دراسة الضعف في الحمل في الأنثروبولوجيا الطبية البيئية

اقرأ في هذا المقال


دراسة الضعف في الحمل في الأنثروبولوجيا الطبية البيئية:

من بين التحولات الحياتية، يكون الحمل وقتًا ضعيفًا بشكل خاص، حيث أكد العديد من علماء الأنثروبولوجيا الطبية البيئية على أهمية الشبكة الاجتماعية للمرأة الحامل في تلبية احتياجاتها العاطفية والجسدية، إذ تلعب أنظمة الرعاية الصحية دورًا مهمًا في رفاهية المرأة، ويمكن لطاقم التمريض الطبية تشكيل نظام دعم للمرأة الحامل، أو يمكنهم وضع حواجز أمام طلبها للرعاية.

على سبيل المثال، الحوامل من أصل اسباني حضري وأمريكي من أصل أفريقي غالبًا ما تتأخر النساء اللائي يفتقرن إلى التأمين الخاص في طلب رعاية ما قبل الولادة، خائفين من المواقف السلبية لموظفي العيادة، والانتظار الطويل، والامتحانات القصيرة وغير الشخصية، والمجتمعات البيضاء الريفية في أبالاتشي محدودة أيضًا الموارد اللازمة لرعاية مريضات برنامج الحوامل (Medicaid)، وما قبل الولادة وغالبًا ما تكون البيئات المحيطة بالولادة في مستشفيات ويست فيرجينيا مسببة للتوتر.

ووجدت دراسة عن رعاية ما قبل الولادة بين مرضى ميديكيد في ألاباما أن الأصدقاء وأفراد الأسرة والموظفون في وكالة اختبار الحمل أثروا جميعًا على قرارات النساء في طلب الرعاية، ومع ذلك، فإن النساء اللواتي تعرضن للعديد من حالات الحمل السابقة غير المعقدة تميل إلى تأخير طلب الرعاية، وكان أحد العوامل أن العيادات تثني النساء عن الحضور إلى المواعيد معهن الأطفال الصغار، الذين سيتعين عليهم تركهم دون رقابة في غرفة الانتظار أثناء فحص المرأة.

الضعف الاقتصادي للمرأة الحامل:

والضعف الاقتصادي للمرأة الحامل هو عامل مهم، خاصة عندما يكون اتصالها بوالد الطفل ضعيفًا، ففي دراسة عن النساء الحوامل في مدينة كالي، كولومبيا، أظهرت أن تصور المرأة لشريكها كان مرتبطًا باعتمادها عليه للحصول على الدعم المالي والأهم من ذلك الدعم العاطفي، على وجه التحديد، وهذا التصور ركز على أعراض الحمل مثل الغثيان والقيء والصداع والرغبة الشديدة والتعب.

وكان ينظر إلى هذه على أنها علامات نهائية للمرأة حامل، ففي مقابلات مع 120 امرأة، أبلغت 73 امرأة أي 61 بالمائة عن أعراض لدى شركائهن، فمن خلال تحليل الخلفيات كلها أظهرت العينة أن النساء اللواتي لديهن شبكات دعم كبيرة بين الأقارب والجيران والأصدقاء أبلغوا عن أعراض الحمل لدى الشركاء بشكل أقل تكرارًا مقارنة بالنساء اللاتي ليس لهن أقارب بالقرب منهن وعدد أقل من الأصدقاء.

إضفاء الطابع الطبي على الإنجاب:

يرى علماء الأنثروبولوجيا الطبية البيئية أن إضفاء الطابع الطبي على الإنجاب، في فترة السنوات الثمانين فقط، أصبحت القاعدة الثقافية في أمريكا الشمالية وأوروبا واليابان وأستراليا، والدول المتقدمة الأخرى، فإذا كانت المرأة قد تجاوزت موعد استحقاقها، يُنصح بتحديد موعد للتحريض أو الولادة الجراحية، ففي المستشفى هي على الأرجح يكون لها جهاز مراقبة للجنين مربوط على بطنها، وتعطى في الوريد دواء لتكسير الأغشية التي تحيط بالجنين لتسريع المخاض.

والطفل يخضع لاختبارات وإجراءات متعددة بعد الولادة، ويمثل اختبار أبغار الذي يُعطى بشكل روتيني للمولود بعد الولادة، أول دليل كمي للعديد من الآباء على عودة الطفل إلى طبيعته، والآباء خاصة من المعروف أنهم يتفاخرون عندما يكون طفلهم مثالي بعد الولادة مباشرة.

وتوجد بدائل لهذا النمط، مثل الولادات المنزلية أو مراكز الولادة التي تحضرها القابلات المرخصات، لكن توافرها يختلف باختلاف الدولة، حيث تحظى مراكز الولادة والولادات المنزلية التي تحضرها القابلات بشعبية كبيرة في هولندا ومراكز الولادة في فرنسا حيث تعمل النساء دون تدخلات وكانت متاحة منذ السبعينيات.

وفي الولايات المتحدة، ما يقرب من 94 في المائة من جميع الولادات تتم في المستشفيات، و92 في المائة منها تحت إشراف أطباء التوليد، في الدول النامية مثل الهند، ازداد عدد المواليد في المستشفيات حتى في المناطق النائية مثل المناطق الشمالية من لداخ وكشمير.

التعريف الثقافي للحمل:

وعلى الرغم من الإدارة الطبية الجيدة للولادة بشكل عام، في أماكن الصناعة وما بعد الصناعة، الشعور بالمخاطر والخطر الذي يحيط بالحمل يضل يتمسك برأيه، فالتعريف الثقافي للحمل هو أنه حالة غير طبيعية تتطلب التدخل الطبي، فماذا لو حدث خطأ ما؟ هذا سؤال قياسي للأزواج عند التفكير في إعدادات الولادة البديلة.

فعندما تحدث الولادة عن غير قصد في المنزل أو في السيارة، فهذا الإجراء القياسي هو نقل المرأة والمولود إلى أقرب مستشفى حتى لو كلاهما في حالة جيدة، وتشير هذه الاستجابة إلى أن بيئة المستشفى توفر هالة من الأمان لا تقل أهمية عن الناحية الرمزية من الناحية الطبية.

ويصف عالم الأنثروبولوجيا الطبية روبي ديفيس فلويد الولادات التكنولوجية في المستشفيات الأمريكية على أنها عروض للموظفين والمعدات تحكي قصة ثقافية عن الأنثى والجسم كآلة معيبة بحاجة إلى مساعدة من قبل الخبراء التقنيين وآلات الأخرى أكثر كمالاً، كما أنه يسن ويعرض تقييم التكنوقراطية للسرعة والكفاءة والتحكم والتكنولوجيا العالية وتدفق المعلومات من خلال الأنظمة السيبرانية، ويلاحظ أن هذه الولادة إدارة مدعومة وليست فقط من قبل الأطباء المدربين في هذا النهج، ولكن أيضًا من قبل النساء اللواتي يقدرن القضاء على آلام المخاض.

إدارة انقطاع الطمث:

من وجهة نظر الأنثروبولوجيا الطبية البيئية يؤثر العلاج الطبي للصحة الإنجابية على النساء ليس فقط في سنوات الإنجاب، ولكن أيضًا أثناء انقطاع الطمث، وذلك عندما تنخفض خصوبة الإناث وتتوقف، ويجد علماء الأنثروبولوجيا الطبية مدى إشكالية هذه المرحلة من الحياة في المجتمعات، إذ تؤكد الكتب الطبية والمقالات الشعبية على موضوعات النقص والفشل وعدم التوازن في وصف الهرمونات والتغييرات، وفي الواقع، تعاني العديد من نساء أمريكا الشمالية بشكل شخصي من مشاعر الخسارة والانحطاط.

لذلك أوصى الأطباء بالعلاج بالهرمونات البديلة بشكل روتيني حتى وقت قريب للتخفيف أعراض مثل الهبات الساخنة أو الأرق أو الاكتئاب ولمنع خسارة العظام ومشاكل القلب.

وتظهر المقارنات مع وجهات النظر اليابانية حول سن اليأس اختلافات ثقافية كبيرة، فانقطاع الطمث، الذي يُترجم تقريبًا باسم (kônenki)، له معنى أوسع من مجرد نهاية الدورة الشهرية، حيث إنها عملية طبيعية حتمية، مع الأعراض المؤقتة، وتعتبر نقطة تحول في حياة المرء، ووفقًا للعلماء عندما تبلغ من العمر أربعة وخمسين عامًا، أي عندما تنتهي وظيفتها المقدسة كامرأة، المتمثلة في حمل الأطفال.

وفي مقابلة مع معظم النساء في اليابان فهن لا يعطين أهمية كبيرة لانقطاع الطمث في رواياتهم عنها في منتصف العمر والشيخوخة، وبدلاً من ذلك، يركزون على العلاقات الإنسانية والطريقة التي تتحول بها المرأة في منتصف العمر من كونها مهتمة بالدرجة الأولى مع الأطفال ورعايتهم للتمتع بفترة وجيزة من الحرية النسبية قبل أن تصبح مشغولة بالكامل برعاية المسنين.

والنموذج الطبي لانقطاع الطمث أقل بروزًا في الثقافة اليابانية، والحقيقة تم توضيحها من خلال مقارنات النساء في سن اليأس في اليابان، وكندا، والولايات المتحدة، حيث تم استخدام مسكن للألم لأعراض سن اليأس بنسبة 62 في المائة من النساء في الولايات المتحدة، و45 في المائة من الكنديين، و14 في المائة من المرأة اليابانية، وثمانية في المائة من العينة الأمريكية، و6 في المائة من استخدم الكنديون و 3بالمائة من اليابانيين العلاج بالهرمونات البديلة.


شارك المقالة: