حملات هشام بن عبد الملك:
كان آخر أبناء الخليفة عبد الملك بن مروان الذي أصبح خليفة هو هشام بن عبد الملك(724-743)، الذي تميز حكمه الطويل والمليء بالأحداث بتقليص التوسع العسكري، أسس هشام محكمته في الرصافة في شمال سوريا، والتي كانت أقرب إلى الحدود البيزنطية من دمشق، واستأنف القتال ضد البيزنطيين، الذي انتهى بعد فشل حصار القسطنطينية الأخير.
أسفرت هذه الحملات الجديدة التي قام بها عن عدد من الغارات الناجحة على الأناضول، ولكن أيضًا كان هشام بن عبد الملك قد هزم هزيمة كبرى وذلك في (معركة أكروينون)، ولم تؤد إلى أي توسع إقليمي كبير، من قواعد الخلافة في شمال غرب إفريقيا، مهدت سلسلة من الغارات على المناطق الساحلية من مملكة القوط الغربيين الطريق لفتح معظم أيبيريا من قبل الأمويين (ابتداء من عام 711)، ثم إلى الجنوب الشرقي لبلاد الغال (آخر معقل) في ناربون عام 759).
في عهد الخليفة هشام بن عبد الملك كانت نهاية التوسع في الغرب، وذلك بعد هزيمة الجيش العربي من قبل الفرنجة في معركة تورزي عام (732)، في عام(738) اندلعت ثورة أمازيغية كبرى في دول شمال إفريقيا (مصر، المغرب، الجزائر)، والتي ربما كانت أكبر انتكاسة للقوات العسكرية في البلاد.
ومنه انبثقت بعض الدول الإسلامية الأولى خارج الخلافة، كما يُنظر إليه على أنه بداية استقلال المغرب، حيث أنّ المغرب لم تقع تحت حكم الخلافة الشرقية أو أي قوة أجنبية أخرى حتى القرن العشرين.
الأحوال السياسية في الشرق والغرب:
بعد كل هذه الأحداث انهارت السلطة الأموية في الأندلس، أما في الهند، هُزمت القوات الأموية من قبل عائلة شالوكيا الهندية الموجودة في جنوب الهند ومن قبل عائلة براتيهاراس الهندية في الشمال، وذلك أدى إلى ركود وانتهاء التوسع المسلم باتجاه الشرق.
في القوقاز، بلغت المواجهة مع الخزر ذروتها وأوج قوتها، في عهد الخليفة هشام بن عبد الملك تمّ إنشاء مدينة دربنت لتكون لهم قاعدة عسكرية رئيسية، كما قاموا بشن عدة غزوات لشمال القوقاز، لكنهم لم يتمكنوا من الانتصار على البدو الخزر، كان القتال عنيفًا، حتى أن الجيش المسلم كان قد عانى من هزيمة ساحقة في معركة مرج أردبيل وذلك في عام (731).