تولي يزيد الأول ولاية العهد:
قام معاوية بن أبي سفيان بحصر نفوذ أقاربه الأمويين في ولايتي مكة المكرمة والمدينة المنورة، على العكس من عثمان بن عفان، حيث كانت الفرقة الإسلامية المطرودة(انصار علي بن أبي طالب)، بما في ذلك نخبة الأمويين، منفصلة أو معادية لحكمه.
مع ذلك في خطوة غير مسبوقة ولم تحدث قبل ذلك الوقت في السياسة الإسلامية، قام معاوية بن أبي سفيان يتعيين ابنه يزيد الأول خلفًا له في (676) ليكون الخليفة الأول للدولة الأموية، كما قام بإدخال الحكم الوراثي للخلافة الأموية، وعمليًا، قام بتحويل منصب الخليفة إلى ملكية.
موقف المسلمين من تنصيب يزيد الأول خليفة:
وقد كان هذا الأمر قد قوبل بعدم القبول والمعارضة من قبل المسلمين الموجودين في منطقة العراق وقريش الحجازي، بما في ذلك بنو أمية، لكن مع مرور الوقت أصبح هذا الأمر مقبول عند جميع المسلمين، قام يزيد بن معاوية بعد وفاة أبيه معاوية في عام (680) بمواجهة هذا الأمر على الفور من أجل إنهاء التحديات المواجهة لحكمه من قبل أنصار ابن عم النبي محمدعلي بن أبي طالب الموجودين في الكوفة والذين قاموا بدعوة ابن علي بن أبي طالب وحفيد النبي محمد الحسين من أجل القيام بثورة ضد الحكم الأموي والبدء بها من العراق.
قام يزيد بتنظيم جيش حشده حاكم العراق الوالي ابن زياد باعتراض الحسين بن علي بن أبي طالب خارج الكوفة في معركة كربلاء من أجل إنهاء التحديات على الخلافة، واجه الأمويون التحدي الرئيسي التالي لحكم يزيد من الحجاز حيث قام بدعوة عبد الله بن الزبير، ابن الزبير بن العوام وحفيد أبي بكر، إلى إقامة مجلس شورى بين قريش لانتخاب الخليفة وحشد المعارضة له.
قام الأمويون من مقرهم في أقدس حرم في الإسلام، الكعبة في مكة المكرمة، بتبنّي أنصار قريش بالإضافة إلى أنصار المدينة التي كانت معادية للأمويين وفي عام (684) طردوا الأمويين من المدينة، هزمت القوات الأموية الحسن بن علي بن أبي طالب وانصاره في المدينة في معركة الحارة ونهبت المدينة المنورة قبل محاصرة ابن الزبير في مكة، انسحب الأمويون بعد أنباء وفاة يزيد عام (683)، وبعد ذلك أعلن ابن الزبير نفسه خليفة وبعد فترة وجيزة حصل على الاعتراف في معظم محافظات الخلافة، بما في ذلك العراق ومصر.