مراحل تأسيس الجيش العثماني:
يمكن تقسيم تاريخ جيش الإمبراطورية العثمانيّة إلى خمس فترات رئيسية يغطي عصر التأسيس السنوات بين 1300 (البعثة البيزنطية) و 1453 (فتح القسطنطينية)، تغطي الفترة الكلاسيكيّة السنوات بين 1451 (التتويج الثاني للسلطان محمد الثاني) و 1606 (سلام Zsitvatorok)، تغطي فترة الإصلاح السنوات بين (1606 و 1826) (فاكا حيرية)، وفترة التحديث تغطي السنوات ما بين (1826 و 1858) وفترة الانخفاض تغطي السنوات ما بين (1861) (تتويج السلطان عبد العزيز) و (1918) (هدنة مودروس).
نشأة الجيش العثماني:
كان أول شكل من أشكال الجيش العثماني هو قوة سلاح الفرسان السهوب الرحل، أنشأه عثمان الأول مؤسس الدولة العثمانيّة، وهو من القبائل التركمانية الذين سكنوا غرب الأناضول في أواخر القرن الثالث عشر.
كان هؤلاء الفرسان قوة غير نظاميّة من المغيرين الذين استخدموا كقوات صدمة، مسلحة بأسلحة مثل الأقواس والرماح، تمّ إعطاؤهم إقطاعيات تسمّى (timars) في الأراضي المحتلة، ثم أطلقوا عليها فيما بعد (timariots) بالإضافة إلى أنّهم اكتسبوا ثروة خلال الحملات.
نظّم أورهان الأول وهو ابن عثمان المؤسس جيشًا نظاميًا مدفوع الأجر، كان يطلق على المشاة اسم (yayas وكان الفرسان معروفين باسم müsellems، تمّ تشكيل القوة في الغالب من قبل مُرتزقة أجانب، ولم يكن سوى عدد قليل من الأتراك راضين عن قبول الرواتب بدلاً من التيمار، لم يُطلب من المرتزقة الأجانب اعتناق الإسلام ما داموا يطيعون قادتهم العثمانيين.
بدأ العثمانيّون في استخدام البنادق في أواخر القرن الرابع عشر، بعد ذلك، بدأت أنواع أُخرى من القوات في الظهور، مثل الفرسان العاديين (Piyade Topçu ، “مدفعية القدم”) ؛ سلاح الفرسان العادي مُسلّح بالأسلحة الناريّة (Süvari Topçu Neferi ، “جندي مدفعية محمولة”)، على غرار المكرر الأوروبي اللاحق أو carabinier؛ والقاذفات (Humbaracı)، تتكون من القنابل اليدويّة التي ألقت متفجرات تسمّى خيمبارا والجنود الذين خدموا المدفعيّة مع الصيانة ومسحوق الإمدادات.
كانت الإمبراطوريّة العثمانيّة أولى إمبراطوريّات البارود الإسلاميّة الثلاث، تليها بلاد فارس الصفويّة والهند المغولية، بحلول القرن الرابع عشر، اعتمد العثمانيّون مدفعيّة البارود، كان تبني العثمانيّين لأسلحة البارود سريعًا جدًا لدرجة أنّهم “سبقوا خصومهم الأوروبيين والشرق أوسطيين في إنشاء قوات مركزيّة ودائمة مُتخصصة في تصنيع ومناولة الأسلحة الناريّة”.
لكن استخدامهم للمدفعيّة صدم ودفع خصومهم إمبراطوريتي البارود الإسلاميين الآخرين إلى تسريع برنامج أسلحتهم، كان العثمانيّون يمتلكون مدفعيّة على الأقل في عهد بايزيد الأول واستخدموها في حصار القسطنطينيّة في عامي (1399) و (1402)، وأثبتوا أخيرًا قيمتها كمحركات حصار في حصار سالونيكا الناجح عام (1430).
استمر الاستخدام المنتظم للجيش العثماني للأسلحة الناريّة متقدمًا على وتيرة نظرائهم الأوروبيين، كان الانكشاريّون في البداية حارسًا شخصيًا للمشاة باستخدام الأقواس والسهام.
بحلول عهد السلطان محمد الثاني، كانوا قد تمّ تسليحهم بالأسلحة الناريّة وأصبحوا “ربما أول قوة مُشاة دائمة مزودة بالأسلحة الناريّة في العالم”، وبالتالي يعتبر الإنكشاريّون أول الجيوش الدائمة الحديثة ثبت أنّ الجمع بين المدفعيّة والقوة اليرانيّة حاسمة في معركة فارنا عام (1444) ضد قوة من الصليبيّين وبعد ذلك في بشكنت عام (1473).