اقرأ في هذا المقال
- فلسفة العمل في خدمة الجماعة الأسرية
- مناطق العمل في خدمة الجماعة الأسرية
- محاور العمل في خدمة الجماعة الأسرية
- أنماط العمل في خدمة الجماعة الأسرية
- خدمة الجماعة الأسرية في الخدمة الاجتماعية تعزيز صحة واستقرار الأسرة
انطلقت الخدمة الاجتماعية على المستوى الجماعي باستخدام طريقة العمل مع الجماعات لرعاية الأسرة ومساعدتها على حَلّ جميع المشكلات التي قد تواجهها.
فلسفة العمل في خدمة الجماعة الأسرية
تُعَدّ التنشئة الاجتماعية للأبناء خارج نطاق الأسرة الأساس الذي تقوم عليه فلسفة العمل مع الجماعات، التي يَنظّم إليها الأبناء لتنمية خبراتهم وسط تفاعلات بين أعضاء الجماعة نفسها، وهي في هذا الإطار تُنَمِّي شخصياتهم وتُعَدِّل اتجاهاتهم عن طريق النشاط الجماعي الذي يزيد القدرة على التعاون مع الآخرين، والمَيل إلى إتِّباع النُظُم العامة واحترامها، والإيمان بالأهداف المشتركة والرَّغبة في المساهمة في تحقيقها.
مناطق العمل في خدمة الجماعة الأسرية
على هذا الأساس تعمل خدمة الجماعة في المجال الأسري على تحقيق أهدافها بالعمل مع الأزواج وبخاصة حديثي الزواج، ويتيح لهم الفرص عن طريق الجماعات التي تضمّ مثل هؤلاء الأزواج لاكتساب المهارات اللازمة لإدارة المنزل، والتعاون بين أعضائه، والتكيّف مع الظروف الجديدة للحياة، ولاستقبال المولود الجديد وخاصَّة المولود الأول والقيام بالترتيبات والاستعدادات المالية والنفسيَّة والاجتماعية التي تتطلَّبها هذه المرحلة من حياتهم.
كما أنَّها تعمل مع الأبناء لمساعدة الأسرة على غرس القِيَم الأخلاقيَّة كالصدق والعدل والأمانة ومُراعاة آداب السُّلوك والقواعد العامَّة والقوانين، والقدرة على القيادة وعلى التمسُّك بالحقوق، والمطالبة بها دون تردُّد أو خوف، وأداء واجباتهم والقيام بمسؤولياتهم عن رغبة ذاتية.
كما وتساعد على استثمار أوقات فراغ الأبناء أو المُسِنين أو العاطلين عن العمل، وتسهم في توصيل ثقافة المجتمع عبر الأجيال، وتحمي الأبناء وبخاصة ذوي الاُسَر التي تتطلب ظروفها الغياب عن الأبناء والبيت، من الوقوع في التشرُّد والانحراف ومُصاحبة رفاق السوء. وتُساعد الجماعات الأبناء على سدّ الاحتياجات التي تعجز الأسرة عن تلبيتها، وقدّ تعجز المدرسة عنها أيضاً مثل: الحاجة إلى الأمن والتقبُّل والتقدير، والفرصة في التعبير عن الذَّات واستثارة الرَّغبات الطبيعية والصريحة والضمنيَّة.
محاور العمل في خدمة الجماعة الأسرية
الأخصائي الاجتماعي الذي يعمل مع الجماعات هو المُعين الأول والمُحَرك للجماعة ليتم عن طريقها التفاعل بين الأعضاء ولتقوم بأنشطتها عبر برنامج جماعي وتطور ينعكس على شخصية الأعضاء اللذين تتألف منهم أصلاً.
ومن المفترض أن يؤدي الأخصائي الاجتماعي دوره مع الجماعة في المحاور الآتية:
- إدراك الدَّوافع الأساسية لسلوك الأعضاء.
- إدراك الحاجات الأساسية للأعضاء.
- معرفة الوسائل التي يُشبع الأعضاء بها دوافعهم وحاجاتهم.
- احترام الفروق الفردية بين الأعضاء.
- استخدام وظيفة المؤسسة التي يعمل بها لخدمة الجماعة وأعضائها.
- تقدير المشاعر واستخدامها لصالح الجماعة وأعضائها.
- استخدام الجماعة كوسيلة للضَّبط الاجتماعي.
- تنمية القدرة على التنبؤ بنتائج الأعمال لدى الأعضاء.
- تنمية القدرة على تحمُّل المسؤولية الجماعية لدى الجماعة.
- مساعدة الجماعة على وضع برنامج متنوِّع ومتوازن وطويل الأمد.
أنماط العمل في خدمة الجماعة الأسرية
لقد تأثَّرت العلاقات الإنسانية والروابط الأسريَّة بالتقدُّم الحضاري الذي يحقِّقه المجتمع وأدَّى إلى ضعفها ممّا استدعى اهتمام الخدمة الاجتماعية بها، والقيام بجهود مهنية لتقويتها على مستوى الأسرة الواحدة، وعلى مستوى الأسرة داخل المجتمع المحلي، ولهذا كانت طريقة خدمة الجماعة من الطرق المُختارة لتحقيق ذلك في مؤسسات رعاية الأسرة والمؤسسات الاجتماعية الأخرى الدَّاعمة لدور الأسرة.
كما أنَّ ذلك التقدُّم الحضاري وما نتج عنه من مشكلات أبرَزَ مظاهر سوء التكيّف في المجتمع، ومن بين انظمته ومؤسساته برزت الأسرة كجماعة أوَّلية عجزت عن الوفاء بالتزاماتها وتخلَّت عن العديد من وظائفها الاجتماعيَّة ممّا دفع الخدمة الاجتماعية إلى الدَّعوة إلى الاعتماد على مؤسَّسات وأنظمة أخرى لسدّ ذلك العجز والقصور تجاه أبناء الأسرة وسائر أعضائها.
خدمة الجماعة الأسرية في الخدمة الاجتماعية: تعزيز صحة واستقرار الأسرة
تلعب خدمة الجماعة الأسرية دورًا حيويًا في ميدان الخدمة الاجتماعية، حيث تسعى إلى تعزيز صحة واستقرار الأسرة كوحدة أساسية في المجتمع. تعتبر الأسرة منبرًا أساسيًا لتكوين الهوية ونقل القيم وتحقيق التواصل الفعّال بين أفراد المجتمع. في هذا السياق، سنلقي نظرة على أهمية خدمة الجماعة الأسرية في تحسين جودة الحياة الأسرية والمساهمة في التنمية الاجتماعية.
1. تقديم الدعم النفسي والاجتماعي: تتيح خدمة الجماعة الأسرية للأفراد الفرصة للتفاعل مع أقرانهم والمشاركة في جلسات تفاعلية. يُعزز هذا النوع من الدعم الاجتماعي الروابط العاطفية داخل الأسرة ويعزز التواصل الصحي، مما يسهم في التغلب على التحديات اليومية وتعزيز الصمود الأسري.
2. تعزيز مهارات التفاعل الاجتماعي: تساهم خدمة الجماعة الأسرية في تعزيز مهارات التفاعل الاجتماعي لدى أفراد الأسرة. من خلال التفاعل مع أقرانهم، يتعلم الأفراد كيفية التعامل مع التنوع وفهم احتياجات الآخرين، مما يعزز فهمهم للعلاقات الاجتماعية ويُسهم في بناء مجتمع أكثر تلاحمًا.
3. مواجهة التحديات الأسرية: يقدم خبراء الخدمة الاجتماعية خدماتهم لمساعدة الأسر في مواجهة التحديات المختلفة. يتمثل دور الجماعات الأسرية في تقديم منصة للمشاركين لمناقشة وحل مشكلاتهم المشتركة، وذلك بمشاركة الخبرات والتجارب، مما يعزز التكافل وتعزيز المرونة الأسرية.
4. تعزيز التربية وتبادل الخبرات: تُعتبر جلسات الجماعة الأسرية بيئة تعلم فعّالة لتبادل الخبرات وتقديم النصائح بين أفراد الأسرة. يتيح هذا التفاعل الفرصة لتطوير مهارات التربية الأسرية وتحسين أساليب التواصل مع الأبناء، مما يعزز الترابط الأسري.
5. التوعية بقضايا الصحة النفسية: تلعب خدمة الجماعة الأسرية دورًا هامًا في نشر الوعي بقضايا الصحة النفسية وتقديم الدعم اللازم للأسر التي قد تواجه تحديات في هذا السياق. يمكن للمشاركة في جلسات الجماعة أن تكون منفذًا لفتح الحوار حول هذه القضايا الهامة.
ختامًا: تعتبر خدمة الجماعة الأسرية أداة قوية في يد خبراء الخدمة الاجتماعية لتعزيز الصحة والاستقرار الأسري. من خلال توفير بيئة داعمة وفرصة للتفاعل والتبادل، يمكن أن تكون هذه الخدمة أحد أركان بناء مجتمعات قائمة على الرعاية والتكافل.