اقرأ في هذا المقال
- تعريف الالتزام الأخلاقي
- أهمية الالتزام الأخلاقي والقيمي للأخصائي الاجتماعي
- المؤشرات التي تحقق جودة الالتزام بأخلاقيات البحث العلمي ومبادئه في الخدمة الاجتماعية
يحكم الباحث العلمي في سلوكياته مجموعة قواعد سلوك مهنية يتعلمها ويدمجها ذاتياً في تصرفاته، وتسهم هذه القواعد في تحديد سلوكياته اتجاه زملائه الباحثين والمبحوثين والمؤسسات التي يعمل بها، خاصة وأن البحث العلمي له مكانته في السياق الاجتماعي، لذا يجب على الباحثين أن يأخذوا في اعتبارهم الكثير من الاعتبارات الأخلاقية في كل مراحل تصميم وتنفيذ بحوثهم.
تعريف الالتزام الأخلاقي:
هي مجموعة المعايير الأخلاقية وقواعد السلوك سواء كانت مكتوبة أو متعارف أو متفق عليها داخل الجماعة المهنية التي ينتمي إليها الباحث.
أهمية الالتزام الأخلاقي والقيمي للأخصائي الاجتماعي:
ترجع أهمية الالتزام الأخلاقي والقيمي للأخصائيين في دراسات الخدمة الاجتماعية إلى أنها كمهنة كغيرها من العلوم الاجتماعية تتسم بأنها مهنة إنسانية يقوم فيها الباحثون بدور الملاحظين والمشاركين في إجراء البحوث في نفس الوقت، وتمثل الأخلاقيات والمبادئ دليل عمل وسلوك يلتزم به الأخصائي الاجتماعي كباحث في إطار واقعي لواجباته اتجاه نفسه وزملائه من الباحثين والمنظمة التي ينتمي إليها والمهنة والمجتمع.
المؤشرات التي تحقق جودة الالتزام بأخلاقيات البحث العلمي ومبادئه في الخدمة الاجتماعية:
- يتعين على الباحث في الخدمة الاجتماعية أن يتعامل مع المبحوثين والمشتركين معه من الباحثين الآخرين بطريقة أخلاقية، وتجنب عدم الحياد بمعنى الالتزام بمبادئ البحث العلمي، والالتزام الأخلاقي في تجميع البيانات أو تسجيل الاستجابات بدقة والقدرة على التواصل الاجتماعي.
- أن يكون الباحث على قدر من الحيادية والنزاهة وعدم التحيز، وأن يتقبل أي ملاحظات غير متوقعة أو أفكار جديدة مع عدم التشبت بفكرة معينة أو جهة نظر واحدة، بل عليه أن يبحث دائماً عن الدليل أو البرهان الذي قد يتعارض مع موقفه، وأن يقبل بأمانة كل الأفكار التي تقوم على أساس من البحث عالي الجودة، ولكن بطريقة انتقادية لضمان صحتها وفحصها بدقة ووعي.
- أن يلتزم الباحث بالأمانة، وبالرغم من أنها سمة عامة لكل البشر إلا أنها واجبة في البحث العلمي، إذ أن عدم توفر النزاهة والأمانة وظهور الغش عند إجراء البحوث والدراسات شيء محظور.
- التأكيد على المشاركة التطوعية من قبل المبحوثين دون فرض عليهم للاشتراك في تطبيق البحوث عليهم أو إجبارهم على ذلك، مع مراعاة ألا يحدث أو يتسبب الباحث في أي ضرر أو أذى بالمبحوثين محل الدراسة سواء كان أذى نفسي أو شخصي أو يقلل من تقديرهم لذاتهم أو حدوث صراع شخصي مستمر لهم، أو تأثيرات مرتبطة بخبرات أو ذكريات أو مواقف غير سارة عليهم، أو تؤدي إلى قيامهم بتقييم أنفسهم بشكل انتقائي، وهذا يعني أن يعي الباحث أن مشاركة المبحوثين في المشروعات البحثية، يجب أن يبنى على أساس المشاركة التطوعية أو الطوعية وتفهم المخاطر المحتملة بالنسبة لهم، وإخبارهم بطبيعة الدراسة التي يتم إجراؤها والحصول على موافقتهم اللفظية أو المكتوبة.
- ينبغي على الباحث أن يعطي المبحوث معلومات صحيحة وكاملة عن طبيعة وهدف الدراسة التي سيتم إشراكه فيها ودور المبحوث، ووعده بالاحتفاظ بهويته التي لا يعرفها إلا الباحث وتجنب انتهاء خصوصية المبحوث.
- التزام الباحث في دراسات الخدمة الاجتماعية بسرية المعلومات التي يتم الحصول عليها من المبحوثين والترميز في حفظ المعلومات التي يتم التوصل إليها حماية لاهتمامات المبحوثين وخصوصياتهم، مما يساهم في زيادة احتمالية ودقة استجابة المبحوثين، ومن واجب الباحث أن يؤكد ذلك للمبحوثين وأن يقوم بإزالة أو حذف المعلومات المحددة للمبحوثين، أو المعرفة بهم كالأسماء والعناوين واستبدالها بأرقام كودية، حتى لا تهدد هوية المبحوثين أن تنتهك حقهم في الخصوصية.
- يجب أن يكون التواضع سمة أساسية للباحث بوجه عام، وسمة مميزة له في بحثه بوجه خاص، ويتجلى ذلك في عدة مظاهر منها عدم التعالي في التعديل إذا اخطأ، مع عدم التشدد وفي استنتاجاته أو اعتبار أن أحكامه نهائية، وإمكان التخلي عن الفروض التي يثبت عدم صحتها، مع إبراز النتائج التي تختلف مع تصوراته في موضوعية وشجاعة أدبية، والحرص على الاستزادة والتعلم من كل ذي خبرة مهما كان موقعه أو مؤهله.
- أن يضع الأخصائي كباحث في اعتباره أخلاقيات وقيم الخدمة الاجتماعية التي تمثل التوقعات السلوكية أو التفضيلات التي ترتبط بمسؤوليات الخدمة الاجتماعية، ويراعي ثقافة أفراد جماعات المجتمع محل البحث وما يتطلبه ذلك من التزام ديني وأخلاقي إجتماعي، ومراعاة قيم ومعتقدات المبحوثين بما يساهم في تقبلهم للتعاون معه ومساعدته في إنجاز بحثه.
- ضرورة التزام الأخصائي كباحث بصيانة الموارد المالية المخصصة للبحث بحكمة كلما كان ذلك ممكناً وعدم استخدمها في غير الأغراض المخصصة لها.