اقرأ في هذا المقال
- دراسة الثقافة العائلية في الأنثروبولوجيا
- دراسة الانثقاف في الأنثروبولوجيا
- دراسة نقل الثقافة في الأنثروبولوجيا
- دراسة المسلمات الثقافية في الأنثروبولوجيا
دراسة الثقافة العائلية في الأنثروبولوجيا:
الثقافة العائلية من وجهة نظر الأنثروبولوجيا هي الطريقة التي يتم التعبير بها عن الثقافة كعائلة من خلال التقاليد والأدوار والمعتقدات وغيرها من المجالات، حيث يمكن للعديد من الجوانب أن تؤثر على ثقافة الأسرة مثل الدين والمجتمع، حيث يمكن أن يؤثر الدين بقوة على ثقافة الأسرة والتي يمكن إثباتها من قبل الديانة الكاثوليكية في العديد من البلدان ذات الأصول الأسبانية، إذ تمارس معظم الثقافات ذات الأصول الأسبانية الكاثوليكية المعتقدات وداخل الأسرة تمارس هذه المعتقدات بدرجات مختلفة.
على سبيل المثال قد تذهب عائلة واحدة إلى الكاثوليكية ككتلة كل أسبوع بينما قد يذهب البعض مرة واحدة فقط في الشهر، ويمكن أن يعتمد كل هذا على المعايير والأعراف الثقافية لمعيار معين من التواصل الاجتماعي، إذ تختلف كل عائلة ولكل عائلة ثقافتها الخاصة، كما تنتقل الثقافة العائلية أيضًا من جيل إلى جيل وهذا يعني أنها مشتركة ومكتسبة، ذلك لأنه يتم مشاركتها مع نمو الأسرة، ويتم إدخال أجيال جديدة على الممارسات الأسرية التقليدية ومن ثم تصبح روتينًا لهذا الجيل الجديد.
ويتم تعلم الثقافة العائلية عن طريق الانثقاف وهي العملية التي من خلالها يتعلم الشخص متطلبات الثقافة التي يحيط بها، ومع الانثقاف سيتعلم الفرد أيضًا السلوكيات الموجودة والمناسبة أو الضرورية في ثقافتهم، فتأثيرات الانثقاف على الأسرة توجه وتشكل الفرد، على سبيل المثال تعد العائلة المالكة الحالية لبريطانيا العظمى مثالًا جيدًا للتقاليد العائلية لأن كل فرد من أفراد العائلة المالكة من الذكور خدم في القوات المسلحة، وهذا التقليد طويل الأمد للخدمة في القوات المسلحة تعتبر جانبًا مهمًا من جوانب الثقافة الأسرية لأنها توضح العلاقة بين أجيال العائلة المالكة لبريطانيا العظمى على مر السنين.
دراسة الانثقاف في الأنثروبولوجيا:
يرى علماء الأنثروبولوجيا أن في أي ثقافة كل البشر يمرون بعملية التثقف، وهذه العملية هي الطريقة التي يتم الحصول على الثقافة فيها ونقلها، وتصف كيف يتصالح كل فرد مع المثل العليا الموضوعة بالفعل والتي تمتلكها ثقافتهم وكيف يتكيف كل شخص مع السلوكيات والمعتقدات المحظورة مقابل تشجيع السلوكيات والمعتقدات الموصوفة، وعادة ما يكون الآباء وغيرهم من الشخصيات ذات السلطة في حياة الأطفال الصغار هم البادئين في هذه العملية، وتوجيه الأطفال تجاه الأنشطة والمعتقدات التي سيتم قبولها اجتماعيًا في ثقافتهم.
ومن خلال هذه العملية شخصيات السلطة بالتأكيد تشكل وجهة نظر الطفل في الحياة، ويؤدي الانغماس في تفسير هذه المُثُل التي أرستها الثقافة على إرساء المعتقدات والسلوكيات الفردية، على سبيل المثال هناك إرشادات مختلفة يجب على الناس اتباعها من أجل أن يكونوا مقبولون اجتماعياً، ولنمو مثل هذه الخصائص يتربى كل طفل على احترام الآخرين عندما يفعلون أشياء مثل الصيد وأنشطة أخرى، ومن وجهة نظر علماء الأنثروبولوجيا تساعد هذه الأنشطة الإنسان ليكون مقبولاً اجتماعياً.
وفي المقابل فإن الانثقاف يعلم الناس أن يروا سلوك التكبر على إنه سلوك لئيم وخاطئ، وغالبًا ما يُنظر إلى غطرسة ثقافة الدول على أنها صفة سلبية، لكن لا يتم تثبيطها بنفس الطريقة، وهناك طريقة مشتركة يثبط بها أعضاء ثقافة معينة مظاهر الغطرسة، وذلك ببساطة عن طريق إخبار جيل الشباب بأنها سيئة، على سبيل المثال يستخدم شعب الكونغ الثقافة بقوة لإثارة إعجابهم بالقيمة الثقافية للتواضع، وفي ثقافة آخرى يتم التأكيد بشكل أقل على التواضع، وربما يتم الثناء على سلوك الغطرسة، فكل أعضاء هاتين الثقافتين مرت بعملية التثقف ولكن فقط في ثقافات مختلفة ذات مُثُل راسخة مختلفة.
دراسة نقل الثقافة في الأنثروبولوجيا:
يرى علماء الأنثروبولوجيا أن نقل الثقافة هو نقل المعارف والتقاليد الجديدة للثقافة من جيل إلى جيل، وكذلك عبر الثقافات، ويحدث نقل الثقافة كل يوم وطوال الوقت دون أي مفهوم عن الزمان والمكان، فكل شىء يفعله الناس ويقولونه يوفر انتقالًا ثقافيًا في جميع جوانب الحياة، ففي الحياة اليومية الطريقة الأكثر شيوعًا للمعايير الثقافية تنتقل ضمن الحياة المنزلية لكل فرد، فكل عائلة لها ثقافتها الخاصة والمميزة تحت الصورة الكبيرة لكل من المجتمع أو الأمة.
ومع كل عائلة هناك تقاليد تبقى حية، كالطريقة التي تتصرف بها كل عائلة ويتواصلون مع الآخرين تمرر نظرة شاملة للحياة، فالآباء يعلمون أطفالهم كل يوم كيف يتصرفون من خلال أفعالهم وحدها، كما هناك تأثير كبير آخر على نقل الثقافة هو وسائل الإعلام، وهي الطريقة المتميزة التي تصور بها وسائل الإعلام الدول عن الدول الأخرى وأنفسهم، وأحد الأمثلة على ذلك هو الطريقة التي تشكلت بها موسيقى الهيب هوب في جميع أنحاء العالم، ولكل منها طريقتها المميزة الخاصة في التفسير الذي تشكله أي ثقافة من هذا القبيل.
فكل ترجمة منفصلة لمعنى الهيب هوب هي مثال على انتقال الثقافة، فهي تنتقل من ثقافة إلى أخرى، ففي الثقافة اليابانية أصبحت موسيقى الهيب هوب على سبيل المثال مشهورة جدًا وجانب ثقافي مهم وقد صنع مفاهيمه الخاصة لماهية الهيب هوب، ولكن لا يزال له خصائص مماثلة من موسيقى الهيب هوب الأصلية، ويحدث الانتقال الثقافي العابر ثقافيًا بسهولة بالغة الآن مع العولمة، على سبيل المثال موسيقى الهيب هوب ليست مجرد موسيقى بل أسلوب حياة لصورة وثقافة خاصة بها، كما أن نقل الثقافة هو ما يبقي الثقافات على قيد الحياة ومزدهرة.
دراسة المسلمات الثقافية في الأنثروبولوجيا:
المسلمات الثقافية التي ذكرها علماء الأنثروبولوجيا مثل جورج موردوك وكلود ليفي شتراوس ودونالد براون وآخرون على أنها أي شيء شائع موجود في كل ثقافة بشرية على هذا الكوكب ولكنها تختلف بختلاف ثقافة عن ثقافة آخرى، مثل القيم وأنماط السلوك، ومن الأمثلة على العناصر التي يمكن اعتبارها ثقافية العاميات والتي هي أدوار الجنسين وسفاح القربى والطقوس الدينية والشفائية والأساطير والزواج واللغة والفن والرقص والموسيقى والطبخ والألعاب والنكات والرياضة والولادة والموت لأنها تنطوي على نوع من الطقوس المصاحبة لها.
وينكر العديد من علماء الأنثروبولوجيا والاشتراكيين ذوي المنظور المتطرف للنسبية الثقافية وجود أو تقليل أهمية المسلمات الثقافية التي تعتقد أن هذه السمات قد ورثت بيولوجيًا فقط من خلال الجدل المعروف بالتنشئة مقابل الطبيعة، وتُعرف بشكل أساسي باسم المسلمات الفارغة لأن مجرد ذكر وجودها في ثقافة ما لا يجعلها أكثر خصوصية وفريدة من نوعها، وقد قيل أن وجود هذه المسلمات حتى الآن إلى العصر الحجري القديم الأعلى هو أول دليل على الحداثة السلوكية.
ومن بين المسلمات الثقافية التي سردها علماء الأنثروبولوجيا هي:
1- اللغة والإدراك، حيث تستخدم جميع الثقافات نوعًا من التواصل والرمزية هي أيضًا فكرة عالمية في اللغة.
2- المجتمع، أي أن يكون المرء في أسرة أو أن يكون لديه أقران أو أن يكون عضوًا في أي مجموعة أو مجتمع منظم وهو ما يصنع المجتمع.
3- الأسطورة والطقوس والجماليات، حيث تشترك الثقافات المختلفة في عدد من الأشياء، على سبيل المثال: نظام المعتقدات والاحتفال بالحياة والموت وغيرها من المناسبات الاحتفالية.
4- التكنولوجيا، حيث هناك اختلافات عالمية في الملابس والإسكان والأدوات والتقنيات للحصول على الطعام من خلال مختلف أنواع التكنولوجيا.