طبيعة التطور الحضاري ودوره في التغير الاجتماعي عند أرنولد توينبي

اقرأ في هذا المقال


قام أرنولد توينبي في نظريته عن التغير الاجتماعي التي تقوم على أساس مفهومي التحدي والاستجابة، فالمجموعة الحضارية مثل الحضارة الإسلامية أو حضارة المجموعة المسيحية والأرثودكسية تتبدل وتتغير من خلال عملية جدلية.

طبيعة التطور الحضاري ودوره في التغير الاجتماعي عند أرنولد توينبي:

إن أي حضارة اجتماعية من الممكن أن تتطور وتتبدل من خلال عملية جدلية وظروف محددة وذلك في إطار علاقة الاستجابات بالتحديات، وجميع الحضارات الإنسانية تطورت عن طريق حضارة سابقة لها، فالحضارة الإسلامية مثلاً حلت محل حضارة العرب قبل الإسلام وحضارة التجمع الأوروبي الغربي تطورت عن الحضارة الرومانية واليونانية وهذا يعني أن الحضارة تتولد وتتطور ومن الممكن أن تنتهي من أجل أن تكون أساس حضارة جديدة.
إن التطور الحضاري يعتمد على نوعية الاستجابة للتحديات التي تواجهه وتختلف المجموعات الحضرية في هذا الموضوع، البعض يتوجه إلى أن الاستجابات من الماضي في حين أن البعض يستجيب من أجل تحقيق حالة لها ارتباط في المستقبل.
إن التحدي الأكبر الذي يوصل إلى عملية التطور الاجتماعي لا يقف عند إثارة الاستجابة فقط ولكن يؤدي إلى وضع يصبح فيه الإنسان أكثر قدرة على الاستعداد للاستجابات الصحيحة، ومثل هذا التحدي يعمل على إثارة الاستجابة التي تولد تحديات جديدة.
فإن عملية مواجهة قضية استحضار القضايا تعتبر مستمرة فيتكون عند جماعة مجموعة من القدرات والخبرات مما يؤهلهم للاستجابات الدينامية، وأن الاستمرار في عملية التطور الاجتماعي والثقافي، فإن الحضارة تنمو وتتطور من خلال توافر وضع حيوي ينتقل فيها الإنسان من تحدي إلى استجابة التي ينبثق عنها تحديات جديدة واستجابات جديدة وتتضمن هذه العملية استمرارية نمو الحضارة وتطورها.
إن عملية التحدي والاستجابة وما ينتج عنها من تغيرات تتضمن مجموعة من العوامل الداخلية والخارجية وتقوم بكشف الاستجابات للجانبين قدرة المجتمع في تحقيق الذات والتعبير عنها، وقدرة الفرد على التعامل مع البيئة بطرفيها الطبيعي والاجتماعي ويتم ذلك من خلال تطوير أساليب ومعارف وأحياناً من خلال التوسع الجغرافي.

أرنولد توينبي ورأيه في التغير الاجتماعي:

ترتبط التغيرات الاجتماعية الداخلية كاستجابات بعلاقة المجموعة الحضارية بالخارج، كما أن التحديات الخارجية تتحول بعد أن يتم الاستجابة لها لتصبح في ما بعد مسألة داخلية وجزء من النسيج الحضاري نفسه، وكل حضارة تواجه مجموعة من التحديات الداخلية مثل الزيادة السكانية أو شح الموارد وفي نفس الوقت تواجه تحديات خارجية مثل التنافس على الموارد والأسواق.
كما أن الاستجابات تصب في البناء الحضاري للمجموعة ويجعل من الحضارة أكثر قدرة على الاستمرارية، وتقع المسؤولية على عاتق النخبة في المجتمع.
إذا فقدت الحضارة القدرة الإبداعية ينشق المجتمع الحضاري وينقسم إلى أقلية التي تعتبر مسيطرة ومستبدة وأغلبية من البروليتاريا المقهورة، وبالتالي تتعثر وتتراجع قدرات الشخص القيادي في الوقت الذي ينمو لدى الأغلبية المقهورة روح خاصة تحاول الحفاظ عليها.


شارك المقالة: