دراسة تعريفات المعجم في علم العلامات والدلالة

اقرأ في هذا المقال


دراسة تعريفات المعجم في علم العلامات والدلالة والسيميائية ودراسة الفينومينولوجيا ووجهات النظر حول السيميائية.

دراسة تعريفات المعجم في علم العلامات والدلالة

من وجهة نظر علماء الاجتماع يبدو أن علم العلامات والدلالة لا يزال في مرحلة دراسة تعريفات المعجم، حيث إن تحليل تعريفات المعجم لا يزال يتم تحديده إلى حد كبير من خلال الاستعارة، وكطريقة لبناء النماذج وأقل كطريقة تحليل تُعرف باسم المحاكاة، ولا شك في حين أن علم العلامات والدلالة يدرس العلامات ودلالاتها من حيث المعنى فإن دراسته لتعريفات المعجم تزيد من حصيلته حول المعنى.

حيث كان علم العلامات والدلالة يعتمد كليًا على فكرة أن المعجم كجهاز يعمل على نموذج برامج علمية مبتكرة، وشهدت العقود الأخيرة ظهور المعاجم في برامج الكمبيوتر، المسماة الشبكات العصبية، التي تم إنشاؤها لتعمل كنماذج للعقل.

يتم تحديدها مع الدماغ أو على الأقل كنماذج لبعض جوانب وظائف الدماغ، ربما يكون هذا هو المعنى الذي يقترح فيه العالم جون بينكر أن فكرة المعجم كحساب أوسع من  مفهوم الاستعارة، على الأقل بالنسبة لبعض المفكرين ضمن هذا التقليد، وقد أدى ذلك إلى طرح السؤال حول كيفية ارتباط تعريفات المعجم بالعلامات والدلالات.

وكانت مهمة المعجم كما رآها العالم السير هوسرل هي شرح إمكانية أن يكون لدى البشر معرفة بالعالم، وكمحاولة فلسفية فإن تعريفات المعجم تدور حول الطريقة التي يتم بها تكوين عالم التجربة، وعلى النقيض من ذلك لا يتعلق علم العلامات والدلالة بالعالم بل يتعلق بالموضوع الذي يختبر العالم، ومع ذلك يدعي السير هوسرل أن كل اكتشاف في المعجم له نظير في علم العلامات والدلالة.

والذي يمكن بالتالي اعتباره تقليدًا في علم العلامات والدلالة، وإذا كان هذا العلم هو علاقة تربط بين الذات والعالم، فإن مفاهيم المعجم تهتم بالقطب الموضوعي حيث علم العلامات والدلالة يتعلق بالذات، وغالبًا ما يُنسى أن السير هوسرل لم يكن مصدر إلهام فحسب، بل ألهام أيضًا لعلماء نفس الجشطالت.

ومن الواضح أن جيرالد إيدلمان لا يكتشف العلامات من أفق الوعي، مثل مفاهيم المعجم ولكن العكس تمامًا فهو يشير إلى أن العلامات ودلالاتها لا يمكن فصلها عن المعجم، وبمعنى ما هذا ليس مثيرًا للجدل على عكس الذين افترضهم ماكس شيلر، حيث لا يمكن للبشر أن يتباهوا بالعقل إلا طالما لديهم جسم، ولكن إذا كان هذا صحيحًا في ترتيب الوجود فليس بالضرورة كذلك من وجهة نظر التحقيق.

السيميائية ودراسة الفينومينولوجيا

بدأت الفينومينولوجيا من حقيقة القصد وحاولت التعمق أكثر في تداعياتها من أجل إعادة اكتشاف وتضخيم تلك التشعبات، وخصائص الوعي التي ذكرها السير إيدلمان، وربما كان هوسرل جورويتش مخطئ في التفكير في الفينومينولوجيا على أنها تخصص منفصل تمامًا عن السيميائية وعلم النفس، لكن الانفصال النسبي للانعكاسات الظاهراتية مثل انعكاسات برينتانو جيمس عن المعرفة البيولوجية قد أثمر بلا شك ثمارًا فكرية غنية، وبدأت الظواهر من حقيقة القصدية وحاولت التعمق أكثر في تشعباتها.

