روبرت مايكل

اقرأ في هذا المقال


استخدم روبرت مايكل النظرية الدائرية لتفسير التغير الاجتماعي.

المفاهيم التي استخدمها روبرت مايكلز

استخدم روبرت مايكلز في تحليله للتغير في المؤسسات والتنظيمات، وبخاصة الأحزاب السياسية عدداً من المفاهيم السياسية وااإجتماعية، أهمها:

  • التنظيم.
  • الأوليجاركية: ( وتعني الصفوّة المُتحكّمة أو المُتسلّطة).

اعتمد روبرت مايكلز في كتابهِ ( الأحزاب السياسية) المنشور عام ١٩٥٩م، على دراسات ميدانية لبعض الأحزاب السياسية والتنظيمات النقابية في المجتمع الرأسمالي والمجتمع الاشتراكي، ووضَّحَ فيه أنَّ هناك ميلاً لتغيير هذه التنظيمات وتحولها إلى الديكتاتورية حتى وإن كانت قدّ نشأت نشأةً ديمقراطية وذلك بسبب تحكُّم الصفوة المُتسلِّطة في شؤونها.

أي إنَّ هذه التنظيمات تبدأ بالديمقراطية ثمّ تخضع لسيطرة الصفوَّة الأوليجاركية، وخاصةً بالوسائل الديمقراطية يمكن أن تعود التنظيمات إلى شكل ديمقراطي.

قدم مايكلز في قانونه المشهور (القانون الحديدي للأوليجاركية) في هذا الكتاب، مُنطلقاً من ملاحظاتهِ أنَّ الإنسان لديهِ ميلاً طبيعياً للابتكار والتَفرّد بالموارد، وبخاصة السُّلطَة، وأنَّ العوامل الاقتصادية ليست وحدها المؤثِّرة على طبيعة التنظيمات وإنَّما هناك عوامل أخرى تؤثر على طبيعة هذه التنظيمات أهمها:

  • طبيعة الإنسان.
  • طبيعة الصفوة.

القانون الحديدي للأوليجاركية لروبرت ميشيلز


في ساحة دراسة العلوم الاجتماعية، يشكل “القانون الحديدي للأوليجاركية” لروبرت ميشيلز مفهومًا أساسيًا يلقي الضوء على كيفية تشكل وتطور هياكل السلطة في المجتمعات المعقدة. تقدم هذه النظرية رؤية فريدة حول كيفية تحول التنظيمات من الهياكل الديمقراطية المفترضة إلى هياكل تسيطر عليها القلة.

التأسيس للفهم: أطلق ميشيلز “القانون الحديدي للأوليجاركية” في بداية القرن العشرين. انطلقت هذه النظرية من مراقباته حول الأحزاب السياسية والمنظمات الاجتماعية، حيث لاحظ اتجاهًا طبيعيًا نحو تشكل هياكل سيطرة محدودة على حساب الأغلبية.

أساسيات النظرية: تقوم فكرة النظرية على مفهوم الأوليجاركية، حيث يسيطر قلة من الأفراد على صنع القرار في الهياكل التنظيمية. يقول ميشيلز إن هذا ليس مرتبطًا بشكل حصري بنظام سياسي أو اقتصادي، بل هو نمط تنظيمي ينطبق على مجموعة واسعة من المؤسسات.

العوامل المحفزة: تُبرز ميشيلز دور الاحترافية والتنظيم الفعّال كعوامل رئيسية في تشكل الأوليجاركية. يشير إلى كيف يستخدم القادة الهياكل التنظيمية لتحقيق مصالحهم الشخصية والسيطرة على القرار. يركز أيضًا على كيف يؤثر السياق التكنولوجي والاقتصادي والاجتماعي في هذه الديناميات.

تأثير التغير: تقدم النظرية فهمًا عن كيفية تأثر هياكل الأوليجاركية بالتكنولوجيا والتحولات الاقتصادية والاجتماعية. يقدم ميشيلز نظرة دقيقة إلى كيفية تكييف هذه الهياكل واستخدامها للمحافظة على السيطرة.

يظل القانون الحديدي للأوليجاركية تحليلًا قيمًا لفهم كيفية تطور هياكل السلطة في المجتمعات المعقدة. يقدم ميشيلز من خلال هذه النظرية إطارًا لفهم تحولات المؤسسات والتنظيمات على مر الزمن، وكيفية تأثير هذه التغيرات على التوازن بين السلطة والمشاركة الديمقراطية.

وهو هنا يلتقي مع باريتو في توجيه انتقاد إلى بعض المقولات الجوهرية في النظرية الماركسية التي تؤكِّد على دور العوامل الاقتصادية ( البنية التحتية) في تحديد طبيعة المجتمع وما يحتويهِ من أنظمة ومؤسّسات، والمقالات الأخرى التي تؤكّد على أنَّ الفرد نتاج للبناء اجتماعي وانعكاساً لها.

دورة التغير الاجتماعي هي فكرة مركبة تعكس تطور المجتمعات عبر الزمن، وقد قدم عدة علماء اجتماع نظريات حول هذه الدورة. في هذا السياق، يأتي توجه العالم الاجتماعي روبرت ميشيلز مع نظرية القانون الحديدي للأوليجاركية، حيث يشير إلى وجود دورة طبيعية للتغير الاجتماعي.

الدورة الاجتماعية ونظرية روبرت ميشيلز

  1. المرحلة الأولى (الديمقراطية والمشاركة):
    • في بداية الدورة، يحدث التنظيم الاجتماعي والديمقراطية والمشاركة الواسعة.
    • يسعى الأفراد للمشاركة في صنع القرار، ويكون التنظيم أكثر فعالية وشمولية.
  2. المرحلة الثانية (ظهور الأوليجاركية):
    • بمرور الوقت، يلاحظ ميشيلز اتجاهًا نحو التمييز والسيطرة القليلة.
    • يظهر تكوين الأوليجاركية، حيث يأخذ القلة السيطرة على صنع القرار وتصبح هياكل السلطة أقل شمولاً.
  3. المرحلة الثالثة (تسارع الأوليجاركية):
    • يشير ميشيلز إلى أن الأوليجاركية تتسارع بمرور الوقت وتصبح أكثر تمييزًا واستبدادًا.
    • يتحول التركيز من المشاركة الشاملة إلى السيطرة الضيقة.
  4. التأثيرات على المجتمع:
    • تؤثر الأوليجاركية على الديمقراطية وتشوه المشاركة، مما يؤدي إلى تقليل فعالية الهياكل التنظيمية وزيادة الفجوة بين القادة والمتبعين.
  5. التحفيزات للدورة:
    • يُشير ميشيلز إلى عدة عوامل تحفّز هذه الدورة، مثل التكنولوجيا، والتغيرات الاقتصادية والاجتماعية، والضغوط الخارجية.

التحديات والنقاش:

  • قابلية التطبيق: تثير نظرية ميشيلز تساؤلات حول قابلية تطبيق هذه الدورة على جميع المجتمعات، وهل يمكن أن تكون هناك استثناءات.
  • التأثيرات البيئية: لاحظ البعض أن هذه الدورة قد تكون قوية في المجتمعات الصناعية ولكن قد تكون أقل تأثيرًا في المجتمعات القروية أو التقليدية.
  • مقارنة بنظريات أخرى: يعتبر بعض علماء الاجتماع الدورة التاريخية التي وضعها بيتر توكفيل (Tocqueville) أو نظرية النخبة الأمثل لفيليبب شتروس (Schumpeter) أو حتى نظرية الفحص الاجتماعي لإليا كانيت (Elias Canetti) أكثر دقة في تفسير التغير الاجتماعي.

باختصار، يقدم ميشيلز من خلال نظريته إطارًا لفهم كيف يتطور المجتمع عبر الزمن وكيف يؤثر التغير الاجتماعي في تشكيل هياكل السلطة والمشاركة.


شارك المقالة: