يستخدم علماء الاجتماع طرق متعددة ومتنوعة لحل كافة المشاكل الاجتماعية التي يواجها البشر، وذلك لفهم أفضل للقيام بحل مشاكلهم الاجتماعية.
طرق حل المشاكل الاجتماعية
معالجة المشاكل الاجتماعية عن طريق نظرية الصراع والتغيير الاجتماعي
خلقت طريقة نظرية الصراع والتغيير الاجتماعي عددًا من الافتراضات المترابطة التي ستقوم بالمساعدة على فهم كيفية حل المشكلات الاجتماعية أو على الأقل تحسينها، ولم يقم علماء الاجتماع بأدراج كل متغير يؤثر على مشكلة اجتماعية لكنهم قاموا بتضمين عدد من المتغيرات التي يعتقدون أنها تلعب دورًا كبيرًا فيما يحدث للمشاكل الاجتماعية، وقبل أن يتم التحدث عن متغيرات محددة يذكر علماء الاجتماع أن البشر هم من قاموا ببناء الواقع الاجتماعي.
فقد خلق البشر جميع أنواع الظواهر الاجتماعية مثل أنظمة العبودية وأنواع مختلفة من التحيز والتمييز والديمقراطيات والديكتاتوريات والنظم الاقتصادية مثل الرأسمالية والاشتراكية والأعراف والقيم والمعتقدات التي تعتبر مهمة في ثقافة واحدة أو في نقطة واحدة في التاريخ وليست موجودة في ثقافة أخرى أو في وقت آخر في التاريخ، ولقد خلقوا كل هذه الأشياء إلى أن هذه الأشياء يمكن أن تسيطر عليهم عدة مرات ولمئات أو آلاف السنين.
وعلى مر السنين يقوم أشخاصًا بأعادة ما في التاريخ لأنشاء هذه الظواهر الاجتماعية وأيديولوجيات وقوانين والعادات لإضفاء الشرعية وأنشائها بشكل نموذجي، أي لتبرير هذه الإبداعات الاجتماعية، وبمرور الوقت يتقبلها المجتمع كما هي وتعيش كأسلوب حياة معين اجتماعيًا لأجيال، ويبدو الأمر كما لو أن هذه هي الطريقة التي ستكون دائماً، ثم يحدث شيء ما في المجتمع لحث الناس على أدرك أن ما يبدو إنه يفوق قدرة البشر قد تم بناؤه بالفعل من قبل البشر وبالتالي يمكن تغييره.
وبمجرد حدوث هذا الإدراك يكون هناك إمكانية أن يسعى الناس إلى التغيير الاجتماعي، وبالنظر إلى هذه الأفكار الأولية حول البناء البشري للمجتمع والعالم الاجتماعي، يمكن الآن المضي قدمًا لإنشاء نظرية الصراع والتغيير الاجتماعي التي تتكون من عدد من القضايا المترابطة حيث يتكون كل اقتراح من متغير واحد يؤثر على متغير آخر، وهذه المقترحات تخلق نظرية الصراع والتغيير الاجتماعي التي من شأنها أن تساعد على فهم طبيعة المشاكل الاجتماعية وحل هذه المشاكل.
في الواقع هناك جزئين من الناس من يريدون التغيير ومن جانب آخر الناس الذين لا يريدون التغيير، فالأشخاص الذين يسعون إلى التغيير الاجتماعي والحل أو التحسين يمكن لمشكلتهم استخدام الوسائل السلمية للصراع، مثل كتابة الرسائل إلى المشرعين، الذين يحضرون اجتماعات المدينة للتعبير عن مظالمهم، ويدخلون المسيرات الاحتجاجية ومقاطعة المحلات والحافلات والمطاعم، ويستطيعون استخدم أيضًا أساليب أكثر عنفًا مثل الشغب، وأولئك الذين لا يريدون التغيير يريدون الاحتفاظ بما يمكن للوضع الراهن.
وهذا من شأنه أن يحث الباحثين عن التغيير على اتباع القانون والبقاء فيه واستخدم القوانين لفرض الوضع الراهن، وإذا لزم الأمر يمكنهم استخدام القوة الحكومية في شكل شرطة أو جيش أو استخدام غير رسمي كأساليب التهديد والتعذيب والقتل، ومع الصراع السلمي أو العنيف يأتي احتمال أن شيئًا ما يمكن أن يتغير في النظام الاجتماعي وربما يحل أو يحسن مشكلة اجتماعية.
أنواع مختلفة من التغيير الاجتماعي
بمجرد حدوث التعارض قد يتم ملاحظة أنواعًا مختلفة من التغيير الاجتماعي، ومن هذه الأنواع
1- قد يتم رؤية تغييرًا اجتماعيًا في الأيديولوجيات، على سبيل المثال من أيديولوجية الفصل إلى أيديولوجية التكامل.
2- قد يتم رؤية تغيراً في القوانين، على سبيل المثال قانون الحقوق المدنية.
3- وقد يتم رؤية تغيرًا في الأعراف غير الرسمية، على سبيل المثال الناس من المتوقع أن يكونوا أكثر ودًا تجاه بعضهم البعض وأكثر احترامًا لكل منهم آخر.
4- وقد يتم رؤية تغييرًا في إعادة توزيع المال أو السلطة أو المكانة أو مزيجًا من هذه الأبعاد الثلاثة لعدم المساواة في شكل تقديم خدمات اجتماعية جديدة، على سبيل المثال إنشاء الضمان الاجتماعي.
5- وقد يتم رؤية المزيد من الفرص المتاحة للأشخاص حتى يتمكنوا من التحرك بشكل تصاعدي، على سبيل المثال برامج مثل (Head Start) والمنح والقروض للفقراء للذهاب إلى الكلية أو المدرسة.
معالجة المشاكل الاجتماعية عن طريق النموذج السببي
دعا علماء الاجتماع لخلق صورة لتصور كيفية أن الافتراضات مرتبطة ببعضها البعض، فعندما يتم خلق صورة لهذا التصور، فإن هذا يسمى بالدراسات السببية، وهذا النموذج يظهر كيف أن المقترحات ترتبط بالحلول الاجتماعية لكل مشكلة، ويؤثر النموذج السببي على المتغيرات التي يمكن أن تؤدي إلى نوع من التغيير الاجتماعي، وجزء من هذا التغيير الاجتماعي يمكن أن يشمل حل أو تحسين مشكلة اجتماعية، وبالنظر إلى صحة هذه الافتراضات النظرية يجب أن يكون عالم الاجتماع أكثر قدرة على تحليل المشكلات الاجتماعية والتوصل إلى طرق لحل هذه المشكلات.
لأنه سيكون أكثر وعياً بالمتغيرات الأساسية التي تشكل جزءًا من المشكلات الاجتماعية، أي إنه كلما كان أكثر وعياً في هؤلاء المتغيرات الرئيسية، كلما استطاع إجراء تغييرات في هذه المتغيرات كطريقة لحل المشاكل الاجتماعية.
أفكار حول حل المشكلات الاجتماعية
إن علماء الاجتماع يستخدمون باستمرار نظرية الصراع والتغيير الاجتماعي كوسيلة رئيسية لفهم وحل المشاكل الاجتماعية، لكن يطبقون أيضًا النظريات الأخرى لتزويدهم بمعلومات إضافية حول حل مشكلة اجتماعية معينة، حيث تطبيق هذه النظريات على المشكلات الاجتماعية له فائدة من أجل حلها بشكل أفضل.
حل المشاكل الاجتماعية داخل الرأسمالية
يقترح علماء الاجتماع إجراءات لحل أو تحسين المشاكل الاجتماعية في الداخل سياق الاقتصاد الرأسمالي العالمي، ويمكن القول أن السبب هو أن علماء الاجتماع يعتقدون أن الناس في جميع أنحاء العالم سيعيشون نفس الحياة، على الأقل في المستقبل القريب في ظل اقتصاد رأسمالي، فكيف سوف يكون هذا طويلا؟ إذ استمرت الرأسمالية خلال 300 إلى 400 سنة الماضية في التطور والتكيف والتكيف مع العصر، فهل ستستمر في القيام بذلك؟
نظرًا لقدرة الرأسمالية على التكيف حتى الآن فإن تأثيرها الحالي سائد في العالم ولها شرعية بين العديد من الأشخاص الأقوياء، كما أن الاقتصاد الرأسمالي سيستمر في البقاء في جميع أنحاء العالم لبعض الوقت في المستقبل، لذلك مع وضع هذا في الاعتبار ما الذي يمكن فعله بشكل واقعي لحل المشاكل الاجتماعية داخل سياق الاقتصاد الرأسمالي العالمي.
قبل أن يناقش علماء الاجتماع طرق حل المشاكل الاجتماعية يركزون على ثلاثة أشياء:
1- العوائق التي تحول دون حل المشاكل الاجتماعية.
2- إمكانيات حل المشاكل الاجتماعية.
3- وكيف يمكن أن يساعد علم الاجتماع في حل المشاكل الاجتماعية، ويطرحون عدة أسئلة بخصوص هذا الموضوع وهي كتالي:
1- إلى أي مدى يجب أن يكون علماء الاجتماع جزءًا من تغيير المجتمع؟
2- ما هي المعايير التي يمكن استخدامها لتحديد أي مشكلة اجتماعية يجب معالجتها أولاً؟
3- هل يمكن الاستغناء عن البيروقراطيات مثل الحكومة والشركات الكبرى؟
4- إذا كان هناك حاجة إلى بيروقراطيات فهل توجد بعض الطرق التي يمكن للأفراد أن يكونوا غير عاجزين جدًا ضدهم؟
5- لماذا يقبل الناس في بعض الأحيان مواقفهم غير المتكافئة طالما فعلوا ذلك؟
6- ما هي بعض الطرق التي يمكن من خلالها إدراك المشاكل الاجتماعية في حاضر المجتمع والعالم؟
7- لماذا لا يوجد تغيير اجتماعي كبير حتى عندما يريده عدد من الناس؟
8- كيف يمكن أن تنطبق نظرية الصراع والتغيير الاجتماعي على مشكلة اجتماعية موجودة اليوم؟
10. ما هي بعض الأشياء التي يمكن القيام بها في المجتمع والعالم والتي يمكن أن تساعد على حل المشاكل الاجتماعية؟