خرافات علمية يؤمن بها البشر

اقرأ في هذا المقال


العديد من القصص والحكايات التي يرويها كبار السن لبعضهم عن المبادئ العلميّة الأساسية، فعلى الرغم أن بعضها تم دحضه منذ سنين عديدة، إلا أن هذه المعتقدات لا ترحل بسهولة، إليكم بعض تلك الخرافات الموجودة هنا وهناك:

الخرافات العلمية التي يؤمن بها البشر:

الخرافة الأولى: نستخدم 10% من أدمغتنا فقط:

هناك الكثير من الأشياء التي لا نعرفها عن أدمغتنا حتى الآن، إلا أننا نعلم على وجه الدقة أننا نستخدم دماغنا كاملاً، حتى وإن لم يكن لدينا الأدلة من تصوير الدماغ لإظهار أن نسبة “10%”هي نسبة خاطئة كليًّا، غير أنه لدينا ما يثبت العكس؛ إذ لا يمكن أن يصح استخدام هذه النسبة الضئيلة من الدماغ باستخدام أساسيات المنطق، على الرغم من أن الدماغ يزن بضع باوندات غير أنه يحتاج طاقة كبيرة، ما يقارب حوالي 20% من الأوكسجين والكلوكوز الداخل للجسم؛ إذن من غير المحتمل أن يتطور دماغنا إن لم نستخدم معظمه.
على الرغم أننا قد لا نستخدم كل جزء من دماغنا في كل الأوقات، إلا أننا نستخدم دماغنا كله على مدار اليوم، الشعور أننا لا نحقق قدراتنا كلها أمر مختلف تمامًا، غير أن ذلك لا يعني أننا لا نستخدم دماغنا كاملًا كل يوم.

الخرافة الثانية: الجزء المظلم من القمر:

من الأرض باستطاعتنا رؤية ما نسبته 59% من سطح القمر، وهذه النسبة المشاهدة، ليست كلها فالنسبة المتبقية “41% ” لاتظهر البتة أثناءهذه الفترة، وهي في منظور الخرافات ومعتقدات العامة لابد أن تكون مظلمة ومتجمدة، لا تصلها أبداً حرارة الشمس، وهذا بالتأكيد غير صحيح، ذلك الخلط قد نتج عن “التقييد المدّي” والذي يجعل القمر يبدو ثابتًا لايدور، غير أن القمر يدور بحركة بطيئة بالفعل، وهو يدور حول نفسه بنفس الوقت الذي يحتاجه ليكمل دورته حول الأرض.
على الرغم أن جزءًا من القمر يُحجب عن الأرض، غير أن ذلك لا تربطه علاقة بكمية الضوء التي يتلقّاها من الشمس، فيما عدا الخسوف، فأشعة الشمس تسقط على نصف القمر، تماماً كاستقبال نصف الأرض أشعة النهار، وتضيء الشمس الوجه الذي نراه من القمر بشكل كامل، وعندها نراه بشكل بدر كامل، وحين تختفي أجزاء من القمر فإن أشعة الشمس الساقطة عليه لايمكننا رؤيتها، فعلى الرغم من وجود منطقة من القمر تُسمى “الوجه البعيد للقمر” فهو ليس أقل ظلمة من الوجه الذي نستطيع رؤيته.

الخرافة الثالثة: يؤثر البدر الكامل على السلوك:

هذه الخرافة ذات تاريخ موغل في القدم، بشكل خاص بين أولئك الذين يتعاملون مع كبار السن أو مع أصحاب الإعاقات الذهنية، إذ لاحظوا أن البدر يُحدث سلوكات غريبة عند هؤلاء الأشخاص، وهذه الخرافة واسعة الشيوع لأسباب عديدة، أحدها أن الماء في الدماغ يتأثر بقوى المد والجزر الصادرة عن القمر، كما يزعم الكثير من الأشخاص أن الجرائم العنيفة تكثر خلال هذه الأوقات، حتى أن مراكز الشرطة في المملكة المتحدة زادت عدد الشرطة عند اكتمال البدر تحسبًا لتدفق الجرائم والحوادث.
تناول الباحثون هذه الخرافة بالدراسة والبحث، وقد وجدوا أن هناك توافقًا ضئيلًا بين البدر كاملًا وازدياد التصرفات والسلوكات الغريبة، وبشكل مؤكد لا يوجد أسباب مباشرة لهذا التغير في السلوك، على الرغم أن بعض الدراسات أظهرت زيادة الجرائم خلال البدر، فإنه لا يمكن تفسيرها وإن حدثت خلال العطل الأسبوعية أو الاستراحات، وليس علينا أن نخاف من البدر الكامل والسلوك الغريب بسببه.

الخرافة الرابعة: يصيب السكر الأطفال بفرط النشاط:

في حفلات أعياد ميلاد الأطفال، فإن كعكة العيد والأيس كريم والمشروبات السكرية والغازية وغيرها من الحلويات، ستجعل أي أحد يصدق أن السكر يحرض فرط النشاط ويزيد الحركة، غير أنه لا يوجد دليل يؤكد ذلك، بصرف النظر عن عدد قليل مصابون باضطراب في الأنسولين مصاحب لاضطرابات نفسية معينة، كما أن النشاط والطاقة الزائدة الملاحظة أثناء حفلات عيد الميلاد يمكن أن نعزوها إلى وجود الطفل مع الأطفال الآخرين أو الحصول على الهدايا.
من الممكن أن تكون هناك مكونات أخرى هي التي تسبب فرط النشاط، مثل الكافيين إلا أن هذا لايعني أنه لا يجب التحفيف مما يدخل على الجسم من السكر، في أمريكا يستهلك الشخص العادي ما يقارب المئة وستة وخمسين باونداً من السكر كل عام، بالمقارنة مع أشخاص عاشوا على تلك الأرض منذ حوالي مئتي عام؛ إذ كان استهلاك الشخص العادي للسكر لا يتجاوز الخمسة باوندات في السنة، يرتبط معدل السكر مع زيادة الوزن ومقاومة الأنسولين وارتفاع الضغط وكلها تزيد نسبة الإصابة بسرطانات معينة.

الخرافة الخامسة: لا تضرب الصواعق المكان نفسه مرتين:

الخرافة تقول: “لا تصيب الصاعقة المكان نفسه مرتين” وهذه العبارة تستعمل حين يحدث أمر سيء مرة واحدة ويستحيل أن يحدث مرة أخرى، إنما للأسف لا علاقة تربط المعنى المُراد من العبارة بالصواعق الحقيقية، فالصواعق ما هي إلا تفريغ إستاتيكي عظيم يبحث عن مكان ليفرّغ فيه، ولا يثير اهتمامها تعرض المكان نفسه لصاعقة من قبل أم لا، وتُعدً الأشياء الأطول، كالأشجار وناطحات السحاب أهدافاً أفضل بسبب قصر المسافة بينها وبين أصل الصاعقة.
أطول ناطحة سحاب في مدينة ما قد تُصاب بواسطة صاعقة أكثر من مر، وقد تضرب الصواعق أطول شجرة في غابة ما أكثرمن 100 مرة في العام، وقد أصدرت ناسا دراسة في 2003 تتضمن 386 صاعقة من الغيوم للأرض، حوالي ثلث هذه الضربات أصابت عدة أماكن في ذات الوقت، إذن فالصاعقة لاتضرب مرتين فحسب، بل قد تضرب مكانين في آن واحد.

الخرافة السادسة: إسقاط عملة معدنية من مبنى مرتفع قد يقتل أحدهم:

إذا صعد المرء لأعلى قمّة مبنى معين، ثم قام برمي عملة معدنية باتجاه الرصيف، فحتمًا لن تقتل أحدًا، والسبب؟ إن العملات المعدنية خفيفة الوزن لا تتجاوز غرامًا واحدًا، وهي تشكل دائرة مسطحة، فحين تصل للسرعة القصوى (1055 كم\س) فالأكيد أنها لن تؤذي الشخص الواقف على الرصيف، ستكون إصابتها شبيهة بعلامة نقر أصبع على الرأس، فالضربة قد تكون مزعجة بالفعل، إلا أنها ليست قاتلة، ولعل ارتداء قبعات قاسية في مناطق البناء هي حاجة ضرورية للعمال؛ لتحمي رؤوسهم من الصخور والحجارة التي قد تنزل من ارتفاعات كبيرة عن طريق الخطأ، وليس من سقوط العملات المعدنية عليها.

الخرافة السابعة: فرقعة أصابعك يصيبك بالتهاب المفاصل:

على الرغم من أن هذه الخرافة قد تبدو منطقية وحقيقية، إذ أن دفع ومباعدة المفاصل لتصدر الفرقعة الأصابع قد يؤدي بشكل ما إلى التهاب المفاصل، وهو تراجع مؤلم في آلية المفصل، فإن الدراسات لم تظهر أي صلة، نشر أحد الباحثين: دونالد اونغر” ورقة بحثية بيّن في مقارنة فيها، كما أن فرقعة مفاصل يده اليسرى كل يوم لستين عام، ولم يؤثر هذا الفعل على يده اليسرى ولا مفاصلها صحيًّا”، كما لم يؤثر فعله على السائل الزلالي، وهو السائل الموجود في المفصل ويلعب دور وسادة لتخفيف الاحتكاك في المفاصل الزلالية كمفاصل الأصابع والركب والورك.
تتباعد المحافظ المفصلية في حال تمطيط المفاصل، وبالتالي فهي تخفض الضغط داخل المحفظة وتقلله، الأمر الذي يؤدي لأن تصدر فقاعات غازية، يؤدي الضغط على المفاصل لإصدار ذلك الصوت، وهو صوت انفجار الفقاعة ثم رجوع المحفظة المفصلية إلى الحجم الطبيعي، من الممكن أن يكون مصدر صوت الفرقعة كذلك الأوتار العضلية، الأمر الذي قد يقلل من قدرتها العضلية على مدى الزمن، كما وُجد هناك ألم مرافق لفرقعة مفاصل الأصابع، فقد يكون السبب مفاصل متضررة وتحتاج العلاج على كل حال.

الخرافة الثامنة: تحتاج سبع سنوات لهضم قطعة لبان بعد بلعها:

تحتوي العلكة” اللبان” على كمية قليلة من المحليات والمنكهات، وفي الواقع لا يوجد مكوّن في العلكة لا يمكن للجسم البشري أن يهضمه ويستخدمه بالفعل، مادة العلكة مصنوعة من جزيئات مطاطية تسمى الايلاستومير، أضف إلى ذلك للغليسرين، ومواد زيتية نباتية لكي تبقى العلكة طرية ورطبة، وعند ابتلاع العلكة فما يتبقى منها يُطرح مع الفضلات مثل أي شيء آخر.
هذا الأمر لايعني أن ابتلاع العلكة هو فكرة جيدة، فهي قد تسبب إمساكًا وانسدادًا في الطريق المعدي المعوي إذا أُبتلعت كمية كبيرة منها، وقد يحتاج لتدخل طبي، إذ قد تلتصق العلكة مع مواد غير قابلة للهضم كالعملات والألعاب الصغيرة، الأمر الذي يزيد فرصة انسداد الطريق المعوي وبالتالي الضرر للأمعاء، وعلى الرغم من أن اللبان لن يبقى لمدة سبعة أعوام في جسم الإنسان، إلا أنه من الأفضل أن نتخلص منها في سلة القمامة.

الخرافة التاسعة: المضادات الحيوية تقتل الفيروسات:

في كل موسم تبدأ فيه الإنفلونزا بالظهور فإن هذه الخرافة تشيع وتنتشر، طبيًّا فإن المضادات الحيوية تقتل البكتيريا، أما البرد الموسمي والإنفلونزا فالمسببة لها هي فيروسات والتي لاتتأثر بتلك المضادات الحيوية، أن تُستخدم المضادات في علاج الأمراض غير الجرثومية قد يكون أمرًا غير صائب، بل وقد يسبب مزيدًا من المشاكل الصحية، فقد يخلق الاستخدام الخاطئ للمضادات جراثيم مقاومة لتلك المضادات، والتي زادت أهميتها في الفترة الأخيرة، حيث قد تؤدي في النهاية إلى تشكيل الجراثيم الخارقة التي تصيبنا بأمراض أسوأ بكثير من الجرثومة الأساسية.

المصدر: سيكولوچية الخرافة والتفكير العلمي، عبدالرحمن الصاوي، 1982معجم اعلام الاساطير و الخرافات في المعتقدات القديمة، جورج اليسون، 1999الإنسان والخرافة،أحمد علي موسى،2003الخرافات هل تؤمن بها؟ سمير شيخانى، 2011


شارك المقالة: