خدمة العثمانيين للمقدسات الإسلامية

اقرأ في هذا المقال


ماهو دور العثمانيين في خدمة المقدسات الإسلامية؟

منذ دخول الشعب التركي في الدين الإسلامي،وهو يسعى لخدمة الإسلام، وتوحيد صفوف المسلمين، وتعزيز مقدساته، منذ بدء حكم السلاجقة، وبعد ذلك بالزنكيين، وانتهاء بالإمبراطورية العثمانيّة، حاول الشعب التركي من خلال دولاتهم، حماية المسلمين ورفع راية الإسلام في جميع أنحاء العالم.

كانت الدولتان الزنكيّة والسلجوقيّة، تحت راية الدولة العباسية ولم تكن مُستقلة، على العكس من الدولة العثمانيّة فكان حكمها مستقل، وكان مؤسسيه إلى تأسيس دولة إسلامية كبرى، وخلافة إسلاميّة يستظل تحت رايتها المسلمين، بعد أن كثُرت النزاعات بينهم.

عندما تأسست الدولة العثمانيّة عام (1299)على يد الغازي عثمان، كانت الدولة عبارة عن إمارة صغيرة، قدراتها محدودة، وكان العالم الإسلامي يعيش في فرقة وضعف، وخاصة عند سيطرة المغول على بغداد في عام (1258)، ويُذكر أنّ الخلافاء العباسيين هربوا إلى مصر من ظلم المغول، وطلبوا حماية المماليك.

وعندما صمّم العثمانيون، على إعادة القوة للعالم الإسلامي، قاموا بالتوسع وبسط نفوذهم على رقعة جغرافيّة واسعة، رفعوا فيها راية الإسلام، وبعدما فتح السلطان محمد الفاتحالقسطنطينيّة عام (1453)، كان في ذلك الوقت لديهم قاعدة قويّة للإنطلاق باتجاه الشرق والغرب.

بعد التقدم نحو الغرب في عهد السلطان سليم الأول (1470-1520) اتجهوا نحو الشرق، وبعد خوفهم من تحالف المماليك مع إيران الموجودة داخل الدولة الصفوية اتجهوا نحو الشام ومصر، ثم الجزيرة العربيّة، وبسطوا سيطرتهم عليها عام (1517).


عندما توسعت الإمبرطوريّة العثمانيّة نحو الغرب، وعندما حكم السلطان سليم الأول “1470 ـ 1520” بدأ يوجه أنظاره نحو الشرق، حاول فتح إيران، إذ لاحظ إمكانيّة تحالف الصفويين والمماليك بعدها توجه إلى بلاد الشام ومصر، وبعد ذلك سيطر على الجزيرة العربيّة عام (1517).
أصبحت الدولة العثمانيّة تحكم بلاد المسلمين، وترعى أمورهم وتحافظ على مقدساتهم، ولُقب السلطان “سليم الأول” بخليفة المسلمين، بعد تنازل الخليفة العباسي الأخير “المتوكل على الله الثالث” عن الخلافة.

ما قبل فتح بلاد الحرمين “1299 ـ 1517”:

قدمتها قامت الدولة العثمانيّة بتقديم خدمات للأراضي الإسلاميّة، فهي لم تسيطر على الجزيرة العربية عند بداية تأسيسها، ولكنّها حرصت على إرسال الجزء الأكبر من أموال الزكاة إلى بلاد الحرمين، والتي كانت تحت حكم المماليك، وذلك قبل أن يفتحها السلطان “سليم الأول”، كما أنّ السلاطين كانوا يرسلون الهدايا والأموال من أموالهم الخاصة عند توجه القوافل إلى الديار المُقدسة.

بعد فتح القسطنطينيّة قام السلطان “محمد الفاتح” بإرسال الكثير من الغنائم إلى الحجاز، وطلب من الدولة المملكوكيّة، بأن تستغل هذه الأموال في تحديث وتجهيز وتأمين طرق الحج، وإيجاد مصادر مياه جديدة.

ما بعد فتح بلاد الحرمين “1517 ـ 1918”:

بعدما فتح السلطان “سليم الأول” بلاد الشام وفلسطين ومصر، فتح بعدها الجزيرة العربيّة التي تضم الديار المقدسة، وأصبحت الخلافة الإسلاميّة للعثمانيين، وأصبح يُذكر الدعاء للخليفة الجديد “سليم الأول” في خطب الجمعة، وهكذا أصبحت بلاد الحرمين تحت الإدارة العثمانيّة.

عندما أصبحت الحجاز تحت إدارة الدولة العثمانيّة، قام السلاطين العثمانيون ببذل قصارى جهودهم من أجل خدمة الديار المقدسة، وكانت الدولة العثمانية تعيين “شيخ الحرم” من إسطنبول، وحسنت العلاقات مع آل هاشم الذين استعانت الدولة العثمانيّة بهم من أجل إدارة وخدمة بلاد الحرمين، وكان يُطلق على من يحكم الديار المُقدسة من بني هاشم “شريف مكة” أو “شريف المدينة”.

كانت الدولة العثمانيّة حريصةعلى تقديم كافة الخدمات والتسهيلات للحجاج، مثل خدمة النظافة والصحة والرقابة،، وأوكلت جهات معنيّة بتسيير وإدارة خدمة الحجاج، كما وتولت تنظيم قوافل الحج كل عام، فكانت تجمع الحجاج في الشام والقاهرة واليمن، وبعد ذلك تتجه بهم إلى مكة، وسط حماية مُشددة، مع توفير خدمة المياة والإقامة.

حمت الدولة العثمانيّة الحجاج وذلك بوضع جيش بالقرب من البحر الأحمر والبحر الأبيض، بالإضافة إلى إسطول بحري لحمايتهم، ووضع  قوات في اليمن وفي العراق من أجل حماية للأراضي المقدسة من أي هجوم داخلي أو خارجي، وامتدت حمايتهم ورعايتهم للديار المُقدسة لمدة 4 قرون.

وتم إنشاء العديد من القلاع مثل قلعة أجياد، وقلعة “فُلفل” وقلعة “هند” على مقربة من مكة المكرمة، من أجل توفير حماية لمكة المكرمة، وتمّ إعادة إعمار بئر “السلطانة زبيدة” زوجة الخليفة العباسي “هارون الرشيد” كما وأُنشئت العديد من القنوات مثل “عين الحنين” و”عين جبل الرحمة (عرفة)”، وكان يتمّ صيانتها قبل بدء موسم الحج في كل عام، وأُصلح حائط الكعبة الشريفة عام 1612 من قبل السلطان “أحمد الأول”.

ويُذكر أنّ السلطان العثماني الأخير “وحد الدين” طلب من قائد الجيش في مكة “فخر الدين باشا” بجلب كافة مقتنيات النبي “صلى الله عليه وسلم” من مكة إلى إسطنبول عام (1917)، وذلك من أجل حمايتها من النهب، بعد ضعف الدولة العثمانيّة.


شارك المقالة: