رعاية الشباب جسديا في الخدمة الاجتماعية

اقرأ في هذا المقال


رعاية الشباب في الخدمة الاجتماعية تتطلَّب رعايتهِ من جميع النَّواحي سواءً كانت جسميّة أو اجتماعية أو نفسيَّة أو عقليَّة، ويُلبي جميع احتياجاتهِ، ويتغلَّب على الصُّعوبات والمشاكل التي تواجههُ، وتهتمُّ الخدمة الاجتماعية في رعاية الشباب من النَّاحية الجسميّة اهتماماً كبيراً.

كيف تتم رعاية الشباب في الخدمة الاجتماعية

عندما تعمل الخدمة الاجتماعية في مجال رعاية الشباب فإنَّها تهدف إلى تدعيم وتعديل وتعليم القِيَم الصالحة التي تتماشى مع قِيَم المجتمع، ولكي تقوم الخدمة الاجتماعية برعاية الشباب جسمياً فإنّها تهدف إلى إكسابهم القِيَم الصحيَّة والجسدية، والتي تُساعد الشباب على مزاولة عملهِ اليومي بسهولة وكفاءة عالية وسعادة، وتفيهم من حياة النعومة والكسل والاسترخاء والخمول وتُعَوّدَه على الخشونة والصمود وقوَّة الاحتمال، وكُلُّ ذلك يؤدّي إلى زيادة إنتاج الشباب بما فيهِ صالح الفرد والوطن.

وهذهِ القِيَم تتحقَّق بإتاحة الفُرَص للشباب بالاشتراك في البرامج والأنشطة التي تُصمَّم خصوصاً لشَغل أوقات الفراغ، حيث تُقابل احتياجات النموّ الجسمي في مرحلة الشباب، فتساعدهم على فهم وتقبُّل التغيُّرات الجسمية والفسيولوجية التي تُصاحب هذه المرحلة، مع إشراكهم في ممارسة الأنشطة التي تُعَلّم المهارات الضرورية، والتي تُساعد على النموّ وتقوية الجسم، وتُحقِّق الصحَّة والسعادة بالإضافة إلى الاهتمام بميولهم، واستثمار طاقاتهم بما يؤدّي إلى تكوين العادات الحركيّة الصحية، والتي تُساعد الشباب على مواجهة الأضرار الجسمية التي قد تحدث نتيجة لسرعة النموّ واضطراب الحركة في هذه المرحلة.

والخدمة الاجتماعية تستغلُّ حُبّ الشباب لألعاب الكرة، وألعاب القِوى، وغيرها من الألعاب المُختلفة؛ لتعليمهم بعض القِيَم الاجتماعية كالتعاون، والحبِّ، وتَحمُّل المسؤولية بِما يُساعدهم على النجاح والتوافق مع المجتمع، ومن خلال تلك الألعاب تَمدُّهم بالمعلومات الصّحيَّة المُفيدة، وتكوّن لديهم العادات والقواعد الصحيَّة.

والتي تُساعدهم على سلامة أجسادهم، وتحذّرهم من العادات الضارَّة بصحتِهم مثل السهر، والتدخين، والانسياق وراء الملذَّات والشهوات، وكل ما يؤدّي إلى استنفاذ طاقاتهم، واستهلاك حيويتهم، حيث أنَّ الشباب لا يقتنع بالكلام وحده، فإنَّ الأخصائيَّ يدعم كلامهُ في تلك الموضوعات بعرض بعض الأفلام السينمائية التي تُركِّز على تلك الموضوعات، وتُشركهم في بعض المُحاضرات والنَّدوات والمُناقشات التي تدور حول هذه الأمور، وبذلك تُمكِّنهم من لمس أضرارها والتأكُّد من نتائجها السيئة، بالإضافة إلى إشراكهم في الأنشطة الترويحيَّة كالمعسكرات والرحلات الكشفية، والرياضات الجسمية والخبرات الاجتماعية، ونتيجة لكلِّ ذلك يَصل الشباب إلى صيانة أجسامهم ولياقة أبدانهم، وتنمية مهاراتهم وزيادة خبراتهم، حتى تزدهر وتنموّ قدراتهم الجسميةَ كاملةً.
تحديات الصحة الجسدية للشباب: تواجه الشباب تحديات عديدة تتعلق بالصحة الجسدية، بدءًا من التغذية السليمة وانتهاءً بأسلوب الحياة النشط. قد يكون لضغوط المجتمع والظروف المحيطة تأثير كبير على نموهم وتطورهم. القلق بشأن الوزن، واضطرابات الغذاء، ونقص النشاط البدني، يمكن أن تكون تحديات تؤثر على الشباب في فترة حياتهم الهامة. الدور الحيوي للتوعية والتثقيف: تتضمن رعاية الشباب جسدياً في الخدمة الاجتماعية التوعية والتثقيف حول أهمية العناية بالصحة الجسدية.

يمكن تقديم ورش عمل حول التغذية السليمة، وأهمية النشاط الرياضي، والتعامل مع الضغوط النفسية التي قد تؤثر على العادات الصحية. كما يسعى المختصون في الخدمة الاجتماعية إلى تشجيع الشباب على تنمية عادات صحية تدوم مدى الحياة. توفير الدعم الفردي: تفهم الخدمة الاجتماعية أن كل فرد يمر بتجارب فردية، ولذلك يتم توفير الدعم الفردي لضمان تلبية احتياجات الشباب بشكل دقيق. من خلال جلسات الاستشارة والمتابعة الفردية، يمكن تحديد التحديات الصحية الجسدية الفردية وتقديم الخطط الشخصية لتحقيق التحسين والتطوير المستدام. تشجيع النشاط الرياضي والأنشطة البدنية: تلعب النشاطات الرياضية دورًا كبيرًا في تعزيز الصحة الجسدية والعقلية للشباب.

يمكن للخدمة الاجتماعية تشجيع المشاركة في الأنشطة الرياضية والبرامج البدنية، سواء داخل المدرسة أو في المجتمع. ذلك يسهم في تحسين مستويات الطاقة وتعزيز اللياقة البدنية والتوازن العقلي. التفاعل مع البيئة المحيطة: يتطلب الاهتمام بالصحة الجسدية للشباب أيضًا التفاعل مع العوامل البيئية المحيطة.

قد تشمل ذلك توفير البيئات الصحية في المدارس والمجتمعات، وتشجيع على استهلاك الطعام الصحي وتوفير وسائل التنقل الآمنة والمشجعة للنشاط البدني. الختام: تكمن أهمية رعاية الشباب جسديًا في بناء أجيال قوية ومتوازنة. من خلال توجيه جهود الخدمة الاجتماعية نحو تحقيق هذا الهدف، يمكن أن يتحقق تأثير إيجابي على الصحة البدنية والعامة للشباب، مما يساهم في بناء مجتمع صحي ومستدام.


شارك المقالة: