اقرأ في هذا المقال
يركز علماء الاجتماع عند دراسة اللغة كظاهرة اجتماعية على الحدود على اللغة باعتبارها ظاهرة اجتماعية، والتركيز على الوظائف المختلفة للغة في المجتمع والعوامل الاجتماعية في استخدام اللغة.
تعريف اللغة
اللغة: هي قدرة الإنسان الفطرية على التحدث بمصطلحات تقنية أكثر، وهي كلية مجردة للكلام تسهل عليه أو عليها تعلم اللغة واستخدامها من أجل التواصل مع البشر الآخرين، ويشترك جميع البشر في هذه الكلية ولا تختلف من منطقة إلى أخرى؛ لأن علم النفس البشري هو نفسه عالميًا، ومن ناحية أخرى فإن اللغة هي تلك المجموعة الخاصة من الرموز التي تسهل التعلم والاستخدام، واللغة هي مجموعة من الاصطلاحات التي يتم تشغيلها من خلال كلية اللغة.
وإن هذه المجموعات تختلف من حيث الرموز حيث يتعلم البشر المختلفون ويستخدمون رموزًا مختلفة، وبالتالي تستخدم كل مجموعة من البشر لغة مختلفة ومجموعة الرموز، التي يطلقون عليها اسم لغة معينة، ولا يشترك فيها جميع البشر.
اللغة كظاهرة اجتماعية
إن قدرة البشر على استخدام اللغة للتواصل هي أحد الأشياء التي تجعلهم يختلفون عن المخلوقات الأخرى، فلا ينبغي النظر إلى اللغة وحدها كأداة للتواصل ولكن أيضًا كوسيلة لإقامة علاقات اجتماعية بين الإنسان والكائنات، كما أن الجوهر الاجتماعي للغة والطرق المختلفة التي يستخدم بها الناس اللغة تحقق التنشئة الاجتماعية.
وفي الواقع تعتبر اللغة كظاهرة اجتماعية؛ لأن مستخدمي أي لغة معينة تعيش في مجتمع وتفاعلاتهم من خلال اللغة ويعكس النظرة العالمية للمجتمع، وتم تحديد عوامل اجتماعية معينة والتي تشكل الطريقة التي يبني بها الفرد المعنى في اللغة، ومثل هذه العوامل تحدد اللغة التي يتم استخدامها وكيف يتم استخدام هذه اللغة، وهي تشمل سياق استخدام اللغة والوضع الاجتماعي المستخدم للغة، وعمر مستخدمي اللغة وجنس مستخدمي اللغة.
اللغة كظاهرة اجتماعية هي نظام من الإشارات بما في ذلك الأصوات الصوتية أو الإيماءات أو الرموز المكتوبة التي تشفّر وتفك تشفير المعلومات، ومع ذلك فإن اللغات ليست عادلة لمجموعات من الرموز، فغالباً ما تتوافق القواعد النحوية مع نظام القواعد التقريبي، كما أن اللغة تم بناؤها من قبل البشر الذين يعيشون في المجتمعات للتعبير عن طرق حياتهم، لذا مهما كان نظام القواعد والرموز تُعطى لها لغة تمتلكها مكبرات الصوت.
ويقع كل استخدام للغة ضمن مجموعة من المتحدثين الذين لديهم شيء مألوف، وقد يكونوا الناس الذين يعيشون في نفس المجتمع الذين قد تشترك في نفس الأصل والمهنة والطبقة الاجتماعية وما إلى ذلك، وهذه المجموعة يميل فها الناس إلى التصرف على حد سواء بسبب البيئة أو السياق الذي هم فيه، وتعمل على تقييد استخدام اللغة بطريقة معينة، وبما أن اللغة هي ملف نظام الرموز يتم اختيار النظام اللغوي الذي هم فيه فقط من تلك الرموز التي سوف توصل شيء له معنى معهم.
كما أن كلمات وهيكل مجموعة من المتحدثين بلغة يعكس الطريق الذي يرون فيه وجهة نظر العالم، على سبيل المثال المتحدثون اليوروبا يرون القرابة بطريقة مختلفة عن المتحدثون باللغة الإنجليزية، ومن المهم أيضًا ملاحظة ذلك في بعض الثقافات، إذ يتم استخدام التحيات أكثر من أجل التنشئة الاجتماعية من الثقافات الأخرى، على الأغلب في الثقافات الأفريقية، يتم وضع الكثير من القيمة على التحية قبل بدء المحادثة وأثناء المحادثة وعلى نهاية المحادثة.
والسياقات المختلفة لاستخدام اللغة للهوية والأسلوب الاجتماعي متميزان، على سبيل المثال طريقة اللغة المستخدمة في إعداد المحادثة غير الرسمية تختلف عن طريقة استخدامها في وضع الخطاب المؤسسي، مثل: المناظرة أو المسابقة أو الندوة أو جمهور محاضرة وما إلى ذلك، وهناك طرق يتصرف بها الناس عندما يتحدثون بشكل مختلف، وهذا يعني أن اللغة لها امتداد الاتصال بالسلوك، وفي الواقع قد لخص بعض علماء الاجتماع ذلك بالقول أن اللغة هي شكل من أشكال الظواهر الاجتماعية للسلوك.
