اقرأ في هذا المقال
الإيذاء في علم الجريمة هو مشكلة مستمرة تحدث في جميع أنحاء العالم ويمكن أن يكون لها تأثير سلبي طويل الأجل على المتضررين، ويشير تعريف الإيذاء إلى نتيجة فعل متعمد اتخذه شخص لإحداث ضرر أو استغلال أو تدمير ممتلكات شخص آخر، بينما يأتي مصطلح الضحية الذي عادة ما يكون نتاج الأذى من الجاني، حيث أنّ الإيذاء هو فعل جعل شخص آخر هو الضحية، والضحية هو الشخص الذي تضرر أو أصيب أو قتل نتيجة جريمة، ويمكن أن يقع ضحية شخص كنتيجة مباشرة لجريمة أو كنتيجة لجريمة.
ما هو الإيذاء
الإيذاء هو نتيجة عمل متعمد يتخذه شخص أو مؤسسة لاستغلال أو قمع أو إلحاق الأذى بآخر أو لتدمير ممتلكات أو ممتلكات الغير أو الحصول عليها بشكل غير قانوني، وتعني الكلمة اللاتينية (victima) حيوان قرباني، ولكن مصطلح الضحية تطور ليشمل مجموعة متنوعة من الأهداف بما في ذلك الذات أو فرد آخر أو أسرة أو شركة أو الدولة أو البيئة، وعادة ما يكون الفعل الذي يرتكبه الجاني انتهاكًا لقانون جنائي أو مدني، ولكن ليس بالضرورة أن ينتهك القانون، ويمكن أن يشمل الضرر والأذى النفسي أو العاطفي أو الإصابة الجسدية أو الجنسية أو الخسارة الاقتصادية.
الجريمة وأنواع الإيذاء
الإيذاء الشخصي
يحدث الإيذاء الشخصي عندما يتعرض أحد الأطراف لبعض الضرر الناتج عن التفاعل مع الطرف المخالف، ويمكن أن تكون الإيذاء الشخصي مميتًا (مثل القتل) أو غير مميت (مثل الاعتداء) أو جنسي (مثل الاغتصاب القسري)، ويمكن أن تكون هذه الإيذاء عنيفًا (مثل السرقة) أو غير عنيفة (على سبيل المثال الإساءة النفسية أو العاطفية)، وتشمل أمثلة الإيذاء الشخصي أيضًا العنف المنزلي والمطاردة والاختطاف وسوء معاملة الأطفال أو كبار السن أو الإساءة أو الإهمال والتعذيب والاتجار بالبشر وانتهاكات حقوق الإنسان.
الإيذاء بالممتلكات
الإيذاء على الممتلكات ينطوي على فقدان أو تدمير الممتلكات الخاصة أو العامة، ويمكن ارتكاب الإيذاء على الممتلكات ضد شخص أو ضد مكان معين (مثل الإقامة) أو كائن (مثل السيارة) أو مؤسسة (على سبيل المثال الأعمال التجارية)، وتشمل الجرائم السطو والحرق المتعمد وسرقة السيارات والسرقة من المتاجر والتخريب، والاختلاس وغسل الأموال ومجموعة متنوعة من جرائم الكمبيوتر أو الإنترنت (مثل قرصنة البرامج) هي أيضًا ضحية للممتلكات.
الجريمة بين أنماط واتجاهات معدلات الإيذاء
تتضح الاتجاهات الثابتة بمرور الوقت من المصادر الوطنية لبيانات الضحايا وذلك من تقارير الجريمة الموحدة (Uniform Crime Reports-UCR) والمسح الوطني لضحايا الجريمة (National Crime Victimization Survey-NCVS) أنّه:
1- أولاً أفاد كلا المصدرين باستمرار أنّ معدل جرائم الممتلكات السنوي أكبر من معدل جرائم العنف.
2- ثانيًا أفاد كلا المصدرين بأنّ معدلات الجريمة آخذة في الانخفاض بمرور الوقت.
الاعتداء الفردي
أفادت (NCVS) باستمرار أنّ الاعتداء هو الإيذاء الشخصي الأكثر تكرارًا، ومن هذين النوعين من الاعتداءات يتعرض الضحايا للاعتداءات البسيطة أكثر بثلاث مرات من الاعتداءات المشددة. وللتوضيح قدرت (NCVS) وقوع 13.5 اعتداءً بسيطًا لكل 1000 شخص في سن 12 عامًا أو أكثر مقارنة بـ 4.3 اعتداء شديد لكل 1000 شخص في سن 12 عامًا أو أكثر، وجاءت السرقة في المرتبة الثانية من حيث عدد الأشخاص الذين تقل أعمارهم عن 12 عامًا، وكان الاغتصاب هو التالي عند 0.03 لكل 1000 شخص في سن 12 وما فوق، بينما كان القتل أقل الجرائم تكرارا كما ذكرت من قبل (UCR).
تم أيضًا الإبلاغ عن الاختلافات الديموغرافية في معدلات الإيذاء الشخصي في (NCVS)، في عام 2005 على سبيل المثال في الولايات المتحدة كان لدى الأشخاص الذين ينتمون إلى عرقين أو أكثر أعلى معدلات الإيذاء العنيف ويليهم السود ثم الأسبان وبعدهم البيض، ومن ثم جميع الأعراق الأخرى من الأمريكيون الأصليون وسكان ألاسكا الأصليون.
كما كانت معدلات الإيذاء العنيف للذكور أعلى من الإناث، فكان الذكور أكثر عرضة للقتل بأربعة أضعاف من الإناث في عام 2005، ويميل ضحايا العنف إلى أن يكونوا من الشباب ويقل احتمال تعرضهم للإيذاء العنيف مع تقدمهم في السن، بينما كانت الفئة العمرية الأكثر تعرضًا للخطر هي المجموعة العمرية 20-24، تليها المجموعة العمرية 16-19 ثم المجموعة 12-15، وتأتي بعدها المجموعة 25-34 ثم المجموعة 35-49 فالمجموعة 50-64 وأخيراً الفئة العمرية 65 وما فوق، ومن المثير للاهتمام أنّ العلاقة بين العمر والإيذاء تشبه إلى حد بعيد العلاقة بين العمر والجريمة.
الاعتداء على الممتلكات
في عام 2005 كان الإيذاء الأكثر تكرارا للممتلكات هي كالتالي:
1-السرقة.
2- السطو على المنازل.
3- سرقة السيارات.
كما يقدم (NCVS) معلومات الإيذاء لعدد من خصائص الضحية، فعلى سبيل المثال تُظهر طبيعة السكن (الإيجار أو التملك) أنّ الأشخاص الذين يستأجرون قد وقعوا ضحايا أكثر من أولئك الذين يمتلكون، ويتم عرض موقع الإقامة أيضًا في (NCVS)، حيث يعاني الأشخاص الذين يعيشون في المناطق الحضرية من معظم الإيذاء على الممتلكات يليهم سكان الضواحي ثم سكان الريف.
الجريمة ومجالات الإيذاء
يحدث الإيذاء في مجموعة متنوعة من المجالات التي تعدل المخاطر عن طريق تغيير هياكل الفرصة الجنائية، ويمكن لأي مكان أن يوفر فرصًا لأنواع مختلفة من الإيذاء.
جريمة الإيذاء في أماكن العمل
تعمل خصائص أماكن العمل المحددة على تنظيم الأنشطة الروتينية للعمال وهياكل الفرص بشكل مختلف وبعضها يزيد من خطر تعرض الموظف للإيذاء أكثر من غيره، فقام لينش بتحليل العلاقة بين الأنشطة الروتينية للعمال والإيذاء في العمل، وذكر أنّ الأنشطة الروتينية للشخص في العمل وكذلك قرب مكان العمل من الجناة المحتملين أثرت بشكل كبير على مخاطر إيذاء العامل.
جريمة الإيذاء في المدارس
المدارس هي المجالات التي يتجمع فيها الشباب وعلى هذا النحو توفر ظروفًا فريدة كبيئة لحدوث الإيذاء، وأفاد ملحق 1995 لـ (NCVS) الذي ركز على الإيذاء المدرسي أنّ 4.2٪ من العينة أفادوا بأنّهم تعرضوا للإيذاء العنيف في المدرسة و 11.6٪ تعرضوا للإيذاء على الممتلكات، ونظرًا لأنّ الشباب يمثلون بشكل غير متناسب كلاً من الضحايا أو الجناة فإنّ نظرية الأنشطة الروتينية تشير إلى أنّ المدارس هي أماكن يُحتمل أن يحدث فيها الإيذاء عندما تكون الوصاية منخفضة.
كما وجد أستور وماير وبهر أنّ هذا هو الحال، فقد اعتبر المعلمون والموظفون مناطق المدرسة مثل مواقف السيارات ومناطق تناول الطعام والممرات غير مملوكة، وكانت الأماكن التي كان من المرجح أن يحدث فيها العنف.
جريمة الإيذاء في حرم الكلية والجامعة
حرم الكليات ليس أبراجًا عاجية، حيث يكون الطلاب معزولين عن مخاطر الإيذاء ولكن بدلاً من ذلك مجال آخر للإيذاء، فعلى الرغم من أنّ إيذاء الطلاب داخل الحرم الجامعي بعيد عن أن يكون أمرًا شائعًا إلّا أنّه بالنسبة لبعض أنواع الجرائم مثل سرقة الممتلكات يكون طلاب الجامعات أكثر عرضة لخطر الإيذاء في الحرم الجامعي أكثر من كونهم خارج الحرم الجامعي.
تمشيا مع نظرية الأنشطة الروتينية وجدت فيشر وآخرون أنّ التعرض لمواقف خطرة بالتزامن مع عدم وجود وصاية والقرب من الجناة المتحمسين يعرض طالبات الجامعة لخطر أكبر للوقوع ضحية للمطاردة، وكان لدى النساء اللائي يعشن بمفردهن احتمالات أعلى بكثير للمطاردة من النساء اللائي لم يعشن بمفردهن.
جريمة الإيذاء في أماكن الترفيه
أماكن الترفيه -من مثل الحانات وملاعب كرة القدم ودور السينما والشواطئ، والعديد من الأماكن الأخرى التي يتجمع فيها الغرباء والتي لها خصائص خاصة بالمجال والتي تملي الأنشطة والسلوك الروتيني داخل هذا المكان- غالبًا ما تكون مجالات الإيذاء.
توصل رونسيك وماير إلى أنّ عدد الحانات كان لها تأثير إيجابي كبير على الجريمة في المنطقة، فعلى سبيل المثال تزداد احتمالية وقوع الاعتداءات والسرقات على الكتل التي بها حانات بنسبة 20٪ أكثر من تلك التي لا توجد بها مثل هذه المؤسسات، وقد يكون رعاة هذه الشركات أكثر عرضة لسرقة ممتلكاتهم إذا أضعفتهم الكحول، أو قد يكونون أكثر عرضة للدخول في شجار حجرة أو قد يكونون أكثر عرضة للمحتالين.