خصائص التغير الاجتماعي والقيمي:
آليات التغير الاجتماعي دائمًا حساسة والقدرة على الحركة والتصرف ولكن في بعض الحالات تكون متحمسة وبطيئة الاستجابة، وحالات الملل يصعب التنبؤ بها حقًا ولكن من المرجح أن يكون الهدوء هو الحال عند المجتمع هي في حالة استقرار ولا سيما الاستقرار الذي يحدث نتيجة في زمن التغير الثوري العظيم.
اقتران التغير بما هو جديد:
اقتران التغير بحدوث شيء جديد: السمة الأولى للتغير الاجتماعي هي أنه لا يحدث كثيرًا إلا مع حدوث شيء جديد في المجتمع، ولا يوجد شيء في هذا الشيء الجديد إلا أنه سيكون جديدًا بغض النظر عن نوعه وميدانه وتوقيته يمكن أن يكون تهديد ويمكن أن يكون تجديد وهو جيد، ويمكن أن تكون معرفية أو أخلاقية أو سياسية أو اقتصادية أو جمالية أو بيئية أو غير ذلك. إن مظهرالتجديد يشبه إلقاء حجر في بركة من المياه الراكدة.
وهذا يعني كما قرر علماء الاجتماع أن المجتمعات المنغلقة والمعزولة بعيدة عن كل رياح التغير وهذا يفسر سبب بقاء العديد من المجتمعات المعروفة بالمجتمعات البدائية على حالها لعدة قرون في غضون آلاف السنين حتى تم اكتشافه، وهذا يفسر لنا أيضًا استمرار الأقليات العرقية والدينية في ترابطهم وعاداتهم وتقاليدهم ونفس العلاقة الاجتماعية والدينية والاختلاف بينهم وبين المجتمعات البدائية، مدركين لانفتاحهم وفي الآخرين سيأكل سماتهم والهوية الشخصية وبالتالي ستبقى مغلقة لتحمي نفسها من رياح التغير.
التغير الاجتماعي الوصفي:
التغير الاجتماعي وصفي: أي أنه يقوم بوصف الواقع والتغير الاجتماعي والتغير الذي ينجم عنه عوامل معينة وإذا كان يعالج الأسباب، فإنه أيضًا لا يتجاوز وصف هذه العوامل لذلك استخدم علماء الاجتماع مصطلح التغير الاجتماعي للتعبير عن التحول والنمو والتكامل والتكيف والأهمية.
ولأن هؤلاء العلماء قد لجأوا إلى التغير الاجتماعي فهو لا يحتوي على أحكام قضائية حول ما هو جيد وما هو أسوأ أو ما هو جيد وما هو سيئ ولكنه يحدد الواقع في ما هو حقًا في داخل المجتمع، كما أن يتضمن الوصف نفسه تصحيحًا ثم موضوعات مثل: بناء المجتمع والبنية الاجتماعية ومجالات علم الاجتماع والصناعة ويمكن في قسمها الواسع أن تندرج في إطار دراسة التغير الاجتماعي.
التغير غير محدد الهدف والغاية:
مثلما لا يخطط المجتمع لعملية التغير بشكل مسبق ولا أثناء الترويج لآلياتها للتغير المناسبة للظروف والبيانات الجديدة كذلك التغير أثناء حدوثها كما أن المجتمع في مواجهة بيانات الطوارئ لا تعلن أهدافًا أو أهدافًا محددة لعملية التغير، بمعنى آخر لا يتم تعريف التغير كهدف وغرض بطريقة سابقة حتى أثناء عملية التغير الهدف الوحيد المحدد هو إصلاح البنية الاجتماعية والوعي ومكوناته.
وفقًا للبيانات الجديدة سواء كانت سلبية أو إيجابية فإن الأهداف والغايات المشخصة ليست محددة وليست مطروحة على طاولة التغير، من أجل أن تصبح هذه الأهداف حقيقة مجسدة يعيش فيها المجتمع دون معرفة ما حدث كل ما يدركه هو الممارسة الاجتماعية التي يتم تكييفها تدريجيًا بها كما لو كانت مأخوذة من الجوهر الاجتماعي لقد نشأ واقع تعيش فيه حتى لا يبدو غريبًا عليها لدرجة أنه في بعض الأحيان يبدو مستحيلاً.
التغير غير مسبق التخطيط:
التغير الاجتماعي في آلياته هو اللاوعي ولا شعوري والتلقائي التي تعمل على حماية المجتمع والحفاظ عليه من خلال تغيير آلياته وهيكله للتكيف مع البيانات والظروف الجديدة، ليس مخططًا مسبقًا لكن آلياته تتحرك وفقًا للظروف والبيانات والشروط الجديدة التي تطرأ عليه أو لأحد جوانبها أو عناصرها.
لم تكن العادات الأصلية وهياكل التفكير الجديدة موجودة كما أن موقع الهاتف المحمول في المجتمع قد غير هيكل وعادات المجتمع بشكل كبير وسيتم تغيره بشكل كبير على المدى القصير، كل هذا دون أن يلاحظ المجتمع ما حدث ويخطط في الماضي لمواجهة أو مواجهة هذه البطولة الجديدة لقد أحدث دخولهم آليات التغير المناسبة والمطلوبة ووجههم بما يتناسب مع وجودهم والظروف والبيانات المحيطة بالمجتمع.
التغير غير معروف النتائج:
من بين خصائص التغير الاجتماعي وحتى القيم أن العواقب والنتائج غير معروفة مسبقًا لذا فإن وقوع حادث جديد أو طارئ عند مدخل المجتمع لا يكفي لمعرفة ما قد يصل إليه التغير الاجتماعي أو القيم على المدى القصير أو الطويل، على سبيل المثال نعلم أن المجتمع الغربي الأوروبيون والأمريكيون يتعاطفون مع الكيان الصهيوني ويدعمونه لأن المعرفة المتوفرة تصور هذا الكيان على أنه مجتمع هادئ وإنساني وديمقراطي.
إن عدم معرفة النتائج مقدمًا قد لا يتخلى عن إمكانية التنبؤ بها لكنه يظل فيإطار التنبؤ وليس في إطار الحتمية أو القهرية أو القانونية، إن صحة التنبؤ في حقيقة أو مجتمع ما استنادًا إلى آلية قانونية أو معيارية محددة لا تعني أنه ضروري أو حتى ممكن أن يحدث نفسه في حقيقة أو مجتمع آخر وهذا في الواقع ما يجعل التعامل مع العالم البشري أكثر تعقيدًا.