تيارات الهجرة الداخلية للسكان نحو المدن

اقرأ في هذا المقال


تعد الهجرة سواء كانت داخلية أو دولية، إحدى القوى الدافعة لنمو التحضر وجلب الفرص والتحديات للمدن والمهاجرين والحكومات على نحو متزايد، ولقد أصبحت السلطات البلدية معترف بها كجهات فاعلة رئيسية في إدارة الهجرة وبدأت في إدراج الهجرة في تخطيطها الحضري وتنفيذها.

تيارات الهجرة الداخلية للسكان نحو المدن:

تعتبر المدن من أقوى الأماكن التي تعمل على جذب لتيارات الهجرة الداخلية في العصر الحديث، وكان السبب في ذلك للتقدم في تطوير وسائل النقل الحديثة التي ستقوم بنقل المهاجرين من أماكنهم البعيدة، وأسهمت في ذلك لتضخم المدن عديدة وتعدد الوظائف فيها وأصبحت مراكز هامة في البيئة نفسها، كما أنه لا يوجد تفاوت بين سكان المدن من دولة لأخرى؛ وهذا لأنه ليس هنالك حدود للنمو الحضري، ولقد وصلت النسبة في المملكة المتحدة إلى 77%، أما في ألمانيا 76%، و75% في الولايات المتحدة، وفي فرنسا لقد ارتفعت النسبة من46% في عام 1921 إلى 73% في عام 1975، ومن الواضح أن هذ النسبة تنمو بشكل أكبر في الدول التي تتميز بالتطور الاقتصادي السريع، كما هو في روسيا وجنوب افريقيا 25% في عام 1921 و53% في عام 1980، وكانت النسبة في اليابان 22% في عام 1925 و76% في عام 1975.

بينما رافقت الهجرة الرئيسية من الريف إلى الحضر النمو الاقتصادي من القرن التاسع عشر إلى منتصف القرن العشرين في البلدان ذات الدخل المرتفع، تحدث أكبر تحركات سكانية داخلية اليوم في البلدان ذات الدخل المتوسط، ولا سيما الصين والهند، وفي أفريقيا التي تقع جنوب الصحراء الكبرى، جعلت الهجرة من الريف إلى الحضر تخطيط التنمية الحضرية أمرًا صعبًا.

معدلات الهجرة:

وتختلف معدلات الهجرة حسب العمر ولكنها تميل إلى الذروة بين الأشخاص في العشرينات من العمر، من منظور تعليمي، تعمل الهجرة الداخلية على التأثير على مجموعة قليلة نسبيًا من الأطفال في سن الدراسة الابتدائية وعدد أكبر قليلاً من الشباب في سن الدراسة الثانوية، لكن التعليم ذو الجودة الأفضل في الأماكن الحضرية هو سبب واضح للهجرة بين الشباب، على سبيل المثال في تايلاند كانت النسبة 21٪ من الشباب قاموا بالهجرة إلى المدن من أجل التعليم.

كانت حركة الهجرة الداخلية مرتبطة في مراحلها المبكرة بالتحول الكبير في اتجاهها نحو الصناعة التي بدأت مع الثورة الصناعية في أواخر القرن الثامن عشر، حيث أنها كانت معتمدة على استغلال حقول الفحم والتطور في استخدام الآلات التي قد استغنت عن العمل في الأيدي كما أن الدول الصناعية قامت بجذب الأيدي العاملة من الأقاليم الريفية المجاورة، مما أدى إلى تجمع عدد كبير من السكان في المراكز العمرانية الحضرية، كما أن مواصلات النقل الحديثة ساهمت في جذب المهاجرين من أماكن بعيدة الذي ترتب على ذلك اللجوء للمناطق الصناعية.


شارك المقالة: