تمرد بانثاي: هو أحد التمردات التي قامت في الأراضي الصينية خلال حكم سلالة تشينغ وقد قاد ذلك التمرد مجموعة من الأقليات الغير مسلمة في جنوب غرب مقاطعة يونان الصينية، وكما شاركت قومية هوي في تلك التمردات والذين قدموا من بورما.
تمرد بانثاي
مارست الإمبراطورية الصينية عدة سياسيات تمييزية ضد قومية هوي وكان لذلك التمييز في التعامل دور في قيام التمرد، ولم يكن ذلك السبب الوحيد لقيام التمرد، بل جرى هناك صراع في عام 1853 ميلادي بين عمال المناجم من قوميتي هوي وهان، وكانت الصراعات بينهم متكررة، وخاصة بعد قيام قومية هان بارتكاب مجزرة بمساعدة أسرة تشينغ ضد قومية هوي في عام 1845 ميلادي، وكان لمشاركة أسرة تشينغ أثر سلبي في تلك الصراعات وحيث أنّها كانت تشجع بذلك على العنصرية والحروب الطبقية بين طبقات المجتمع الصيني.
في عام 1856 ميلادي تعرضت المسلمين في الصين لمذبحة على يد أسرة تشينغ، وذلك بسبب مشاركتهم في التمردات التي قامت في الصين حينها، الأمر الذي دفع أحد القادة المسلمين الصينيين وهو “دو وين شيو” إلى الخروج من حكم سلالة تشينغ وتأسيس مملكة مسلكة مستقلة عن حكم في مدينة دالي الصينية.
حسب المصادر التاريخية والتي ذكرتها بريطانيا، لم يكن سبب الصراع حسب ما ذكر صراع ديني، ولم يكن ضد المسلمين المقيمين في الصين، حيث أنّ الصين كانت متسامحة مع جميع الأديان، وإنما الاعتراض الذي كان هو الشعائر الدينية التي كان يقيمها المسلمون حسب ذكرهم، بالإضافة إلى مشاركة مجموعة قليلة من المسلمين إلى جانب أسرة تشينغ للقضاء على المسلمون المتمردون.
في عام 1856 ميلادي بدأت المذابح القومية التي قام بها مسؤولون مانشون في كونمينغ والذي نتج عنها مقتل عدد كبير من المسلمين، الأمر الذي دفع المسلمون وقومية هوي إلى التمرد ضد حكم وظلم سلالة تشينغ التي كانت تحكم بشكل قاسي ومع المذابح التي كانوا يقومون بها ضد الأقليات القومية، وبدأت المطالبات بتنحي أسرة تشينغ عن الحكم وعودة الحكم إلى الصينيين وانضم إلى التمرد العد من القوميات الأخرى المضطهدة.
بعد قيام تلك التمردات أرسل دو وين شيو الدعم للمتمردين ضد أسرة تشينغ، نتج عن ذلك التمرد مقتل الكثير من المتمردين واستمرت المذابح لمدة خمسة عشر يوماً.