البعض، عندما كان هذا الأخير ملتجئ في لوسان، فقبل  الذهاب إلى روما كان باريتو ذا اتجاه مناصر أو معارض بشأن الحركة الفاشية، ولكن ما أن استولى الدكتاتور الإيطالي على القيادة والسيطرة السياسية، حتى إعطائه باريتو موافقته الكاملة.

كما دافع باريتو عن الأنظمة الاشتراكية والماركسية، وفي الوقت نفسه، دافع عن الرأسمالية الليبرالية واقتصاد السوق، فضلاً عن ميله إلى الوضعية الجديدة، وتمسكه بالنزعة المحافظة التي تهدف إلى تحقيق توازن المجتمع وتماسكه، وفي هذا السياق تقول وسيلة خزاز، لقد أكد باريتو ولائه للعلم وللمنهج العلمي، وأن غاياته المعرفية المخلصة، ولكن التأمل والنظر العام لنظريته يوضح عن انطلاقه من سلسلة من الأفكار القبلية التي لا يعترف بها العلم.


شارك المقالة: