دور الرعاية الاجتماعية في التنشئة الاجتماعية

اقرأ في هذا المقال


مفهوم التنشئة الاجتماعية:

إن التنشئة الاجتماعية قد تشمل عنصر واحد، ولكنها مجموعة أكثر تعقيداً ومتعددة الأوجه والتكوين من التجارب التفاعلية، إنها أيضاً تجربة تعليمية تكيفية مدى الحياة؛ لأن المجتمع يتغير باستمرار ولأننا قد نجد أنفسنا في مواقف جديدة بمعايير وقيم مختلفة أو في دور عائلي مختلف مثل دور الوالد أو مقدم الرعاية أكبر سناً.

أهمية التنشئة الاجتماعية في الرعاية الاجتماعية:

التنشئة الاجتماعية أمر بالغ الأهمية لكل من الأفراد والمجتمعات التي يعيشون فيها كأفراد، توفر الرعاية الاجتماعية الوسائل التي من خلالها نصبح قادرين تدريجياً على رؤية أنفسنا من خلال عيون الآخرين، وكيف نتعلم من نحن وكيف نلائم العالم الأكبر، بالإضافة إلى ذلك لكي نعمل بنجاح في المجتمع علينا أن نتعلم أساسيات كل من الثقافة المادية وغير المادية.

لكي يعمل المجتمع فإن الرعاية الاجتماعية ضرورية للأفراد، فإن كل مجتمع يعتمد على التنشئة الاجتماعية يساعد المواطنين ليس فقط على فهم القيم والمعايير على المستوى الشخصي، ولكن أيضاً لمعرفة أهمية القيم والمعايير في المجتمع.

مبادئ التنشئة الاجتماعية في الرعاية الاجتماعية:

يتم الحفاظ على الرعاية الاجتماعية إلى حد كبير من خلال التنشئة الاجتماعية، ما لم يتصرف الأفراد وفقاً لمعايير التنشئة فسوف تتفكك تحدد الظروف الاجتماعية التي سبقت ولادته إلى حد كبير نوع الحياة التي يجب أن يعيشها، ومغازلة الوالد واختيار الزواج وعاداته المتعلقة بالحمل، والولادة ونظام الممارسات الثقافية الكامل المحيط بالأسرة كلها أمور مهمة لنمو الطفل.

تؤثر تقنيات رعاية الوالدين على فرصة في أن يولد وأن يتمتع بصحة جيدة، تشكل رعاية ما قبل الولادة جزءاً لا يتجزأ من رعاية الأسرة، لكن التنشئة الاجتماعية المباشرة تبدأ فقط بعد الولادة، الطفل المولود حديثاً ككائن له أشياء معينة تحد من التنشئة الاجتماعية أو مساعدتها ويمكن تصنيف هذه الأشياء التي لديه إلى ردود فعل وغرائز ودوافع وقدرات وبالتالي فإن الدافع هو قوة ديناميكية وراء السلوك، يوفر نقطة انطلاق لعملية التنشئة الاجتماعية.

عوامل التنشئة الاجتماعية في الرعاية الاجتماعية:

1- التقليد:

التقليد هو العامل الرئيسي في عملية التنشئة الاجتماعية للطفل، من خلاله يتعلم العديد من أنماط السلوك الاجتماعي يمتلك الطفل مقارنة أكبر على التقليد، لا يكتسب الطفل اللغة والنطق إلا من خلال التقليد، وبسبب الميل إلى التقليد يكون الأطفال عرضة لتأثير والديهم وأصدقائهم الذين يقلدون سلوكهم دون تمييز.

2- الاقتراح:

هو عملية توصيل المعلومات التي ليس لها أساس منطقي أو بديهي، إنها خالية من الإقناع العقلاني يجوز له أن ينقل من خلال اللغة أو الصور أو وسيلة مماثلة لا يؤثر الاقتراح على السلوك مع الآخرين فحسب، بل يؤثر أيضاً على سلوك الفرد الشخصي في التجارة والصناعة والسياسة، والتعليم يستفيد الأشخاص المطلعون على الحقائق الاجتماعية من الاقتراحات لتقبل أفكارهم ومفاهيمهم من قبل الآخرين، ولجعل الآخرين يتصرفون وفقاً لرغباتهم.

3- تحديد:

في سن مبكرة لا يستطيع الطفل التمييز بين جسمه وبيئته، معظم أفعاله عشوائية، إنها ردود أفعال طبيعية لا يدركها مع تقدمه في العمر، يتعرف على طبيعة الأشياء التي تلبي احتياجاته تصبح هذه الأشياء موضوع هويته، وهكذا تصبح الألعاب التي يلعب بها أو الكتاب المصور الذي يستمتع به أو ينظر إلى الأم التي تطعمه، أشياء تحدد هويته تزداد سرعة ومجال تحديد الهوية مع نمو العمر من خلال تحديد الهوية يصبح اجتماعياً.

4- اللغة:

هي وسيلة الاتصال الاجتماعي، إنها وسيلة النقل الثقافي في البداية ينطق الطفل ببعض المقاطع العشوائية التي ليس لها معنى، لكنه يأتي تدريجياً لتعلم لغته الأم لقد قيل أن اللغة تشكل شخصية الفرد منذ الطفولة.

عمليات التنشئة الاجتماعية في الرعاية الاجتماعية:

التنشئة الاجتماعية فعالة ليس فقط في مرحلة الطفولة ولكن طوال الحياة، إنها عملية تبدأ عند الولادة وتستمر بلا انقطاع حتى وفاة الفرد، إنها عملية مستمرة في السابق لم يتم تطبيق مصطلح التنشئة الاجتماعية على تجارب تعلم الكبار ولكنه كان مقصوراً على الأطفال.

تم توسيع مفهوم التنشئة الاجتماعية ليشمل جوانب سلوك الكبار أيضاً، ينظر إليه الآن على أنه عملية تفاعلية يتم من خلالها تعديل سلوك الشخص، ليتوافق مع التوقعات التي يحملها أعضاء الأفراد التي ينتمي إليها.

نظراً لأن التنشئة الاجتماعية هي مسألة مهمة بالنسبة للمجتمع، فمن المرغوب فيه ألا تترك التنشئة الاجتماعية للطفل لمجرد حادث، ولكن يجب التحكم فيها من خلال القنوات المؤسسية، إن التنشئة الاجتماعية التي تجعل الطفل عضواً مفيداً في المجتمع، وتعطيه النضج الاجتماعي، لذلك من الأهمية بمكان معرفة من يقوم بتنشئة الطفل اجتماعياً.

هناك نوعان من مصادر التنشئة الاجتماعية للطفل الأول يشمل من له سلطة عليه، والثاني هم الذين يتساوون معه في السلطة، قد تشمل الفئة الأولى الآباء والمعلمين، وكبار السن والدولة الثاني يضم زملاء اللعب والأصدقاء والزملاء في النادي تعتبر قواعد السلوك تحت الفئة الأولى متفوقة ومطلقة خارجية، لكن القواعد في الفئة الثانية ليس لها أي تفوق في حد ذاتها، ولكنها ببساطة هي مبادئ عمل الارتباط الأشخاص الذين يتمتعون بسلطة على الطفل هم بشكل عام أكبر منه سناً في حين أن الأشخاص الذين يتشاركون في المساواة معه هم عرضة لأن يكونوا في نفس العمر.

على الرغم من أن الطفل لا يستطيع الحصول على نفس القدر من المعرفة من طفل آخر مساو له في العمر، إلا أنه بقدر ما يتعلم الطفل في مجموعة المساواة لفهم القواعد كجزء من جهد تعاوني، بقدر ما هو يتعلم الدفاع عن حقوقه دون حماية السلطة أو فساد التبعية، فهو يكتسب شيئاً من الصعب جداً إن لم يكن من المستحيل الحصول عليه في النوع الاستبدادي من العلاقة وهكذا فإن كلا من العلاقات الاستبدادية والمساواة تساهم في التنشئة الاجتماعية للطفل.


شارك المقالة: