اقرأ في هذا المقال
- الحاسة السادسة من وجهة نظر المجتمع
- الحاسة السادسة في العلم
- الحاسة السادسة حقيقة أم خرافة؟
- هل يمكن اكتساب الحاسة السادسة؟
في الحياة نصادف الكثير من الأفراد ممن يؤكّدون أنّهم من أولئك الذين يشعرون بحدوث الأمور قبل حدوثها الفعلي، وكأنما عندهم القدرة على تنبؤ الأشياء ومعرفتها وتوقعها قبل حدوثها.
الحاسة السادسة من وجهة نظر المجتمع:
يقول أحد ممارسي التأّمل: “إنّ تشبيه البعض للحاسة السادسة بجهاز إرسال واستقبال تشبيه غير دقيق، فالحاسة السّادسة لا تقتصر لا على جنس ولا على دين ولا على وضع اجتماعي، وتفسيرها غامض جدًّا، حيث أن ممارسو اليوغا منقطعون لممارسة هذا الرياضة، فكل واحد منهم يمتلك موهبة من نوع ما، منهم من يستطيع قراءة ماذا سيحدث معك في المستقبل ومنهم يروي لك ما حدث لك في السابق، مشيراً إلى أنّ الإرادة لا تدخل في نطاق الحاسة السادسة فالمنام الصادق أكبر دليل على ذلك”.
بينما تصف إحدى النساء حاستها السّادسة بأنها صادقة تمامًا، ولكن عبر الأحلام التي تراها في المنام، فبحسب ما تصف أنه من المستحيل أن ترى حلمًا ولا يحصل في اليوم التالي، وتردد قائلة أنه عندما يخطر على بالها أي شخص أو تفكر فيه، وتكون لم تره منذ زمن، فإنها لابد وأن تسمع عنه شيء أو تراه في اليوم التالي، من طرف آخر فسّرَ البعض الحاسة السادسة بقانون الجذب، فتفسيرها أنه عندما نتوقع شيء فلابد أن يحدث لأننا نقوم بجذبه.
الحاسة السادسة في العلم:
تُعرف الحاسة السادسة بأنها ذلك الإحساس والشعور الفطري اللا إرادي والبعيد عن المنطق، ومن الممكن لصاحبه الاطلاع على المجهول وتنبؤ المستقبل، وكثير من الناس لديهم هذه الحاسة إنما بدرجات تتفاوت من شخص لآخر، وبما أن الإنسان العادي ليس لديه وسيلة اتصال بالمستقبل فإنه من المرجح اعتماده على الروح ليكتشف المجهول.
في القديم كان يُعتقد بأن تلك الحاسة من الخرافات ليس لها أي تفسير علمي، غير أن الدراسات العلمية الحديثة أثبت أن الحاسة السادسة موجودة لدى كل إنسان وتظهر بصورة واضحة عند الشعور بالخطر، وتوجد فعليًّا في جزء من المخ وهو الذي يتعامل مع حل الصراعات والأزمات.
يُصنف هذا الموضوع في علم النفس الحديث في مجال الباراسيكلوجيا أو علم نفس الخوارق، ويتم تدريسها في بعض الأحيان تحت مسمى “علم نفس ما عبر الشخصية”، حيث يتكون مصطلح الباراسيكولوجي “ما وراء علم النفس” من قسمين أحدهما البارا “Para”، ويعني قرب أو جانب أو ما وراء، وأما الشق الثاني فهو سيكولوجي” Psychology” ويعني علم النفس.
وقد قسم علماء النفس الحاسة السادسة إلى أنواع عدة، فهذه الحاسة من الممكن أن تكون هي قدرة المرء على أن يقرأ أفكار شخص آخر، أو توقع ما قد يحصل في المستقبل، والحاسة السادسة هي الأكثر شيوعاً بين الناس، وقد وردت هذه الحاسة تحت مسمى الفراسة كذلك، وأتى على ذكرها الرسول الكريم: “واتقوا فراسة المؤمن، فإن أصابت، فإنها لاتخطىء”.
الحاسة السادسة حقيقة أم خرافة؟
لقد اختلف العلماء والدارسون في حقيقة وواقعية وجود الحاسة السادسة، فبعض الناس أكد على وجودها، حيث أنها مصطلح شامل لتلك الظواهر النفسية غير المعتادة والخارقة، كالإلهام والاستبصار والرؤية عن بعد والتخاطر، غير أن باحثين وعلماء أُخر اعتبروا هذه الحاسة ضربًا من الخيال والوهم والخرافات التي لا أساس لها، وقد عمدوا إلى تسميتها بالأحاسيس الوهمية التي لا أساس لها.
كما أنهم نوهوا إلى أن إدعاء البعض شعورهم بما سيحدث، أو توقعهم أمرًا خارج إطار الحواس الطبيعية لا يُعتبر أمرًا خارقاً للعادة، إلا أنه من الممكن أن يحدث نتيجة تخزين الدماغ لشتى المعلومات في ما يتعلق بموضوعٍ ما، بينما البعض الآخر يرى أنّه من الممكن أن يُستعاض عن مفهوم الحاسة السادسة بمفهوم الفراسة.
لعل العالم الألماني “رودلف تستشنر” هو أول عالم تناول ظاهرة الإدراك الحسي الخارق بدراسات وبحوث جادة، وذلك في أوائل العشرينات من القرن المنصرم، وأطلق على هذه الظاهرة مصطلح E.S.P المنسوب بشكل مجازيّ إلى الحاسة السادسة، وقد قام بتصنيفها إلى فروع: الاستبصار والتنبؤ ونفاذ البصيرة إلى الأشياء والأشخاص والأحداث وقراءة الأفكار والمشاعر وإدراك لمحات من الماضي والمستقبل والمعلومات التي تلتقطها المدارك الخارقة التي لا تصدر بالضرورة عن نفاذ البصيرة، وإنما تتولد في العقل الباطن كالذكريات.
حيث أنها في نفس الوقت حاسة، ولتكن هذه الحاسة هي السادسة طالما أنها لم تستخدم إحدى قنوات الحواس الخمس للتوصل إلى المعلومات، حيث أنه ومن المؤكد أن المعلومات ستنتقل من اللاوعي إلى العقل الواعي، وأشار العالم “آرثر كوستلار” إلى أن الحاسة السادسة قد تكون نابعة من قوى وقدرات ووظائف روح الإنسان، وهي بذلك قدرة تتجلى وتتفتح تدريجيًا كما ينمو الحس والضمير والوعي، بشكل تدريجي وتصاعدي على سلم النمو والارتقاء والتطور.
أكدّت إحدى أخصائيات علم النفس لموقع إعلامي بأن العلماء والدارسين ومنذ مدة طويلة، قد حاولوا أن يحددوا العضو المسؤول عن الأحاسيس الخارقة، ويعود هذا الأمر إلى أيام أرسطو وأفلاطون، مروراً بابن سينا وابن رشد، وقبل زمن طويل من أن يخترع الإنسان أجهزة المسح المغناطيسي.
كما رجح العلماء والباحثون وجود الحاسة السادسة فيما يطلق عليه الجسم الصنوبري في دماغ الإنسان، و”الجسم الصنوبري” هو غدة تتسم بالغموض، وقد اختلف العلماء في تحديد وظيفتها ومهامها رغم أنها مسؤولة عن إفراز هرمون الميلاتونين.
يعتقد العلماء أن هذه الغدة العريقة “ذات الشكل الصنوبري” هي في الأصل تتحمل المسؤولية عن الظواهر السيكولوجية الخارقة، وكما أنها تلعب دورًا مهمًا ومؤثرًا في توارد الخواطر واستشراف بالمستقبل والشعور عن بعد والإحساس المسبق بالكوارث، وقد وصف فلاسفة الهنود هذه الحاسة بـ “العين الثالثة”.
وأما الفيلسوف الفرنسي ديكارت فقد قال عنها: “إنها الجهاز المنسّق بين الروح والجسد”، وسواء كان لدى الإنسان القدرة على قراءة أفكار شخص ما، أو الإحساس بشيء قبل حدوثه، أو رؤية منام وحصوله في اليوم الآخر يندرج تحت مسمّى “الحاسة السّادسة”، فهي شيء جميل ونعمة منّ بها الله على هؤلاء الأشخاص، فهنيئًا لهم.
هل يمكن اكتساب الحاسة السادسة؟
يعتقد بعض الباحثين أن هذه القدرة الروحانية ليست هبة وفطرة فقط، على العكس إذ إنه من الممكن أن يكتسبها الإنسان، فلربما يستخدم المرء مهاراته الطبيعية بالفعل، ليتنبأ بنتائج محددة في حياته، ولعل أقرب مثال على ما سبق، ذلك الشخص الذي قام بإلغاء رحلته الجوية التي كان يخطط لها، بعد أن أصابه “شعور سيء” حيال الرحلة، وفي وقت لاحق، علم أن الطائرة التي كان سيستقلها تحطمت.
يرى البعض أنه كلما أدرك الإنسان قدرة هذه “القوة” وسعى لاكتسابها، أرشدته تلك القوة أكثر في مثل تلك المواقف التي من شأنها أن تعزز إيمانه بقدراته، كما أن اتخاذه بعض الخطوات “الطبيعية” ليمارس سلطاته “الخارقة للعادة” من شأنه أن يقوده إلى أشياء رائعة في حياته؛ لذلك يرى معتنقو هذه الفكرة، أنه بإمكان المرء اتباع بضع الخطوات للتعامل مع حاسته السادسة وتعزيزها.