كما إنها أولاً وقبل كل شيء الفينومينولوجيا بمعنى علم النفس الظاهراتي ذات الصلة بهذا المعنى جنبًا إلى جنب مع علم السيميائية، ويجب أن تشارك الظواهر في التقاء تقاليد البحث التي تشكل السيميائية، وفي الموضع الثاني مع ذلك قد يكون للظواهر باعتبارها موقفًا فلسفيًا وبشكل أكثر تحديدًا معرفيًا الدور الذي تلعبه، فماذا يعني أن تكون الفينومينولوجيا في أي من هذه المعاني طبيعية، وما ينبغي أن تكون؟ فالفينومينولوجيا هي بالفعل جزء من العالم الطبيعي وبهذا المعنى للمصطلح الفلسفة الفينومينولوجية بمعنى ما لا يمكن تطبيعها دون أن تتوقف عن أن تكون موقفًا معرفيًا.

بينما بمعنى آخر لقد تم تجنيسها بالفعل في عمل السير هوسرل المتأخر الذي وضع العالم قبل الأنا واختزال كل شيء إلى ذواعية متسامحة، بمعنى آخر هذا يعني البدء من عالم الحياة، ووصف السير هوسرل عالم الفطرة السليمة هذا الذي يجب أن تبدأ منه جميع تحليلات المعنى على إنه عالم الحياة، الذي أعاد صياغته عالم الظواهر اللاحق ألفريد شوتز باعتباره العالم المُسلم به.

ويجب أن يشتمل عالم الحياة بهذا المعنى على ما يُعرف في العلوم المعرفية الحديثة باسم الفيزياء الساذجة، وأيضاً وصف ما أسماه علم النفس الإيكولوجي وما يجب أن يأخذ كأمر مسلم به بشأن البيئة حتى يتم التمكن من إدراك العالم كما يفعل البشر، ومن الواضح إنه يهتم بأجزاء الفيزياء الساذجة من خلال مفهومه عن الفيزياء البيئية، كما جلب بالتأكيد مزيدًا من التطبيع للظواهر.

وجهات النظر حول السيميائية

لكن هناك خطأ جسيم في هذا التحليل حتى في مراحله الأولى، حيث لا يبدو أن كل العلوم لديها قطعة من الواقع محجوزة لدراستها، ويبدو لي أن العلوم يمكن تعريفها إما على أنها منشغلة بمجال معين من الواقع أو أنها تطبق وجهة نظر معينة على الواقع بأكمله وهو في الحقيقة واحد ونفس الشيء.

وبالتالي فإن الدراسات السيميائية لدولة معينة معنية باللغة الخاصة بهذه الدولة وآدابها، واللغويات بجميع اللغات أو ما هو مشترك بين جميع اللغات، وبالمثل يصف تاريخ الأديان مجالًا خاصًا جدًا للواقع، فالدين وهو يتطور عبر التاريخ وما قبل التاريخ حتى ضمن العلوم الطبيعية، وهناك بعض العلوم التي لها مجالاتها الخاصة، مثل الجغرافيا وعلم الفلك والأرصاد الجوية.

لكن لا يوجد مجال سيميائي تمامًا كما لا يوجد مجال نفسي أو اجتماعي بل يمكن دراسة كل شيء من وجهة نظر السيميائية، فضلاً عن خصائصه النفسية أو الاجتماعية، ويتم إيجاد الشيء نفسه في العلوم الطبيعية وغالبًا ما تبدو الكيمياء والفيزياء وجهات نظر مختلفة بشأن نفس المسألة.

وهذه ليست الحقيقة الكاملة في الواقع، وتطبق السيميائية وعلم النفس وعلم الاجتماع وجهات نظرهم فقط على العالم البشري، أو على الأقل على عالم الكائنات الحية في معظم الحالات على الحيوانات، وليس على النباتات لذلك يتم استكمال نهج وجهة النظر بنهج المجال.

فمجال الكيمياء والفيزياء أوسع بكثير فهو يتجاوز العالم البشري، لكن كلاهما يطبق نفس وجهة النظر على العالم البشري وما يكمن وراءه، وهو أمر مستحيل بالنسبة للسيميائية، وكذلك في علم النفس وعلم الاجتماع، على عكس الكيمياء والفيزياء، فإن علم الأحياء ليس مجرد وجهة نظر أخرى، ولكنه أيضًا خاص بالمجال وإنه يشمل الكائنات الحية فقط، وقد يفسر هذا أن هناك الآن تخصصًا مثل الكيمياء الحيوية ولكن ليس على الأقل آمل ذلك السيميائية الكيميائية.


شارك المقالة: