ساباتاي زيفي

اقرأ في هذا المقال


من هو  ساباتاي زيفي؟


Shabbetai Tzevi، تُهجى أيضًا Sabbatai Zebi أو Sabbatai Zevi ، (من مواليد 23 يوليو 1626، سميرنا، الإمبراطوريّة العثمانيّة [الآن إزمير، تركيا] – توفي عام (1676)، أولسينج، الإمبراطوريّة العثمانيّة [الآن في الجبل الأسود])، وهو يهودي أدّعى أنّه المسيح، وتجمع حوله طائفة سُميت يهود الدونمة.

عاد شابيتاي مُنتصرًا إلى القدس مع حاشية من التابعين له، تولى طالب يبلغ من العمر (20) عامًا يُعرف باسم ناثان من غزة دور إيليا الحديث، في دوره التقليدي كرائد للمسيح تنبأ ناثان بنشوة الاستعادة الوشيكة لإسرائيل والخلاص العالمي من خلال الانتصار غير الدموي  لساباتاي زيفي، راكبًا أسدًا مع تنين ذي سبعة رؤوس في فكه، وفقًا للاعتقاد الألفي، استشهد عام (1666) باعتباره العام المروع.

بعد تهديده بالحرمان الكنسي من قبل حاخامات القدس، عاد ساباتاي زيفي إلى سميرنا في خريف عام (1665)، حيث نال استحسانًا كبيرًا، امتدت حركته إلى البندقيّة وأمستردام وهامبورغ ولندن والعديد من مدن أوروبا وشمال إفريقيا الأخرى.

من هم أتباع ساباتاي زيفي؟

كانت Dönmeh (بالتركية: Dönme ، التركية العثمانية: dunum) مجموعة من اليهود السبتيين السريين في الإمبراطورية العثمانية الذين تحولوا علنًا إلى الإسلام، لكنّهم احتفظوا بمعتقداتهم سراً، تركزت الحركة في ثيسالونيكي.
نشأت المجموعة أثناء وبعد فترة وجيزة من عصر ساباتاي زيفي وهو حاخام وقبالي يهودي من القرن السابع عشر ادعى أنّه المسيح اليهودي واعتنق الإسلام في النهاية تحت تهديد السلطان محمد الرابع بعقوبة الإعدام، بعد تحول زيفي، تحول عدد من اليهود زورًا إلى الإسلام وأصبح يُطلق عليهم اسم الدونمة، منذ القرن العشرين، تزاوج يهود دونمة المندمجة مع مجموعات أُخرى واندمج معظمها في المجتمع التركي.

إدعاء ساباتاي زيفي الإسلام:


في بداية عام (1666)، ذهب ساباتاي زيفي إلى القسطنطينيّة وسجن عند وصوله بعد بضعة أشهر، تمّ نقله إلى القلعة في أبيدوس، والتي أصبحت معروفة لأتباعه باسم مجدال عوز، برج القوة، لكن في سبتمبر / أيلول، مَثِل أمام السلطان في أدرنة، وبعد أنّ أصدر عليه السلطان عقوبة الإعدام أو الدخول في الإسلام، قالوا له “تدّعي أنّك المسيح المنتظر فأرنا معجزتك، سنجردك من الثياب ونجعلك هدفا لسهام المهرة من رجالنا إنّ لم تُغرز السهام بجسمك سيقبل السلطان ادعائك، وبسرعة البرق أنكر ساباتاي كل شيء”. غير ديانته إلى الإسلام، وأظهر لهم أنّه يفدي الأمبرطوريّة بروحه، ونجا من الإعدام.
أعاد السلطان تسميته وأطلق عليه اسم محمد أفندي، وعينه حارسه الشخصي، ووفر له بدلًا سخيًا، أصيب جميع تلاميذه ما عدا أكثر تلاميذه المخلصين أو الباحثين عن الذات بخيبة أمل من ارتداده، بقيت مجموعة من اليهود والذين اُطلق عليهم يهود الدونمة بإظهار إسلامها وتكتمت على يهوديتها.


أصبحت الحركة التي تطورت حول  ساباتاي زيفي تسيفي معروفة باسم السبيتية، وحاولت التوفيق بين ادعاءات  ساباتاي زيفي العظيمة بالسلطة الروحيّة وخيانته اللاحقة للدين اليهودي، فسر المؤمنون بساباتاي زيفي ردة ساباتاي زيفي كخطوة نحو تحقيقه في نهاية المطاف لمسيحيته وحاولوا اتباع مثال زعيمهم.
لقد جادلوا بأنّ مثل هذه الأعمال الخارجية لا صلة لها بالموضوع طالما بقي المرء يهوديًا في الداخل، اعتقد أولئك الذين اعتنقوا نظرية “الخطيئة المقدسة” أنّ التوراة لا يُمكن أنّ تتحقق إلا من خلال أعمال غير أخلاقية تمثل ما يبدو أنّه فسخ، شعر آخرون أنهم يمكن أنّ يظلوا مخلصين سابيتيا دون الاضطرار إلى الارتداد.


سقط ساباتاي زيفي في شر اعماله ونُفي، ومات في ألبانيا، وبعد وفاة  ساباتاي زيفي عام (1676)، استمرت الطائفة في التقدم، وصلت الميول العدمية للسبتية إلى ذروتها في القرن الثامن عشر مع جاكوب فرانك، الذي اشتهر أتباعه بالسعي للخلاص من خلال المشاركة في المهرجانات الصوفيّة.


استمرت الطائفة بالتوسع، حتى مدت جذورها المسممة في جميع أنحاء الإمبرطوريّة، فقد شغل العديد منهم المناصب الحساسة في الدولة، حتى وصلوا إلى مبتغاهم بإضعاف الإمبرطوريّة وإسقاط الخلافة الإسلامية في عهد السلطان عبد الحميد الثاني وقاموا بخلعه ونفيه إلى سالونيك نفس المكان الذي أحتضن العثمانيون فيه اليهود بعد طردهم من أوروبا، وبعدها قاموا بإنشاء جمعية الإتحاد والترقي بقيادة مصطفى كمال أتاتورك.
وللأسف الشديد حولوا الإمبرطوريّة العثمانيّة من دولة ذات نظام إسلامي إلى دولة ذات نظام علماني، ومن الجدير بالذكر أنّ مصطفى كمال أتاتورك، ألغى الخلافة الإسلاميّة، وغير الأبجدية العربية إلى اللاتينية، ومنع الآذان باللغة العربيّة، وإلغاء الحجاب، وألغى منصب شيخ الإسلام.


شارك المقالة: