دور حركة ماو في الانقسام الصيني السوفياتي

اقرأ في هذا المقال


الانقسام الصيني السوفيتي: هي عملية فك العلاقات السياسية التي كانت بين جمهوريات الاتحاد السوفيتي والصين، حيث حصل عدة خلافات بين الطرفين ويعود سبب الخلاف إلى عدة أسباب منها الحرب الباردة التي قامت في عام 1945 ميلادي واختلاف الأفكار بين الطرفين، ومن أهم الصراع بين الطرفين؛ هو غضب الصين من العلاقة القوية التي كانت بين الاتحاد السوفيتي والهند، كما كانت الصين رافضة سياسة دول الغرب في الحرب ورافضة الموقف السوفيتي أيضاً.

حركة ماو في الانقسام الصيني السوفيتي

قبل قيام الحرب العالمية الثانية كانت حرب أهلية قائمة في الصين بين حزب الكومينتانغ والحزب الشيوعي الصيني، وقرر كلا الطرفين عند بدء الحرب العالمية الثانية على أنّ يقوما بوقف الصراع بينهم الاتحاد معاً في عملية طرد الإمبراطورية اليابانية من الصين، فقام الزعيم السوفيتي “يوسف ستالين” والذي كان قائداً لحزب الكومينتانغ بإصدار أوامر محاربة الجيش الياباني؛ ممّا دفع اليابان إلى إعلان استسلامها، وفي عام 1949 ميلادي عادت الحرب الاهلية بين الطرفين في الصين وتمكن الشيوعيين من تحقيق النصر.

عند انتهاء الحرب كان القائد “ماو” يريد السيطرة على السلطة، فنصحه “يوسف ستالين” بأنّ يبعد عن السلطة وأنّ يشكل تحالف مع شيانج؛ وذلك من أجل إبقاء علاقة الصداقة بين حزب الكومينتانغ والاتحاد السوفيتي، فقرر “ماو” الالتزام بالأمر والتضامن مع الشيوعيين وبعد إعلان اليابان استسلامها رفض شيانغ ضم منغوليا إلى الاتحاد السوفيتي، الأمر الذي دفع “يوسف ستالين” إلى نقض المعاهدة والتي تم الاتفاق فيها على سحب الجيش الأحمر من منشوريا وأصدر أوامر إعطاء الأسلحة التي وجدت خلف الجيش الياباني إلى الشيوعيين الصينيين.

بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية أرسلت الولايات المتحدة الأمريكية دعم إلى الحزب السياسي القومي والجيش الوطني الثوري، وحاولت الولايات المتحدة الأمريكية الضغط على شيانغ؛ من أجل تشكيل حكومة مشتركة مع الحزب الشيوعي وبقيت بعثة السلام الامريكية قرابة العام في الصين لحل الخلاف ومع استمر الحرب الأهلية الصينية تم هزيمة حزب الكومينتانغ وطرده من الأراضي الصينية وفي عام 1949 ميلادي عاد حزب الكومينتانغ إلى تايوان.

قام “ماو” فيما بعد بعملية تطوير الأيديولوجية الحضرية الأرثوذكسية وكان يسعى من خلال ذلك إلى جعل الصين دولة اشتراكية وجعلها دولة تطبق النظام العملي خاصة في القطاع الزراعي وذلك قبل قيام الثورة الصناعية وذلك اعتماداً على النظام الاقتصادي المعتمد في دول أوروبا في القرن التاسع عشر ميلادي.

في عام 1947 ميلادي وعند قيام الحرب الأهلية الصينية أرسل “ماو” عدة وثائق سياسية إلى دول الغرب وكانت تلك الوثائق تتحدث عن مستقبل الصين الاشتراكي وطلب بأن تعرض على قادة الأحزاب السياسية في أوروبا والولايات المتحدة الأمريكية؛ وذلك من أجل انّ يفهموا الثورة الشيوعية في الصين بشكل أوضح وطلب بعد إرسال تلك الوثائق إلى موسكو.

في عام 1948 ميلادي تم تأليف كتاب عن الفكر السياسي الذي يتمتع به “ماو” وأنّه يريد بأنّ يحول الماركسية من الطريقة الغربية إلى الطريقة الآسيوية ولاقت أفكاره ترجيباً كبيراً في دول الغرب، في عام 1950 ميلادي تم توقيع معاهدة صداقة بين الاتحاد السوفيتي والصين؛ وذلك من أجل المحافظة على المصالح القومية بين الطرفين والحصول على المساعدة والدعم السياسي والعسكري والاقتصادي، وتم الاتفاق على دعم الصين في حال تعرضها إلى غزو اليابان، كما اعترفت الصين باستقلال جمهورية منغوليا.

على الرغم من تلك الشروط، إلا أنّ الصين تمكنت من خلالها الحصول على دعم وسيطرة واضحة في الاتحاد السوفيتي، لم يكن الأمر كذلك في جمهوريات الاتحاد السوفيتي في أوروبا الشرقية والتي لم تتمكن من السيطرة على حكومة ماو، أدت الاختلافات بين الصين والاتحاد السوفيتي العمل على إنهاء الصداقة بينهم.

في عام 1971 ميلادي انتهت الفترة السياسية للثورة الثقافية وقامت عدد من التمردات والتي تمت عملية قمعها بواسطة المخابرات السرية الصينية، عاشت الصين بعد ذلك في حالة من الاستقرار؛ ممّا أدى إلى إنهاء الصراع مع الجمهوريات السوفيتية الاشتراكية، ولكن العلاقات الدبلوماسية بين الطرفين لم تستقر بعد، ففي عام 1973 ميلادي تواجدت القوات السوفيتية على الحدود الصينية الروسية، فاتهمت الصين الاتحاد السوفيتي بأنّه يسعى إلى قيام ثورة عالمية ولا يريد السلام.

سعت الصين بعد ذلك إلى القيام بعملية الإصلاح الاقتصادي والتخلي عن دعم جمهوريات الاتحاد السوفيتي، الأمر الذي جعل عملية الانقسام الصيني السوفيتي لا أهمية له بالنسبة للصين.


شارك المقالة: