طريقة دراسة الحالة في البحث الاجتماعي:
تعتبر دراسة الحالة طريقة تتناول أعماق الفرد وموقفه، وهي ضرورية ليحصل الباحث على بصيرة بالمشاكل التي يعاني منها الفرد، من خلال مثلاً من يتعاطى المخدرات والمجرم والمهاجر.
ويرى بيرجس أن طريقة دراسة الحالة لم تستخدم على نطاق واسع في الدراسات الاجتماعية إلا بعد استخدام توماس وزنانيكي لها دراستهما عن الفلاح البولندي.
وتوصف بأنها نوع من التحليل الكيفي ونشاط لجمع البيانات يستغرق فترة من الزمن، ويضفى على الوصف طابعاً إنسانياً، ولا يكتفي الباحث بوصف الحالة الظاهرة بل يحاول التعمق إلى ما وراء السطح الظاهر للكشف عن السلوك الإنساني، ولذا تقيم دراسة الحالة بأنها أكثر طرق البحث الاجتماعي كفاءة بعد تطور ونضج طرق التفسير الكيفي.
وأنها تعبير عن الرغبة في الوصول إلى الكمال في البحث الاجتماعي وبدلاً من أن يدرس البحث الجماعات كلها أو الأنظمة كلها أو الجماعة كلها أو النظام كله يختار الباحث الحالات خاصة، ويمكن أن تكون الحالة التي تخضع للدراسة فرداً أو حادثاً مرضياً في حياة الشخص أو الدولة أو حدث تاريخي.
وينظر إلى دراسة الحالة باعتبارها طريقة لجمع بيانات مركزة وواضحة ومتعددة، ولكن نحصل على هذه البيانات الشاملة المتعمقة يستخدم الباحث كل أدوات جمع البيانات، ويلجأ إلى كل مصادر جمع المعلومات لبتداء من المقابلة المركزة واستمارة الاستبيان والملاحظة وانتهاء بمعرفة تاريخ الحياة، وفحص الوثائق الشخصية، ويلجأ الباحث إلى المقابلة باعتبارها أداة ناجحة لمعرفة اتجاهات السلوك الاجتماعي عن المبحوث.
كما يلجأ إلى الملاحظة بالمشاركة في المرحلة الأولى لصياغة المشكلة، كما يستعين بالوثائق الشخصية لفهم الموقف والسيطرة عليه، والتنبؤ بأحوال المستقبل، كما تقضى استمارة الاستبيان كافة الأسئلة التي تسهل معرفة الحالة.
ودراسة الحالة تشبه طريقة “الفلاش باك” أو العرض الاسترجاعي في الأعمال الفنية وخاصة السينمائية، والهدف الرئيسي الذي تعتمد عليه طريقة دراسته للحالة هو أن الكثير من توجهات الفرد الاجتماعية وأنماط سلوكه قد تطورت في محاولته في التعامل مع الأحداث والخبرات الهامة في حياته والتي كانت بمثابة نقطة تحول تاريخية، وهذه التغيرات في سلوكه قد تؤثر على مستقبله كله.
وتتفق أغلب التعريفات على أن دراسة الحالة هي الطريقة التي تتوجه إلى جمع المعلومات العلمية التي تتعلق بأية وحدة سواء كانت فرد أو مؤسسة أو نظام اجتماعي محلي أو مجتمع عام.
