تعد سلالة تشين من أوائل السلالات الحاكمة في الإمبراطورية الصينية وبدأ حكم تلك السلالة في عام 221 ميلادي، وقد تم تسمية تلك السلالة بذلك الاسم نسبة إلى ولاية تشين والتي تعد موطنهم الأصلي، ويعد الإمبراطور تشين شي هوانغ هو المؤسس لمملكة تشين، وقام خلال فترة حكمه بعدد من الإصلاحات، الأمر الذي جعلها من اقوى الممالك في تلك الفترة.
سلالة تشين الحاكمة
في آخر القرن الثالث قبل الميلاد بدأت مملكة تشين في الغزوات واستولت على العديد من الدول وتمكنت من إنهاء وجود سلالة تشو التي كانت تعاني من الضعف، كما قامت بهزيمة الدول الستة واستمر حكم مملكة تشين لمدة خمسة عشر عاماً، وعلى الرغم من قوتها، إلا أنّ فترة حكمها تعد من أقصر فترات السلالات الحاكمة في الصين، حيث لم يحكم من سلالة تشين سوى إمبراطوريين فقط، واتبعت عدد من الممالك بعد مملكة تشين الاستراتيجية العسكرية التي كانت تتبعها، واستمر حكمها حتى عام 226 قبل الميلاد.
خلال فترة حكم سلالة تشين عَملت على تأسيس دولة موحدة ووضع نظام سياسي مركزي موحد ومنظم والعمل على تأسيس جيش كبير وقوي والعمل على دعمه اقتصادياً، كما اتبعت الحكومة عدد من الطرق؛ من أجل القضاء على الطبقة الارستقراطية وطبقة الأغنياء ومالكي الأراضي، وكان الهدف من ذلك؛ هو السيطرة على طبقة الفلاحين والفقراء والذين كانوا الطبقة الأكبر في مملكة تشين.
كما قاومت الحكومة بإنشاء عدد من المشاريع وجعلت الفلاحين يعملون بها وتم خلال فترة قيام مملكة تشين بناء سور الصين العظيم وتم إنشاء عدد من الطرق الحديثة، كما تم بناء ضريح الإمبراطور تشين الأول، خلال فترة حكم الإمبراطور تشين قام بعدد من الإصلاحات ومنها إصدار العملة الموحدة في جميع أراضي المملكة وإصدار نظام الكتابة الموحدة وإصدار نظام الأوزان، وكان الهدف من تلك الإصلاحات؛ هو العمل على تقوية التجارة في البلاد وجعل الدولة موحدة بشكل أكبر.
كما تم خلال فترة حكمه استخدام الجيش الصيني أحدث الأسلحة، وعلى الرغم من الحكم المستبد الذي اتصفت فيه حكومة الإمبراطور تشين، إلا أنّه تم خلال فترة حكمه القضاء على أشكال الفساد.
في عام 210 قبل الميلاد توفي الإمبراطور تشين الأول وتم وضع اثنين من مستشاريه لتولي إدارة الدولة، وحاولوا السيطرة على الحكم وسلبه من الأسرة الحاكمة؛ ممّا أدى إلى نشوب صراع بينهم وموتهم في النهاية وموت الإمبراطور تشين الثاني وأدت تلك الصراعات إلى قيام ثورة في الإمبراطورية وانهيارها وسيطرة الجنرال شيانغ يو عليها وقام فيما بعد بتأسيس سلالة هان.
نظام حكم الإمبراطور تشين
كان نظام حكم سلالة تشين تعتمد في حكمها على الأنظمة الثقافة، حيث اعتبرت الطبقة التي لا يوجد لديها ثقافة بأنّها عبارة عن طبقات متدنية ولا يوجد لها أهمية في الدولة وسعت إلى نشر الثقافة من أجل توحيد الدولة وكانت تلك الأهداف من أهم أهداف الحكومة في مملكة تشين، كانت طبقة الفلاحين تشكل أعلى نسبة من سكان مملكة تشين وكانوا يعملون في الزراعة ورفضوا ترك أراضيهم والهجرة منها، حيث كانت الأعمال بالنسبة لهم وراثية يتناقلونها عن أجدادهم.
لم يكن لطبقة الفلاحين ظهور في الأدب خلال فترة حكم سلالة تشين، حيث كان يتم فصل طبقة الأدباء عنهم والتي كانت تعد الطبقة المفضلة في الدولة ولهم ميزات سياسية تختلف عن باقي الطبقات، خلال فترة حكم سلالة تشين ظهرت العبودية وبشكل كبير.
خلال عصر الدول المتحاربة كان للعمارة فيها نظام وأهداف معينة من عملية البناء، حيث كان الهدف من بناء الأسوار؛ هو الدفاع عن أراضي المملكة، وكانت تقوم ببناء الأبراج والمباني العالية، والتي كانت ترمز إلى قوة الدولة، وكانت لغة تشو هو اللغة المتداولة في جميع أراضي تشين، حيث قام رئيس الوزراء لي سي بتوحيد نظام الكتابة في المملكة وقد أدى ذلك إلى الحفاظ على الثقافة الصينية لفترة طويلة.
كانت المدارس التي تم تأسيسها في عصر الممالك المتحاربة تحتوي على عدد من الفلسفات المتنوعة، وعلى الرغم من ذلك التنوع، إلا انّ الإمبراطور تشين قام بغزو الولايات وحكمها ضمن فلسفة واحدة، كما قامت سلالة تشين بقمع الكونفوشيوسية، كما تم القضاء على النظام الإقطاعي فيها وفرضوا العديد من العقوبات، وحسب ما ذكر المؤرخون فأنّ لا يوجد أدلة كافية عن حكم سلالة تشين وعن الأنظمة التي اتبعتها.
