في الأغلب يحتفظ الناس بموروثات ومعتقدات جمعوها من محيطهم أو من أهلهم وأقاربهم، ويصدقونها على أنها حقائق علمية، وعلى الرغم من أن واقعنا والعلم بعيدان كل البعد عن تلك المعتقدات.
أشهر الخرافات التي تتعلق بجسم الإنسان:
إن البعض من تلك الخرافات تشيع بشكل كبير للدرجة التي تصبح معها أشبه بـالعرف الطبي، غير أن هذا لا يجعل من تلك المعتقدات بالتأكيد حقيقة علمية مثبتة بالدراسات والأبحاث، وفيما يلي بعض الأمثلة على أبرز وأشهرتلك الخرافات:
شعر الجسم ينمو أكثر عند حلقه:
الكثير من الناس يصدق هذه الخرافة، لا بل أن الكثير من الأمهات يقمن بقص شعر أطفالهن، وذلك لاقتناعهنّ أن هذا الأمر صحيح، غير أن إحدى طبيبات الأطفال والباحثة وبمساعدة أحد زملائها من أطباء الأطفال، أكدات بحسب ما أورداه في موقع ” IBELIEVEINSCIENCE” أن هذا ما هو إلا مجرد إشاعة، حيث أثبتت دراسات حديثة أن الحلاقة لا تؤثر على كثافة أو نسبة نمو الشعر، إضافة إلى أنها تنزع الجزء الميت الخارجي من الشعر وليس الجزء الداخلي الحي المتواجد تحت الجلد، لذلك فهي لا تؤثر أبدًا على نسبة ونوع النمو.
نحتاج ثماني ساعات من النوم يوميًا:
هذا الكلام خرافة، إذ أن الحاجة إلى النوم تختلف باختلاف الأجسام والأفراد، وعلى الرغم من أن النوم لثماني ساعات بشكل يومي ليس مطلبًا سيئًا، إلا أن هذه المعلومة من الممكن أن تكون صالحة عند البعض، غير أنها ليست قاعدة مطلوبة عند جميع البشر، وقد أشارت دراسات أوروبية إلى أن الأشخاص الذين يمتلكون الجين المعروف بإسم ABCC9 من الممكن أن يناموا لساعات أقل بكثير من الأشخاص العاديين، إذ تم العثور على نفس الجين عند ذباب الفاكهة، وقد استطاع العلماء التحكم في مقدار وقت النوم لدى هذا الذباب بالتلاعب في هذا الجين.
القراءة في ضوء خافت تدمر العينين:
يعتقد الكثير من الناس أن القراءة في ضوء خافت يدمر العينين، إلا أن الباحثين “رايتشل فريمن وهارون كارول” أكدا أن القراءة في ضوء خافت لا تسبب أضرارًا كبيرة للعين، على الرغم من أنها قد تكون سببًا في مضاعفات سلبية إلا أنه من غير المحتمل أن تسبب تغيرًا دائمًا في عمل وبنية العينين.
عملية الأيض البطيئة تسبب السمنة:
هذه الخرافة دحضها الدكتور جيم ليفين، وهو باحث تغذويّ في زيادة الوزن قام بدراسة عملية الأيض عند مجموعة من الأشخاص الهزيلين وكذلك أولئك الذين يعانون زيادة في الوزن، فكانت النتيجة مخالفة تماما لهذه الخرافة.
المناخ البارد يسبب الزكام:
خرافة أن المناخ البارد يسبب الزكام على الأغلب تشعر الأمهات بالقلق، إذ يقمن بملاحقة أولادهن وكلهن إصرار على أن يلبسهن المعاطف والكنزات خلال الأيام الباردة، إلا أن الدكتور “مارك لينر” والدكتور “بيلي غولدبرغ” أكدا في دراسة طبية أجرياها أن الإصابة بالزكام ليست متعلقة بالشعور بالبرد، إنما المتسبب بذلك هو فيروس الزكام “rhinovirus”.
الرأس يمرر أكبر كمية حرارة في جسم الإنسان:
يعتقد عدد كبير من الناس أن الرأس يمرّر أكبر كمية من الحرارة في جسم الإنسان، وقلة منهم لا يؤمنون بذلك، غير أن العلم له رأي آخر، فارتفاع درجة الحرارة لا تتركز حول الرأس فقط، ولإمكانية استنتاج ذلك فإن الجري في الخارج ليس بالفكرة الجيدة، هذا إن كان الشخص يريد البقاء دافئًا، وقد أكدت طبيبة الأطفال والباحثة “رايتشل فريمان” والبروفيسور “هارون كارول” أن فكرة ارتداء القبعة تُبقي الرأس دافئًا مجرد خرافة فقط، قد يكون أصلها دراسات عسكرية قديمة، وقد أثبتت دراسات حديثة كذلك عدم وجود أية علاقة بين الرأس وانخفاض درجة الحرارة.
للتخلص من لدغة الأفعى يجب مص السم:
خرافة عاشت طويلًا في أذهاننا، إذ كثيرًا ما سمعنا عن أن أول رد فعل يجب القيام به حين يتعرض الإنسان للدغة أفعى أن يُمص السم خارجًا، ولعل أفلامًا كثيرة قد ساهمت في ترسيخ تلك “الخرافة”، غير أنه وفق دراسات طبية، فإنه من الغباء فعل ذلك، فقد أكد الدكتور “بيلي غولدبرغ ومارك لينر” أن الإقدام على هذا الفعل قد يؤدي إلى تفاقم الأوضاع بإحداث عدوى في منطقة الجرح وعوضًا عن ذلك، يُفضل غسل اللدغة بالماء والصابون، وعدم تحريك منطقة اللدغة ومحاولة إبقاء السم بعيدًا عن القلب، ومن ثم الحصول على المساعدة الطبية بأسرع وقت ممكن، كما يمكن ربط العضو الملدوغ للتقليل من سرعة مرور الدم ووصوله إلى القلب.
إيقاظ شخص يسير أثناء النوم خطر داهم:
خرافة أن إيقاظ شخص يسير أثناء النوم يشكل خطرًا داهمًا، أمر عار من الصحة، إذ أظهرت الدراسات أن العكس تمامًا هو الصحيح، إذ يجب إيقاظ أي شخص يسير أثناء نومه، فقد أكدت الدكتورة آنا كريغ، مديرة مركز اضطرابات النوم في جامعة نيويورك، في حوار أجرته مع إحدى الصحف، أن أفضل مساعدة يمكننا أن نقدمها لشخص يمشي أثناء نومه في إرجاعه إلى سريره.