جسر لندن المتأرجح

اقرأ في هذا المقال


يُعتبر جسر لندن نموذج حيّ وواقعي من الابتكار من التدمير الخلّاق، أو بمعنى آخر الابتكار من الفشل والتَّعلّم من الإخفاق.

جسر لندن المتأرجح:

في كثير من الأحيان تُقدّم الإخفاقات فرص ثمينة لإجراء تحسينات في المستقبل لنفس الفكرة أو المشروع الذي فشلنا به، وأكبر مثال على ذلك “جسر الألفية في لندن”، فقد كان هذا الجسر أول جسر من نوعه للمُشاة يُبنى فوق نهر “التايمز” منذ أكثر من مئة عام، وكان يَربط بين متحف “تيت” و “كاثدرائية القديس بول” .

كان هذا الجسر إنجاز نَحتي وعمل معماري ومشروع هندسي عظيم واستثنائي، وكان تصميمه في غاية الجمال، حتى أنَّه كان يُطلَق عليه “شفرة الضوء”، وعندما تمَّ افتتاح الجسر ومرَّ فوقه الآلاف من النَّاس ومجموعات كبيرة منهم أصبح غير مُستقر، وازداد تأرجح الجسر كلّما مرَّ فوقه مجموعة من المُشاة حتى أَطلَق علية البعض سُمعة سيئة وأعطوه اسم “الجسر المتأرجح”، لذلك تمَّ اغلاقه بعد يومين مِمّا تَسبّب بإحباط شديد للقائمين على عمل وإنشاء هذا الجسر.

وبعد جهود مكثفة عالمية تمَّ التّعرّف على السبب وتمَّ اصلاحه، كان السبّب وراء هذا الفشل هو السير للعديد من النّاس بأقدام متقاربة عند الكعبين وبمجموعات كبيرة في نفس الوقت، وبسبب هذه الكارثة في عمل الجسور تطوّرت معرفة جديدة بشأن تصميم الجسور، والسماح للمشاريع المستقبلية لأعداد كبيرة من الأشخاص بالسير فوق الجسور التي تُصمّم فوق الأنهار، إنَّ جسر الألفية في لندن دليل واضح على الطريقة التي يُبنى بها التّقدم في العلم والهندسة والابتكار من الفشل.


شارك المقالة: