دور الأخلاق في عملية التغير الاجتماعي

اقرأ في هذا المقال


هناك الكثير من الأشياء لهم دور كبير في حدوث عملية التغير وإن الدور الأساسي هو الأخلاق إذا كان الدور له نظام هرمي مهم ، فإن الدور الأكثر أهمية هو الأخلاق بدون تعارض وعندما يحدث هذا ستكون هناك خاصية أخرى أي أن كل سبب للتغيير يعتمد على أفكاره الأساسية وهذه القيم الأخلاقية تحدد عملية التغير.

دور الأخلاق في عملية التغير الاجتماعي:

لقد ضعف دور الجامعة والمجتمع والسياسة في تغير الأفراد والأمم حتى ضاع الأساس الأخلاقي للوسائل والأهداف سيكون هذا الموضوع هو الأساس لجميع أسباب التغيرات، هناك مجموعة من الناس مباشرة تحدث التغير  لكن سيتم الدخول في داخل الإنسان بشكل استبطاني لفهم مصدر التحول، يريد الفرد تحريك الناس نحو الحقيقة والسعادة أو نحو الباطل والألم.

الأخلاق: هي مجموعة من القواعد التي تكمّل السلوك البشري لتنظيم علاقته بالآخرين، فإن الناس في الفطرة مسالمون والفرد قائم على الاختيار والتضحية ينشأ من الروح وعالمهم هو العلاقات الاجتماعية يتلاقى مع القانون لأنه يهدف إلى تنظيم حياة الشخص حتى يكون شخصًا عادلًا وعندما يلاحظ أن القضايا الأخلاقية لا يتم فصلها عن القضايا القانونية من حيث المعرفة؛ ولأنه يتكامل معها على المستوى النموذجي.

فالأهداف التربوية التي تهدف التشريع إلى تحقيقها على الآخرين، مما لا يلغي الحاجة إلى الالتزام بمبادئ الأساليب العلمية التي تركز على الفروق الهائلة بين القيم الأخلاقية والمسائل القانونية، ويتجلى ذلك في النواحي التالية: مصدر القيمة الأخلاقية عقلاني، لأن هناك بعض الأمثلة على المعلومات في التفكير البشري وهذه المعلومات يمكن أن تحدد جذور الفوائد الاجتماعية والفساد من خلال سلسلة من الافتراضات العملية يجب أن نؤمن بأن العدالة شرط جيد وضروري لحياة الإنسان في المجتمع.

إن الظلم قبيح ويدمر الحياة للأفراد ويمكن رؤية ذلك من خلال الضمير حتى لو لم يشر القانون إلى ذلك فإنه سينظر في المشكلة بشكل مباشر ويأمر بها ويمنعها، يترافق ذلك مع تجمع الناس من مختلف الأديان والتوجهات الفكرية وإذا كانت مختلفة، فهي مختلفة أيضًا من حيث الموافقة على الموارد والتقدم لها لكن جوهر المشكلة لا يختلف.

الأخلاق والقانون مختلفان في المصدر ولكن أغراضهم وأهدافهم موحدة و كل ذلك يهدف إلى إقامة الإنسان الصالح يتم ملاحظة أن الأخلاق ليست من أجل تحقيق أهداف واضحة إلا إذا صدرت من منطلق الوضوح والقناعة وتمارس باختيار الفرد ورغباته وتظهر فيه مقومات التضحية والتعالي على الذات وإدراك درجة معينة من الألم واضطهاد الذات في أفعالها.

الدور التغيري للأخلاق:

دور الأخلاق في عملية التغير لا جدال فيه ولا شك أن دور الرائد هو الأخلاق في التغير لكن صعوبة الإصرار على ذلك تتطلب منا التوقف عن البحث عن تفاصيل هذه الميزة يحدث هذا عند مقارنة الأخلاق مع المؤسسات أو الأنظمة التعليمي ولكل منها عملية مادية تحدث خارج الروح وتخضع لمعايير خارجية.

وطالما أنها تحتوي على أهداف وعناصر التقنية فإنها يمكن أن تخضع للتغييرات بنجاح وإذا كان لا بد من وجود دور أخلاقي فيه فهو احتواء الشروط الذاتية لكل فعل، وفي الوقت نفسه نرى خصوصية الأخلاق الشخصية أي أن الإنسان يعيش في حالة يقظة دائمة تجاه نفسه ورغباته، وهذا النضال وقرب الروح يجعل عملية الاستمرار والنجاح صعبة.

ينعكس هذا في عملية التغير  ولعل المستغرب وإذا لم يكن من الصعب الوصول إلى هذا المستوى من التغير فلن يتم اعتماده أفضل وسيلة لتحقيقها، في الواقع نريد أحيانًا التغيير بين النخب التي تمثل قدوة وتشهد للآخرين وأحيانًا نريد التغيير على المستوى العام.

يجب أن نسعى لتغيير الحد الأدنى افي المجتمع ويجب أن يثابر الأفراد من أجل هذا التغير، هناك علاقة مهمة بين الأخلاق والسلطة في تحقيق التغييرات المطلوبة على مستوى الأمة وكلما فقدت الأمة نموذج هيمنتها،يصعب تحقيقها في دورة التغيير الأخلاقي من خلال الوعظ والإرشاد.

حسن الخلق هو نتاج جيد لروح الإنسان وسلوكه البشري وله تأثير على الأفراد والأسر والمجتمع؛ لأن الأخلاق تحسن مكانة العالم والشخص، وتسعى لبناء أسرة بعقلية سليمة وتزيد التكافل الاجتماعي والتعاون والإنتاجية واحترام المجتمعات الأخرى.

الأخلاق هي الرابط الذي يؤسس للأمن والثقة في المجتمع لذلك يشعر الفرد أنه آمن ويؤتمن على أمواله ونفسه وممتلكاته وأرضه ويشعر أنه يثق بنفسه في كل من حوله، تأكد من سلامة خيانتهم وخداعهم؛ لأنه يعلم أن الأخلاق يمكن أن تمنع الخيانة والظلم، لذلك سيشعر الفرد الذي يعيش في مجتمع مسلح أنه طالما ينتمي إلى مجتمع أخلاقي فإن حياته آمنة ولا يوجد ما يخشاه.


شارك المقالة: