حصار رودوس الثاني:
كان حصار رودس (وهي جزيرة يونانية تقع في البحر الأبيض المُتوسط، وهي أحدى عجائب الدنيا السبعة) في عام (1522) هو المحاولة الثانية الناجحة من قبل الإمبراطوريّة العثمانيّة، لطرد فرسان رودس من معقل جزيرتهم، وبعد ذلك يتمّ تأمين السيطرة العثمانيّة على شرق البحر الأبيض المتوسط بقيادة السلطان سليمان القانوني.
كان الحصار الأول عام(1480) بقيادة السلطان محمد الفاتح فاشلاً، قام العثمانيون بهذا الحصار لهزيمة فرسان الإسبتاريّة والسيطرة على جزيرة رودس.
قام السلطان سليم الأول بتوسيع الأراضي العثمانيّة إلى حد كبير في الشرق الأوسط المسلم أمّا خليفته وابنه السلطان سليمان القانوني، اتخذ المسيحيين والغرب كهدف له.
تعلّم السلطان سليمان من المحاولة الفاشلة عام (1480) التي كان سببها قلة الإمدادات وقلة عدد القوات، هذه المرّة ضاعف العثمانيّون حجم أسطولهم إلى أكثر من (300) سفينة، وحاصروا الجزيرة، إلى جانب قوة من (75000) مُقاتل بري، في يونيو (1522)، نجح حصار الميناء وقُصفت المدينة.
ما هو سبب حصار رودوس الثاني؟
كان الجيش الروماني في جزيرة رودوس مدعومًا من الكنيسة المسيحيّة في روما، كانت هذه القوات دائما ما تتعرض للسفن الإسلاميّة وتقوم بسلب ما تحمله السفن، إذ كانت تتعرض لسفن الحجاج الذاهبة للحج وبعض السُفن التي من وظيفتها القيام بالأعمال التجاريّة.
وكانت القوات المسيحية أيضًا تقوم بقتل عددا من الركاب المسلمين، في ذلك الوقت عمل الخليفة السلطان سليمان القانوني على فتح هذه الجزيرة.
أحداث حصار رودوس الثاني:
تمّ تعزيز القوات البريّة من أجل هدم جدران المدينة، وبعد عدة أسابيع خرقت المدافع قسمًا يسمح للعثمانيين بالدخول للمدينة وشنِّ هجوم على قوات فرسان القديس يوحنا.
لمدّة يوم كامل، هاجم العثمانيّون، لكن الفرسان الإنجليز والألمان صدوهم، بعد فشل الهجمات على أجزاء أخرى من الأسوار، قرر العثمانيّون تفجير الألغام تحت الجدران ولكن تمّ صد هذه الفكرة أيضًا.
في أوائل ديسمبر، توقف القصف بينما تفاوض الجانبان، ومع ذلك لم تنجح محادثات السلام واستمر القصف بشراسة مُتزايدة، حيث تمّ جلب المزيد من المدفعيّة من الأناضول لتعزيز القصف.
رأى القائد الروماني أنّ الوضع كان ميئوسًا منه، واستسلم في ديسمبر لتجنب الخسائر في أرواح المدنيين في الجزيرة، كان السلطان سليمان رحيمًا بالمدنيين، في أواخر ديسمبر خرج الفرسان من المدينة حاملين لافتاتهم التي تبين استسلامهم وتم نقلهم بأمان إلى كريت على متن السُّفن العثمانيّة،
على الرّغم من التكلفة الباهظة والعتاد الكبير المُستخدم في هذا الحصار، إلّا أنّ الاستيلاء على رودس انتصارًا كبيرًا للعثمانيّين، بعد هذا الحصار انتقل فرسان الإسبتاريّة إلى مالطا.