كان جعفر النميري الرئيس الرابع لجمهورية السودان من سنة 1969 إلى سنة 1985، حيث إن أباه هو محمد النميري عمل كجندي في قوة دفاع السودان، لكنه ترك الجيش بعد الزواج واختار العمل كبائع في شركة سيارات، حيث كان جعفر متردداً في كثير من الأحيان بعد وصوله إلى السلطة بأنه ابن الطالب لإثبات انتمائه وانحيازه لعامة الناس.
لمحة عن جعفر النميري
شهدت طفولة النميري تفاصيل حياته القاسية والمصاعب التي واجهها منذ الصغر وواصل دراسته وتمكن من الالتحاق بالمدرسة الثانوية، لكن بسبب الظروف المالية الصعبة التي تواجه الأسرة بشكل لا يسمح بمتطلبات دراسته قرر النميري بعد المرحلة الثانوية الالتحاق بالقوات المسلحة بدلاً من الالتحاق بالجامعة.
كما عمل بالجيش السوداني في عدة مواقع في الشمال والجنوب، واتهم سنة 1955 بتدبير انقلاب عسكري على النظام الديمقراطي الساري في الدولة، حيث اتضح للقيادة بعد الاستجواب أن الأمر ليس أكثر من افتراء واستجوب بشأن محاولة انقلاب فاشلة قادها ضابط يدعى خالد الكاد لكن التحقيق لم يجد ما يجرم النميري في المحاولة الفاشلة.
حياة جعفر النميري
لعب جعفر النميري دوراً رئيسياً في إنقاذ حياة ياسر عرفات أثناء ما سميت بأحداث أيلول الأسود سنة 1970 عندما ترأس وفد القمة العربية وتوجه إلى الأردن، حيث رافقه الباهي رئيس وزراء تونس والشيخ الصباح وزير الدفاع الكويتي، ونجح في ذلك الوقت في إخراج ياسر عرفات من الأردن بعد أن تنكر بزي امرأة ونقله بالطائرة إلى القاهرة.
لقد تبنت حكومته نهج تأميم البنوك والشركات التجارية الكبرى في الدولة ونقلها إلى القطاع العام، كما قامت ببناء شبكة طرق بين المدن، حيث تابع مسار إصلاح التعليم وتغيير المناهج والسلم التربوي ونشر المدارس وزيادة عدد الطلاب بشكل كبير وتحت حكمه تأسست الجامعات وتوسع معهد الكليات التقنية.
في سعيه لحل مشكلة النظام قام بحل مجلس قيادة الثورة وأجرى استفتاء عام؛ ليصبح أول شخص يسمي رئيساً للجمهورية في السودان، حيث استبدل الاتحاد الاشتراكي السوداني الأحزاب إلى جانب التنظيمات الجماهيرية والنقابات التابعة له في إطار ما كان يعرف وقتها باسم تحالف القوى العاملة الشعبية، الذي استعار من نظام الرئيس جمال عبد الناصر في مصر.