على سبيل المثال هناك طرق للتحدث والتصرف في قاعة المحكمة، وهذا هو جوهر الاختلاف عن طريقة المرء الذي يتصرف عندما يكون في سوق مفتوح لأي شكل من أشكال المعاملات، ويوجد أيضًا الطرق التي يتصرف بها المرء في المحادثة مما يجعله يبدو منظمًا، على سبيل المثال المشاركون في المحادثات سوف لا تقوم عادة بالمهمة كلها مرة واحدة، وبالمقابل لن يكون هناك في العادة فترات زمنية طويلة حيث لا أحد يتحدث على الإطلاق.
ولا يمكن مناقشة اللغة كظاهرة اجتماعية دون ذكر الثقافة التي فيها تستخدم، إذ تعتبر الثقافة طريقة لتصوير حياة الناس، كما تستخدم اللغة للتعبير عن مختلف عناصر ثقافتهم، وبالمثل لا أحد يستطيع الحديث بشكل هادف عن الثقافة دون الحديث عن المجتمع الذي فيه الثقافة موجودة، لذلك يرى المرء أن ثقافة المجتمع هي الأساس لجميع المناقشات التي قد تكون تتحدث عن اللغة، فداخل كل مجتمع أو شرائح من المجتمع يوجد ثقافات مختلفة، والتي يعبر أولئك الذين ينتمون إليه من خلال استخدامهم للغة.
وظائف مختلفة للغة كظاهرة اجتماعية
1- وظيفة التواصل
الوظيفة الأساسية للغة التي تتبادر إلى الذهن بسهولة ولكل شخص هي وظيفة التواصل، وهذه تعني أن هذه اللغة مستخدمة للتواصل أو التعبير عن الأفكار في منطقة العقل، وهذه الأفكار نفسها تنبثق من العالم الذي يعيش فيه المرء، ولكن هذا طريقة مبسطة للغاية لرؤية وظيفة اللغة.
2- الوظيفة العاطفية
تستخدم اللغة للتعبير عن حالة ما في الذهن، وتركز الوظيفة الانفعالية للغة على العنوان ويشار إليه أيضًا كوظيفة معبرة، فالمرسل يؤكد على الموقف الخاص اتجاه محتوى الرسالة، وفي كل مرة يستخدم تعبيرات معينة تظهر كيف يشعر، ومثل هذا التعبير يسمى الأقوال العاطفية، والأمثلة على ذلك الكلام أو المداخلات المؤكدة مثل “يا إلهي” وما إلى ذلك.
3- الوظيفة المرجعية
تشير الوظيفة المرجعية إلى سياق الكلام، كما أن الوظيفة المرجعية تؤكد على ذلك التواصل الدائم مع شيء سياقي، ويسمى أيضاً وظيفة تمثيلية للغة، وفيه يستخدم المتحدثون اللغة للإشارة إلى الملفات العالمية، والشيء الوحيد الذي يمثل الاختلاف في اللغات هو حقيقة أن عالم المتحدثين مختلفين، كما أن معظم الكلمات المستخدمة في اللغة تشير إلى كيان ما في العالم المادي أو التجريبي، على سبيل المثال كلمة كرسي تشير إلى كائن في الكلمة التي لديها اربع ارجل ويستخدم للجلوس.
لكن يجب على المرء أن يدرك أن بعض الكلمات التي تستخدم لا تشير إلى أي شيء في العالم على هذا النحو، على سبيل المثال الكلمات النحوية، مثل حروف الجر والمقالات فهي لا تشير إلى أي كائن مادي ملموس.
4- الوظيفة الاجتماعية
اللغة تستخدم للمحافظة على العلاقة بين المتحدثين، وهذه الوظيفة الاجتماعية للغة تساعد المتحدثين لإقامة اتصال بمجرد تبادل الكلمات، ويتم إنشاء روابط الاتحاد، على سبيل المثال تعتبر التحية وسيلة لإقامة علاقة في اللغة، وتأتي قبل أي شكل من أشكال تفاعل الكلام، ووظيفة اللغة هذه تدل على المتطلبات الإنسانية الأساسية لاشارة الصداقة، وهي أيضاً الوظيفة التي تدور حول تبادل طقوس المتحدثين عن الرفاهية، على سبيل المثال صباح الخير موجهه الى الشخص الذي يجتمع به في الصباح.
5- الوظيفة الشعرية
اللغة تستخدم لأغراض الإبداع من قبل بعض المستخدمين، ففي بعض الأحيان تنقل الرسائل ما هو أكثر من مجرد السياق، وحتى يقوم أحد بنقل التحقيقات في أعمق المعنى قد يفقد المرء الرسالة كاملة، فمعظم الكلمات لديها سطح عادي للمعنى بالإضافة إلى الدلالة، أي المعنى فوق المعنى العادي والتي لا ترتبط دائمًا بشكل مباشر باستخدام السطح العادي، ووظيفة اللغة هذه يشيع استخدامها في الأعمال الأدبية، حيث ينحرف الكتاب عن عمد في استخدام اللغة لخلق تأثيرات معينة.
دمج اللغة كظاهرة اجتماعية
اللغة هي ظاهرة اجتماعية والجانب الرئيسي لاكتسابها هو استخدامها في بيئات اجتماعية مختلفة، حيث يقوم المتحدثون في كثير من الأحيان بربط الجمل معًا في نوع من الخطاب، وأحد أنواع الخطاب التي تتم دراستها بشكل متكرر هو السرد، فعندما يبلغ الأطفال عمر 27 شهرًا تقريبًا يبدأون في الحديث عن الأحداث الماضية، وكما هو الحال دائمًا يمكن دراسة الإنتاج من خلال التسجيل الصوتي لمنتجات الأطفال ومن ثم نسخها وتحليلها باستخدام واحد من عدد من التحليلات المتاحة.