حملة طارق بن زياد على إسبانيا:
في أوائل القرن الثامن قام الجيش الأموي والذي يُقدر بحوالي (10000-15000) شخص، وذلك بقيادة القائد الأموي طارق بن زياد، بالعبور من شمال إفريقيا، إلى الجزيرة الإيبيرية ويروي ابن عبد الحق، بعد قرن ونصف، أن “أهل الأندلس لم يراقبوهم، ظنًا أن المراكب العابرة شبيهة بالسفن التجارية التي لمصلحتهم تمشي ذهاباً وإياباً”، سُميت هذه المعركة معركة وادي لكة.
أحداث حملة طارق بن زياد:
هزم القائد الأموي طارق بن زياد جيش القوط الغربيين بقيادة الملك رودريك في معركة حاسمة في عام (712) واستمر في السيطرة على معظم أيبيريا، تذكر سجلات عام (754) أن “جيش القوط بأكمله، الذين جاؤوا مع الملك رودريك بطريقة احتيالية وفي منافسة بدافع الطموح على الملكية، قد هربوا”.
يُعتقد أن رودريك والغالبية العظمى من نخبة القوط الغربيين قد قُتلوا، كانت مثل هذه الهزيمة الساحقة ستجعل القوط الغربيين بلا قيادة وغير منظمين إلى حد كبير، في هذا الصدد، يقدر عدد سكان القوط الغربيين الحاكمين بحوالي (200000) شخص فقط من بين ما يقدر بسبعة أو ثمانية ملايين نسمة.
هرب الناجون باتجاه الشمال إلى إيسيجا بالقرب من إشبيلية، وحدث فراغ في مما فاجأ القائد طارق بن زياد وساعده بشكل كبير على القيام بحملات للفتح الإسلامي، كان معظم الجيش يتكون من البربر، الذين دخلوا الإسلام.
استمر الجيش الأموي بالعديد من الحملات واسعة النطاق على أيبيريا، لم يكن هذا الفتح مخططًا له في الأصل، ذكرت المصادر إسلامية عن محاولة للفتح في العام السابق، وربما كان جيش طارق موجودًا لبعض الوقت قبل المعركة الحاسمة.
وقد قيل أنّ حقيقة أن الجيش كان بقيادة أمازيغية، وأنّ الحاكم الأموي لشمال إفريقيا، موسى بن نصير، لم يصل إلا في العام التالي، يدعم هذا الاحتمال، فالقائد موسى بن نصير لم يأتي ليدعم هذه الحملة الإسلامية لكنه جاء من أجل أن يشهد الانتصار المتوقع وذلك لثقته الكبيرة بجيشه القوي.
ويُذكر أنّ الكثير من سكان البلدة هربوا باتجاه التلال ولم يدافعوا عن مدنهم، ممّا قد يدعم الرأي القائل بأن هذه الحملة كان من المتوقع أن تكون فقط تهديدًا للقوط وليس فتحًا وتغييرًا دائمًا للحكم في اسبانيا.