سان سيمون والفيزيولوجيا الاجتماعية في علم الاجتماع

اقرأ في هذا المقال


سان سيمون والفيزيولوجيا الاجتماعية في علم الاجتماع:

يعتبر سان سيمون من أفضل رواد السوسيولوجيا الوضعية، كونه يصدق ويقتنع بالمعرفة، والعلمانية والتقدم والتطور، وخضوع الإنسان للتجريب الوضعي، يقول سان سيمون، إن أعظم وأفضل وأنقى وسيلة لدفع المعرفة نحو التقدم هو جعل العالم في إطار التجربة، ولا نعني العالم الكبير وإنما هذا العالم الصغير يعني الإنسان الذي نستطيع إخضاعه للتجربة.

ومن جهة أخرى، نادى إلى تنفيذ المنهج الفيزيولوجي على علم الاجتماع، وأطلق عليه بالفيزيولوجيا الاجتماعية، إذ يرى أن الفيزيولوجيا الاجتماعية إلى الأشخاص كعناصر في الهيئة الاجتماعية التي تعنى بدراسة وظائفه العضوية بالطريقة ذاتها التي تدرس بها الفيزيولوجيا الخاصة وظائف الأفراد.

وينبغي أن نرجع إلى ذاكرتنا الطريق الذي سلكه التفكير الإنساني، اتجه منذ هذا القرن إلى الاعتماد على الملاحظة، فأصبح الفلك والطبيعة والكيمياء من علوم الملاحظة، ونستخلص من هذا بالضرورة أن الفيزيولوجيا العامة التي يتضمن علم البشر الجزء الأساسي منها، سوف تعالج بالمنهج المتبع في البيولوجيا الأخرى، وأنها سوف تدخل في التعليم العام عندما تصبح وضعية، لكن ما المأزق التي تعترض حتي اليوم نهوض معرفة فيزيولوجية للمجتمعات الإنسانية؟

إن تلك الحواجز تتجلى في الصراع الذي وجد دائماً بين الطبقات الاجتماعية، إلا أنه قد آن الأوان ﻹنشاء علم للإنسان، وأن نقطة البداية في إنشاء هذا العلم هي الفيزيولوجيا الاجتماعية.

وهكذا، فقد تيقظ سان سيمون إلى إنشاء علم حديث يدرس الكائن الحي في المجتمع، هو علم الاجتماع أو ما يطلق عليه سان سيمون بالفيزيولوجيا الاجتماعية، وتساهم هذه السوسيولوجيا إلى دراسة الظواهر المجتمعية، مثل العلوم الطبيعية، بالاستناد على الملاحظة العلمية.

وفي معنى آخر، يقول سان سيمون إن الجهود العلمية الوضعية هي نفس ما ينبغي أن يحل مكان التحكم الروحي، ففي الفترة الذي كانت توجد كافة معارفنا الذاتية حدسية وميتفايزيقية بصفة رئيسية كان من الطبيعي أن تكون إدارة المجتمع فيما يخص شؤونه الروحية في يد السلطة اللاهواتية، مادام اللاهوتيون آنذاك هم الميتافيزيقيين الموسوعيين الوحيدين.

وبالمقابل عندما تكون كافة أجزاء معارفنا موجودة على أصل الملاحظة، فإن منظمة الشؤون الروحية ينبغي أن ترتكز إلى الجهود العلمية كونها طبعاً متقدمة على اللاهوتية والميتافيزيقية.


شارك المقالة: