توزيع الإقطاع السلجوقي حول العراق والجزيرة

اقرأ في هذا المقال


إقطاع مدينة تكريت:

عندما توجه السلطان السلجوقي طغرل بك من بغداد إلى الموصل سنة (488 هجري) ذهب إلى مدينة تكريت واستطاع دخولها بعد أنّ لقي مقاومة من أهلها وكان صاحبها أبي الغنائم بن المحلبان فسلمها إلى السلطان طغرل بك. بعدها أقطعت تكريت إلى أبي العباس الرازي الذي استمر في اقطاعه ستة أشهر، أقطعت بعد ذلك إلى أبو الوزير نظام الملك المسؤول عن الإقطاعات العسكرية للأمراء السلاجقة، أقطعت تكريت إلى الأمير أتيكين السليماني الذي كان يشغل منصب شحنكية بغداد.‏

ثم صارت تكريت من إقطاع الأمير قسيم الدولة اقسنقر صاحب حلب، وبقيت من ضمن أملاكه إلى وفاته إذ أصبحت من إقطاع سعد الدولة كوهرائين ثم أخذها منه مجد الملك البلاساني الذي إستناب فيها كيقباذ بن هزارس الديلمي وأقام فيها لمدة اثنتي عشرة سنة، حتى سلمت إلى الأمير صدقة بن منصور سنة (500 هجري).

وسبب ذلك أنّ السلطان محمد لمّا تولى السلطنة بعد أخيه بوكياروق أقطع مدينة تكريت إلى الأمير أقسنقر البرسقي الذي سار إلى إقطاعه فامتنع كيقباد من تسليمها وحاصره لمدة سبعة أشهر أخطر فيها مراسلة الأمير صدقة الذي سار إليه وتسلمها منه واستناب فيها ورام بن أبي فراس بن ورام.

ولمّا ولي السلطان مسعود أقطع تكريت إلى مجاهد الدين بهروز الذي كان شحنة بغداد وجعل تحت إمرة خمس آلاف فارس. وبعد ان استعادت الخلافة سيطرتها على أملاك العراق، أرسل
الخليفة المقتفي لأمر الله سنة (548 هجري)،‏ جيشاً إلى تكريت لأخذها من مسعود البلالي الذي كانت إقطاعه وكان مقيم مع مسعود البلالي الملك ارسلان شاه بن السلطان طغرل.

فاشتبك مع قوات الخلافة بقيادة الوزير ابن هبيرة وتمكنت من هزيمة البلالي الذي قصد بلاد أحد أمراء السلطان مسعود الأمير البقشي في إقطاعه باللحف. ثم آل أمر تكريت إلى الأمير معين الدين أبو المظفر ارنقش بن عبد الله الذي توفي سنة (588 هجري)، ثم أقطعت إلى ريحان الزانكي.

إقطاع مدينة الموصل:

بعد دخول السلطان طغرل بك بغداد توجه سنة (448 هجري)، نحو الموصل وأقطعها إلى هزارسب بن بيكير الكردي الذي ضمن لهم المبالغ والعلوفات لدوابهم لكن العسكر السلجوقي دخل المدينة ونهبها وأمست خرائب. في سنة (449 هجري)، سلم السلطان إلى أخيه إبراهيم ينال الموصل وخلع عليه وأعطاه عشرين ألف دينار وكان إبراهيم قد طالب أخاه بإقطاع فاقطعه بالإضافة إلى الموصل سنجار وأعمالها، بعد تولي السلطان ألب ارسلان حكم السلاجقة أقطع مسلم بن قريش العقيلي الموصل وأعمالها وكان ذلك سنة (458 هجري)،

استمرت الموصل إقطاعاً إلى بني عقيل إلى سنة (489 هجري)،‏ عندما استولى عليها الأمير كربوقا وضمت الموصل بالإضافة إلى أعمالها إلى أملاك الدولة السلجوقية بتولي حكامها أمراء سلاجقة أقطعت لهم ودام حكمهم إلى سنة (521 هجري)،‏ عندما حكمها عماد الدين زنكي وتأسيس أتابكية الموصل.

تولى إمارة الموصل الأمير كربوقا الذي بقي في إقطاعه إلى سنة وفاته (494 هجري)، وملك بعدة موسى التركماني. لكن أيامه لم تطل فقد أمر السلطان ملكشاه بإقطاع الموصل إلى مملوكه شمس الدين جكرمش. وكان جكرمش قد قرب عماد الدين بن قسيم الدولة وبقي معه، وقد حفظ زنكي هذا الجميل عندما أقطع ابن جكرمش ناصر الدين كوري وأقطعه وقربه، توفي جكرمش عام (500 هجري).‏ وكان جاولي سقاوة قد سار إلى الموصل وفي أمرته ألف فارس وأشتبك مع قوات جكرمش وهزمها ودخل الموصل وأصبحت له إقطاعاً منه السلطان بالإضافة إلى ديار بكر والجزيرة.

ثم سار جاولي بعساكره إلى الشام لإنتزاعها من مقطعها الملك فخر الملك رضوان بن تتشى
السلجوقي فأرسل السلطان محمد قواته بقيادة الأمير مودود بن ألتونكين لقتال جاولي وأخراجه من الموصل فأخذت منه وأقطعها السلطان للأمير مودود سنة (502 هجري)، الذي عين أتابك للملك مسعود بن السلطان محمد، يعتير الأمير مودود من أبرز مماليك السلطان محمد واستطاع من تقديم خدمات جليلة إلى السلاجقة وأصبح من خلال موقعه هذا مسؤول عن توسيع نفوذ السلاجقة في شمال العراق والشاء.

قتل الأمير مودود في جامع دمشق سنة (507 هجري).‏ أقطعت الموصل إلى الأمير اقسنقر البرسقي الذي بقي مقطعاً لها إلى سنة (509 هجري)،‏ عندما أقطعها السلطان محمد إلى الأمير جيوش بك وسير معه ابنه الملك مسعود الذي أعلن العصيان على أخيه السلطان محمود ثم عفى وأقطعه أذربيجان وسير معه الأتابك جيوش بك.

عادت الموصل إقطاعاً إلى الأمير اقسنقر البرسقي بالإضافة إلى أعمالها. قتل الأمير البرسقي سنة (520 هجري)،‏ في جامع الموصل وخلفه ابنه عز الدين مسعود الذي توفي سنة (521 هجري).‏ ثم أصبحت الموصل من إقطاع الأمير عماد الدين زنكي مؤسس أتابكية الموصل.

إقطاع ديار بكر:

أرسل السلطان طغرل بك أميرين من قادة جنده (بوقا، تاصغلي) وأقطعهما ديار بكر وبصحبتهم عشرة آلاف فارس. في سنة (458 هجري)،‏ أقطع السلطان طغرل بك قائده السلار خراسان ديار بكر وجعل تحت إمرة خمسة آلاف فارس.

أهتم السلاجقة بضم ديار بكر إلى ممتلكاتهم لأنهما (بها من الأموال ما لا يعد ولا يحد). في سنة (472 هجري)،‏ أقطع السلطان ملكشاه وزيره فخر الدولة بن جهير ديار بكر. وفي سنة (486 هجري)، أصبحت ديار بكر من أعطاه الجزيرة عوضاً عنها. وبعد وفاة تاج الدولة آلت ديار بكر إلى ابنه الملك دقاق الذي استناب بها أتابكة طغتكين.

في سنة (498 هجري)،‏ استولى على ديار بكر الأمير ألب أرسلان بن سليمان بن قتلمش بن بيغو أرسلان بن سلجوق استناب بها أحد مماليكه ويدعى خمر تاش السليماني لكنه لم يستمر طويلاً بسبب انتزاعها منه من قبل أمير خلاط سنة (502 هجري).‏

ثم أقطعت إلى قراجه الساقي مملوك السلطان محمد ثم انتزعت منه وعوض عنها بولاية فارس وأقطعت إلى الأمير ايلغازي بن ارتق سنة (515 هجري)، أسس فيها إمارة وراثية عرفت بالإمارة الإرتقية تعاقب على حكمها اولاده إلى أنَّ استولى عليها صلاح الدين الأيوبي سنة (579 هجري)، وأقر أولاد ابلغازي على حكمها والخطبة والسكة باسم السلطان صلاح الدين.


شارك المقالة: