خصائص المنهج الإسلامي في حل المشكلات الاجتماعية

اقرأ في هذا المقال


يتَميـّـز المـَـنهج الإســلامي بخصــائص مُعينــة وشاملة لا تَتميـّـز بهــا المنــاهج الأخــرى، مِمّــا جعلــه أفضَــل المناهج في علاجِ المشكلات الاجتماعية والاقتصادية والنفسية وغيرها.

خصائص المنهج الإسلامي في حل المشكلات الاجتماعية

1- الشمول والتكامل : فالمنهج الإسلامي منهج ربَّاني يسعى إلى تكوين الإنسـان الصـالح. والإسـلام هـو ديـن الفِطـرة، فـــالمنهج الإســـلامي يهـــتم بجميـــع جوانـــب الإنســـان الجســـمية والروحيـــة و العقليـــة ونشـــاطه الاجتماعي والاقتصادي والسياسي وغير ذلك من الأنشطة، ويشتمل على دنيا الإنسان وآخرتـه، وعمله الظاهر و خواطره التي يُكنّها في نفسه، بل ويشتمل على النيـَّة بهـا ولـو لـمْ يفعـلها، ومـن هنـا فهو أشمل منهج عَرَفته البشرية.

2- التوازن: تـوازن المـنهج الإسـلامي هو تـوازن بـين طاقـة الجسـم و طاقـة العقـل وطاقـة الـروح. وتـوازن بـين ماديات الإنسان ومعنوياته. وبين ضـروراته وحاجاته، بـين الحيـاة فـي الواقـع والحيـاة فـي الخيـال، بـينَ الإيمـان بـالواقع المَحسـوس والإيمـان بالغيـب الـذي لا تدركـه الحـواس. تـوازن بـين النزعـة الفرديـة والنزعـة الجَماعيـة. تـوازن فـي الـنظم الاقتصـادية والاجتماعيـة والسياسـية. تـوازن فـي كـل ً شـيء في الحياة.

3- الإيجابية السويّة: من نتائج الدمج بين طاقات الإنسان كلّها ورَبطِها بعضها ببعض، أنْ يتحوّل الإنسان إلـى طاقة إيجابية عامِلة في الحياة. والإنسان كما يريده االله قوة فاعلة موجَهَة، ومن ثمَّ فهو قوَّة موجبة في واقع الحياة، قوَّة تسيطر على القـوى الماديـة و تسـتغلها فـي عمـارة الأرض، قـوَّة يتغيـر واقـع البشـر عـن طريقهـا قـوة تبني واقعهـا حسب المنهج الـذي تـؤمن بـه، فتـأمر بـالمعروف و تنهـى عـن المنكـر وتُقَـيّم بنفسـها نظامَهـا.

4- الواقعية المثالية: الإسلام يأخذ الكائن البشري بواقِعه الذي هو عليه، يَعرِف حدود طاقاته ويَعرِف مطالبه و ضروراته، ويُقَدّر هذه وتلك ويَعـرِف ضَـعفَه تِجاه المُغريـات، وضَعفَه تِجاه التكـاليف، يَعـرِف كـلَّ ذلـك فيُسـاير فطرتـه فـي واقعهـا ولا يَفـرِض عليـه مـن التكـاليف مـا يُثقِل بـه كاهلـه ويَعجَـز عـن أدائـه. و يجعـل التكليـف المُلـزِم فـي حـدود الطاقة المُمكِنة، ولكنَّه مع ذلك لا يتركه لفطرتـه الضـعيفة دون تقـويم، فتظـلّ تهـبط و تتراجـع عـن موقفها إلى موقف آخر. والإسلام وهو يُجاري واقـع الفِطـرة بمـا فيهـا مـن ضَـعف وطاقـة محـدودة لا يغفل عن تلك الطاقـة المكنونـة التـي تُحقـّق المثالية ومـن ثـمَّ يَسـير فـي نهجـه علـى واقِعيـة تشمــل المثالية في طيّاتها ولكنَّها لا تُغفِل واقع الحياة.


شارك المقالة: