ما هي جرائم الإيذاء التي يتعرض لها المهاجرون

اقرأ في هذا المقال


تمس أزمة اللاجئين في دول العالم القضايا الأساسية للقانون الدولي والسياسة الجنائية وعلم الجريمة وعلم الضحايا، فكانت الجريمة التي يرتكبها المهاجرون موضوعًا للبحث لأكثر من قرن من الزمان ولكن تم إيلاء القليل من الاهتمام للإيذاء الذي يعاني منه المهاجرون، ففي السنوات الأخيرة بدأت الأبحاث لاستكشاف مدى وطبيعة الجرائم المرتكبة ضد المهاجرين، وبشكل عام يميل المهاجرون إلى أن يكون لديهم مستوى أعلى من الإيذاء والخوف من الجريمة مقارنة بالمولودين في الوطن ولكن هناك اختلافات بين أنواع الإيذاء، بالإضافة إلى ذلك غالبًا ما تكون معاملة المهاجرين بموجب القانون الدولي متناقضة بنفس القدر.

المهاجرين وضحايا جرائم الملكية

تشير الأبحاث المحدودة إلى أنّ المهاجرين لا يعانون من معدلات إيذاء ممتلكات أعلى من الأفراد المولودين في البلاد باستثناء السرقة، والعوامل المتعلقة بخطر الإيذاء بما في ذلك الشباب والعزباء والعيش في مساكن عامة والعيش في بيئة حضرية هي نفسها بالنسبة للمهاجرين والأشخاص المولودين في البلد، ومن قبل المهاجرين قد يكون أعلى بكثير مما تم الإبلاغ عنه وأنّ العديد من الجرائم ضد المهاجرين لا يتم الإبلاغ عنها لأنّهم يحجمون عن التقدم والتبليغ عنها، وهناك سبب آخر هو أنّ العديد من المهاجرين الجدد فقراء ويعيشون في أحياء عالية الجريمة ولا يفهمون المخاطر البيئية في الدول المضيفة.

المهاجرين وضحايا جرائم العنف

تميل معظم الدراسات حول الإيذاء بين المهاجرين إلى التركيز على القتل، ووجدت هذه الدراسات أنّ المهاجرين كانوا أكثر عرضة لخطر الوقوع ضحية للقتل من الأشخاص المولودين في البلاد، ووفقًا لمارتينيز ولي كان معدل الإيذاء في جرائم القتل بين المولودين في الخارج 23 لكل 100 ألف مقارنة بـ 18 لكل 100 ألف بين المولودين في البلاد، وكانت هناك اختلافات عبر المجموعات العرقية والإثنية، ومع ذلك فمثلًا بين البيض غير اللاتينيين واللاتينيين والسود في الولايات المتحدة كان لدى المهاجرين معدلات قتل أعلى من نظرائهم المولودين في البلاد، ولكن الآسيويين المولودين في الخارج والآسيويين المولودين في البلاد كانت لديهم معدلات مماثلة.

بالإضافة إلى ذلك اختلفت أيضًا أنماط العلاقات بين الضحية والجاني في حالات الإيذاء للقتل بين المهاجرين والسكان الأصليين، وكانت جرائم القتل التي يرتكبها غير الغرباء أكثر شيوعًا بين المولودين في البلاد منها بين المولودين في الخارج، وكان من المرجح أن يكون المشتبه بهم في جرائم القتل ضد الضحايا المولودين في البلاد من مواليد البلاد، ولكن المشتبه بهم في جرائم القتل التي ارتكبها مهاجرون كانوا على الأرجح غير معروفين، وعندما عُرف المشتبه بهم كان مرتكبو جرائم القتل ضد المولودين في الخارج يميلون أيضًا إلى أن يكونوا مولودين في الخارج.

الإيذاء بين المهاجرين غير الشرعيين

يتعرض المهاجرون غير الموثقين لخطر متزايد من الإيذاء ولديهم منافذ قليلة للتعامل مع الجريمة، وتتراوح أعمال العنف ضد المهاجرين غير الشرعيين من إطلاق النار من سيارة إلى الاعتداء والسرقة، ومن بين المهاجرين غير المسجلين يواجه العمال المياومون الذين يبحثون عن عمل على أساس يومي في الأماكن العامة والمرئية، مثل شارع مزدحم أو رصيف أو واجهة محل أو موقف سيارات فارغ عنفًا بشكل أساسي من عمال باليومية آخرين، كالشرطة وأرباب عملهم وإلى حد أقل التجار والسكان المحليين.

وفقًا لفالينزويلا فإنّ عمال المياومة معرضون بشكل خاص للسرقة لأنّ معظمهم ليس لديهم حسابات بنكية، حيث يمكنهم إيداع أرباحهم، وعادة ما يتطلب فتح فتح حساب مصرفي توفير رقم هوية دافع الضرائب الفردي والذي لا يمتلكه معظم عمال المياومة، ونتيجة لذلك يتم الدفع لهم عادة نقدًا مقابل عملهم، وحقيقة أنهم يحتفظون بأموالهم في كثير من الأحيان بالإضافة إلى إحجامهم عن الاتصال بالشرطة، والذي غالبًا ما يكون بسبب عدم معرفتهم بالمؤسسات الأمريكية وافتقارهم إلى المستندات القانونية يجعلهم هدفًا سهلاً.

يتعرض عمال المياومة أيضًا للعنف في مواقع التوظيف المثيرة للجدل أو المتقلبة بشكل خاص نتيجة للنزاعات المجتمعية، فتشير البيانات المحدودة حول العنف ضد المهاجرين إلى أنّ شدة وتكرار تقريع المهاجرين يختلف باختلاف المناطق، وأشار بيري إلى أنّ العنف ضد المهاجرين يميل إلى أن يكون أكثر انتشارًا في المناطق ذات الحصص غير المتناسبة من المهاجرين الوافدين حديثًا، وعلى وجه الخصوص يتعرض المهاجرون الشرعيون وغير الشرعيين في بعض المدن للعنف على الحدود بدءًا من التهكم اللفظي إلى إلقاء الحجارة وإطلاق النار من قبل عناصر الأمن ووكلاء حرس الحدود.

المصدر: رؤوف عبيد، أصول علمي الإجرام والعقاب (دار النهضة العربية، القاهرة 1985).إيناس محمد راضي (19-9-2015)، "الجريمة"، University of Babylon ، اطّلع عليه بتاريخ 27-4-2017.أ. د. محمد جبر الألفي (20-10-2016)، "ماهية الجريمة الجنائية"، الألوكة، اطّلع عليه بتاريخ 27-4-2017.سعد الراشد (27-1-2015)، "أسباب الجريمة وطرق مكافحتها"، الجماهير، اطّلع عليه بتاريخ 29-4-2017.


شارك المقالة: